حكاية القصة
(۱)
بين عاليات الهضاب الرملية وقرب تل لا يميز فيه شيء عدى نار أوقدها رجل وحيد يدعى آدم. سكون كثيف أربك من يمر من المكان لو مر أحد. ليلة خافتة خشى القمر أن يسكب فيها ضوءه على أسفل ذلك التل حيث يجلس آدم. كان آدم حول النار يكتب ومن خلفه سيارته وبضع أغراض للتخييم. آدم رجل عروبة عرقه ظاهرة في ملامحه حادة المنظر. يرتدي ثوبا قديم ويمسك قلمه القديم أيضا. نهض آدم من حول النار لمقدمة التل ثم جلس وفتح صفحة جديدة من مخطوطته وشرع يكتب قصة.
بينما هو يكتب بدأت أربع شخصيات بالظهور من أمامه وشاركته جلسته حول النار. الشخصيات هي امرأه كبيرة السن شاحبة الهيئة تجلس قباله, وفتاة حادة الملامح محجبة عن يساره, وعن يسارها شاب خبيث المنظر ممتلئ الجسم وأما آخرهم فرجل أسمر جذاب بلحية قصيرة مبعثرة قليلا. قام آدم من موضعه ووقف حولهم منتصبا يخطب وجاهشا يبكي وللكلمات متجرعا.
آدم: في نفسي شعور عظيم. مثل ما تشوفون أنا أبكي. أبكي خوف من خسارة بعضكم وبخشية من ما قد تلقون ولكني أيضا في أشد الحماس بالقصص اللي بيرجع بعضكم يحدثني عنها وكيف جرت. جهزتكم بكل اللي تحتاجونه من حبكة، ملامح، أفكار، واخترتكم بعناية. أنتم وليد عالمي اللي جيت منه ولكن العالم المجهول اللي على وشك تروحون له شديد العجب! محد يعرف حقيقةً ايش خفاياه ولا حتى عن منظره. ولكني موقن إن القصة اللي بتحكونها لي مصيرية! شخصيات كثير سبقتكم لهذا العالم ولكن ما أكملوا لعدم نضجهم أو لتعقيد هذا العالم المجهول.
إزداد بكاء آدم. أكمل نحيبه وجلس. مريم الفتاة التي تجلس يسار آدم كانت مبتسمة بسكون, أما الرجل الممتليء فكان في خوف وتوتر شديدين. ويا لله ما أعظم منظر محمد فقد كان في ثبات كأنه لم يسمع شيء مما قاله آدم. تسألني عن العجوز شيخة؟ وضعت كفيها على عينيها من خلف النقاب وأدمعت مرددة "ما عاد لي نفس."
آدم: يالله تجهزوا. بنحرك بعد شوي ونوصل للمجهول قبل طلوع الشمس بمشيئة الله
ركب الجميع في السيارة يقودهم آدم. ودعتهم التلال الرملية برياحها المحذرة ومن ذلك غادروا الصحراء إلى الطريق السريع. بعد ساعات من السفر، اقتربت السيارة من المكان. كان طريق السفر فارغ قليلا والشمس تهدد بالطلوع. برج يسمى المملكة يظهر أكثر مع طلوع الشمس واقترابهم من المكان الذي يسمى بالرياض. عند مقدمة المدينة توقف آدم على جانب الطريق. أنزل الجميع من السيارة وودعهم. هنا عاد آدم للبكاء. قبل رأس الإمرأة كبيرة السن شيخة, لمس يد مريم مبتسما وهرب النظر لفالح وأما لمحمد فبادلوا بعضا لمحات الإحترام. ركب آدم السيارة وعاد إلى التل الصحراوي وحده وأما البقية فاتجهوا نحو المجهول داخلي المدينة.
(۲)
…