حيٌّ على النعش
هذا النص سوداوي، ولا يمثل الكاتب بأي طريقة.
توقف صوت عقارب الساعة عن النخر في رأسي، ربما تعطلت، أو ربما فرغت البطارية، لا يهم حقًا، أنا سعيد بذلك جدًا، ولكنني أتساءل هل يعني ذلك أن الزمن توقف أيضًا؟ كم أنا سخيف… لن يغير ذلك أي شيء! فسأبقى على حالي هذا لن يغير ذلك أي شيء.
تتساءل عزيزي القاريء من أنا، أود أن أخبرك، ولكن في الحقيقة لست أعلم جيدًا من أكون! وجدت نفسي مستلقيًا على هذه الأريكة الجلدية الباردة أنظر إلى سقف الغرفة دونما سبب عبثيٍ كان أو وجيه، لماذا أنا هنا لست أعلم ولا أهتم على أية حال.
أعلم جيدًا بأنني سأكون في غاية الصراحة معك، وسأبدأ مصارحتي باخبارك بأنني لست مهتمًا لوقتك أيضًا فعليك أن تعي ذلك جيدًا!
الطريق إلى الموت طريق مهمد وسهل يفصلك عنه قرار لن تتخذه أنت مهما بلغت من القنوط، مهما بلغ السواد في جوفك، ولكن ربما أتخذه عنك رغمًا عنك.
هذا حالي منذ أشهر، أشعر بأن جوفي بارد جدًا، وأن عقلي لا يريد أن يكمل القصة…. شيء ما يخبرني بأن ما أفعله خاطيء، ولكن هناك ما يدفعني لفعله كراهية، وكأنها رغبة ملحّة في الوصول لشعور ما، قد لا أدرك ماهو حقًا لكنني أفقد السيطرة عليه في كثير من الأحيان، شعور مقيت حقًا أن تكون عبدًا ذليلًا لشيء لا تعلمه.
هل هذا هو شعور النهاية؟ لماذا هو باردٌ جدًا؟ توقف صوت عقارب الساعة عليّ أن أصلحها فقد كانت تحفزني دومًا للمضـ…
مزعج حقًا! إلى أين سنصل مع كل هذا التخبط؟ لا علينا كنت اقول انني سأتخذ القرار عنك، لكن أحتاج لمساعدتك، رغم مقتي لفكرة الاعتراف بأنني في حاجة إليك حتى!
حسنًا، كل ما عليّ هو أن أخبرك الطريقة وما عليك هو مجرد التطبيق…
مرهق جدًا أنني لا أستطيع النوم، بت أكره الذهاب إلى سريري وكأنني أهرب من عرين أسد! ربما يجب علي أن أحاول الوصول هذه المرة فأنا متعب جدًا وأكاد أن أنام على هذه الأريكة دون أن أشعر.
سأظل دومًا هنا، ستعتاد على ذلك، ولكن ما ينقصك فقط هو التقبّل! ليس الأمر بتلك الصعوبة صدقني أنه أسهل من شرب الماء على ظمئ! وما تفعله أنت كأنه هزيلٌ يحاول جرّ جِبال الدنيا علّها تتزحزح! فقط استلقي وتقبّل!
حقًا عزيزي القاريء! لا زلت تود التعرف عليّ حتى الآن! لماذا؟ ما المهم في الأمر؟
كلّ ما في الأمر أننا لسنا على وفاق فأنا أريد أن أقطع الحبل بينما أنت تحاول فك عُقده بيأس! ألا ترى بوضوح أن حبلك ضعيف ومليئ بالعُقد التي لن تنتهي من حلّها ولو أفنيت عمرك تحاول! لا أفهم إصرارك حقًا، الكثير ممن كانوا مثلك انتهيت من التعامل معهم وأجزم أنهم راضون تمامًا.
صوت أمي! ناعم كالحرير على مسمعي، دافيء ككوب شاي! لطيفٌ كسحابة صيف! عذبٌ كماء نهر، بديعٌ كنغمة وتر، وقريبٌ لقلبي كدعوة! حسنًا يا عذبة الصوت سمعت النداء… ولن تلبي.
ما المعنى من كل هذا التجاهل! هل تعتقد بأنك أفضل حالًا مني؟ وبماذا! إليك ما سيحصل، شريط الأقراص بجانبك فقط عليك أن…
تبًا، كم أنت مزعج ستقف عند هذا الحد وكفاك تسلطًا! و إليك أنت ما سيحدث اليوم، سأجرّ جبال اليأس بعينها خلفي، وستجرّها رغمًا عنك معي، ومن ثم ستجلس بجانبي تشاهدني بصمت وأنا أفكك العُقد رويدًا رويدًا حتى تموت بها أنت، وحالما أنتهي من عقدة سألفها حول عنقك!
مليء باليأس ومثير لشفقة حقًا، ألم تخبرني بذلك البارحة! وقبل البارحة! وقبلها! إلى متى ستبقى هكذا! لتحسم المسألة فأنت عاجز عن فعل ما تقول! ستغرق في عجزك!
ربما أنا كذلك… عاجز ، ولكن لن أستسلم لك بهذه السهولة فمن يدري ربما تعجز أنت يومًا.