الهروب نحو الحقيقة
بقلمي : عبدالمجيد بن سعيد.
من أشرس المواجهات على الإطلاق في ظني هي مواجهة الإنسان لنفسه وما يترتب عليها من تبرير مُزيّف يتعايش معه طول حياته أو حقيقة صادمة توقظه ليحيا من جديد " إنسان مختلف كليا" .
فالإنسان لديه طريقتين لمواجهة نفسه الأولى باختياره والأخرى باختيار الواقع "مجبر أخاك لا بطل" .
-اسمع لهذه القصة - :
كنت أقول لصديقٍ لي قبل سنوات مراراً وتكراراً هذه الجملة ( شهادة حق أنت شخص ممتاز جدا من جميع النواحي مجتهد صبور ...الخ ، لكن تنقصك تلك الشهادة ضعها هدفاً لك فالأيام لا تتوقف )، بعد مرور الشهور والليالي قال لي اليوم؛ تقدمت على وظيفة ما في إحدى الجهات المرموقة وأنهيت جميع مراحل القبول وقبل توقيع العقد بثلاثة أيام تغيّر الرئيس ،وأصدر الرئيس الجديد قراراً بإيقاف التوظيف لمن لم يحصل على تلك الشهادة !!...قال حين أتاني الخبر صعقت وشعرت بالخذلان والتأنيب لنفسي. وأقول لك الآن الحمد لله فالأمر كله لله... انتهى).
نُدرك أن المقادير يبد الله يصرفها كيفما شاء سبحانه، والرضا بها من أركان الإيمان، وكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم {{عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرّاء شكر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر؛ فكان خيراً له}}.
ومن التعقل للإنسان عند تعرضه لموقف سلبي هو تحويله لحافز ودافع أو تجاهله وهذا أضعف الإيمان. وإلا أصبح تحت جور الصدمة " البكاء على اللبن المسكوب".
*الجميل في صديقي أنه عازم أكثر من وقت مضى للحصول على تلك الشهادة.
•الشاهد من القصة هذا السؤال المهم لماذا نحتاج إلى صدمات حتى نستيقظ وندرك أين الطريق الصحيح ؟!
ولتجاهل الإجابة على هذا السؤال هو الهروب نحو الحقيقة من خلال أمرين لا ثالث لهما هي:
تحديد متطلبات الواقع للوصول إلى هدفك المرسوم، وما هي نقاط ضعفك.
*قفلة: الجميع يسقط (الكثير منهم يبرر.. والقليل ينهض). 🌿