مراجعة كتاب


10دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب

أليف شافاك


تحدثت الرواية عن ال10 دقائق وال38 ثانية بعد موت “ليلى” وهي الشخصية الرئيسية في الرواية.

كل دقيقة من هذه الدقائق وكل ثانية أخذت ليلى تسبح في بحر ذكرياتها المبعثر والممتلئ.

فتتذكر اللحظات الأولى من حياتها، ومن ثم طفولتها ونموها في قريتها وذكريات عائلتها المؤلمة والتي لم تكن العون لها في اجزاء حياتها، إلى أن تصل الى وجهتها التي لطالما رغبت الذهاب اليها “ اسطنبول” وانتهائها في العمل في المواخير كبائعة هوى.

في هذه الدقائق والثواني التي يعيشها القارئ مع “ليلى” وذكرياتها، تذكر فيه الصدقائها الخمسة الذين حلّو محل مكان العائلة لدى ليلى أو اقرب، ثم تذكر حياة كل واحد منهم ليتعرف عليهم القارئ عن قرب كما تعرف على “ ليلى”.

انقسمت الرواية عن ثلاثة اقسام: الجسد، والعقل، والروح. ما بين الطفولة وقريتها والمدينة واصدقائها والموت وتبعاته.

وركزت على: الحرية والاختلاف والصداقة، والتقبل والثورة والفقد، التحرش والاغتصاب.


لم تكن ليلى شخصية عميقة أو شخصية سطحية بل كانت أمرأة عادية مرت بها الايام وهي محملة بذكريات قاسية وأخرى سعيدة في طفولتها أثرت في شخصيتها.

دائماً ما يُقال بأن الأساس هو كل شيء وما لاحظته بأن أساس ليلى لم يكن قوي حتى تُبنى هي عليه، فحياتها بُنيت على كذبة وعائلة لا يمكنها الرجوع إليها عند الحاجة، والدين الذي يستند إليه الانسان لم يكن ذو أسس صحيحة لديها وكأنه “ خيب أملها” فلم تستند إليه وتتشبث به.

إذا لا دين ولا عائلة.

فقط “ليلى” هكذا بين أبواب الحياة التي فُتحت أمامها لتذهب إلى الباب الذي يتسع لها ويمكنها الدخول إليه.

إلى أن وجدت طوق النجاة الخاص بها من حب وأمان واصدقاء، وما إن عاشت بطريقتها حتى أنتهت حياتها بطريقة غير متوقعه.

ثم هاهي بين حياتين في عدد من الدقائق والثواني لترى أمامها شريط حياتها.

ثم هناك اصدقائها الذين لم يتخلوا عنها بعد موتها ليقوموا بانقاذها لتُدفن بطريقة تليق بليلى.

كم أعجبني قلم الكاتبة” اليف شافاك”  وهي تسرد هذه الرواية التي ما ان بدأتها حتى التهمت نصفها أو اكثر، لطالما جذبتني التفاصيل التي وضعتها بين كلمتها وطريقة سردها البسيط بالكلمات والممتلئ بالمعاني.

فقد أوصلت الرسالة التي تريدها من الرواية للقارئ الذي سيفهم الرسالة بطريقته الخاصة وشخصيته ووجهة نظره.


واخيراً من وجهة نظري الشخصية: هناك بعض اللأمور التي لم تناسب ذائقتي وجزء من نظرتي لعدد من المفاهيم لذا لم يكن تقييمي كاملاً.

ولكن لكلٍ منا طريقته في رؤية الأشياء، وقد ابدعت “اليف شافاك” في حبكتها هذه المرة أيضاً.


معلومات عامة عن الكتاب:


اسم الكتاب: 10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب

اسم الكاتب/ة: أليف شافاك

تصنيف الكتاب: رواية 

اسم المترجم/ة: محمد درويش

دار النشر: دار الآداب

عدد الصفحات: 478


تعتقد أن ثم نوعين من الأسر في هذا العالم: الأقارب وهم الأسرة البيلوجية، والأصدقاء وهم أسرة الماء.

أما بخصوص أسرة الماء، فهي تتشكل في مرحلة لاحقة جداً من الحياة، وكون من صنيعك أنت إلى درجة كبيرة. صحيح أن شيئاً لا يحل محل أسرة بيولوجية سعيدة ولطيفة، إلى أنه في غياب هذه الأسرة، فإن بمقدور أسرة الماء الجيدة أن تغسل الجروح والآلام المتراكمة في الداخل كالسخام الأسود.

أليف شافاك

Follow me