قهوتك السوداء لا تحترق
بقلمي: عبدالمجيد بن سعيد.
النضال في الحياة حاجة مُلحة ومن ممارسات الوجود الإنساني الجميع يناضل حتى وإن كان النضال لأتفه الأشياء هناك الطفل يناضل لأجل لعبته والكاذب يناضل لأجل كذبته وهكذا دواليك..
كنت أيام الجامعة مناضلاً ومن مناهضي الاستعلاء "الفوقية" والاستعراض ومن نافخي روح الكراهية حول كوب دانكن الفاتن، ولك أن تصدق امتعاضي الشديد لرؤية كوب دانكن أمامي، وتشتق قناعتي تلك من مبدأ نبذ الكِبَر، وما يعزز تصوري ذاك أن الغاية تبرر الوسيلة "ولهم في دانكن مأرب أخرى " بمعنى أن الكوب كان لغرض الاستعراض لا لغرض متعة الرشف.
من المؤسف جدا أن يكون مبدئك المحترم تشتق منه قناعات سخيفة مبنية على ظنون واهية، وهذا خطأ في التفكير والتصور يجعلنا نعيد بعض القناعات الخاطئة المشتقة من مبدأ صحيح، ويجب أن تدرك أن الظنون السيئة مفسدة للنفوس الزكية والبحث في نوايا البشر من عمل الأشقياء.
وبما أنني في ذلك الوقت وقعت في شِراك الظنون أتذكر
قصة الصحابي أسامة بن زيد رضي الله عنه ((قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية.
فصبحنا الحركات من جهينة.
فأدركت رجلا.
فقال: لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك.
فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقال لا إله إلا الله وقتلته؟ قال قلت: يا رسول الله، إنما قالها خوفا من السلاح.
قال أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟ فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ)) ...انتهى.
الشاهد من هذه الخاطرة أن المبادئ الجميلة لا تمنع وجود القناعات والتصورات الخاطئة، ولك أن تعرف اليوم أنا من محبي كوب دانكن ولا فخر.
قفلة: القناعات تزيد وتنقص بالتجارب ولنا في دانكن مآرب أخرى.