ماهي حدود مسئولياتك؟

في عام 2011 م قرأت رواية كل الأسماء للروائي البرتغالي جوزيه ساراماغو، وفيها يطلب المدير من جميع موظفي المحفوظات العامة الاستعانة بخيط آريان حتى يتمكنوا من الخروج من الأرشيف عند محاولة الوصول إلى ملفات الأشخاص اللانهائية فيه، وتبادر لذهني كم اشبه خيط آرايان في ادائي للعمل، ولهذا ابعاده وأضراره عليّ وعلى المنظمة التي كنت اعمل بها وفي ذلك الوقت لم أدرك أن السبب هو المكان الذي وضعت نفسي فيه.

كانت لدي القدرة على كتابة التقارير والخطابات بنصف الوقت المطلوب لإنجازها، و ذاكرة جيدة لتذكر الأسماء وأماكن الملفات وكيف نتعامل مع المشكلات الاعتيادية التي نواجهها؟ والحالات الخاصة الطارئة، ولم أكن امانع بالعمل من المنزل واستخدام هاتفي الخاص لإنهاء الاتصالات المرتبطة بالعمل، والحقيقة التي ادركتها متأخرة أن ذلك لم يكن خطأ الإدارة أو الزميلات بل خطأي، فعدم معرفتي بحدود مسئولياتي داخل العمل سمح بكل هذا التداخل بين مهامي ومهام زميلاتي وزيادة اعبائي الوظيفية دون مبرر، وبعد انتباهي لهذا الخطأ الفادح الذي ارتكبته بدأت بإصلاح الأمر: في البداية اتخذت القرار بالتوقف تماماً عن القيام بأي مهام إضافية ليست من صميم عملي وإنهاء مهامي في ساعات العمل الرسمية، وأيضاً تحدثت مع الإدارة وبشكل واضح عن كل ما يزعجني ومناقشة الحلول لذلك والبدء بتطبيقها والذي خفف وبشكل كبير من العبء الذي وجدت نفسي احمله.

إن جديتك في عملك واجتهادك لا يتعارض مع معرفتك لحدود مسئولياتك وعلى ذلك إنجازك لعملك والتعامل مع رؤسائك وزملائك من هذا المنطلق، وقد تجد نفسك أحياناً مضطر لطلب إيضاحها من المسئول عن تحديد مهامك خصوصاً إذا تقاطعت مهامك مع مهام موظف آخر أو اضطررت للقيام بدور وظيفي آخر خلال وقتٍ معين لأي سببٍ كان، كما أن التزامك بحدود مسئولياتك لا يتنافى مع مبدأ التعاون لإنجاز الأعمال مع مسئوليك وزملائك إن استدعى الأمر لكنه بشكل عام أهم ضمان لأداء واجباتك والحصول على حقوقك في المنظمة، وبذلك لن تجد نفسك محملاً بمسئوليات ليست من صميم عملك وتصبح دون أن تشعر خيط آريان.


منشور في منصة المجتمع الوظيفي

https://www.careersar.com/%d9%85%d8%a7%d9%87%d9%8a-%d8%ad%d8%af%d9%88%d8%af-%d9%85%d8%b3%d8%a6%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%aa%d9%83%d8%9f/

Join