غموض الدور الوظيفي.


يأتي الدور الوظيفي كأحد الأمور البديهية المتوقع من المنظمة توضيحها للموظف بمجرد انضمامه لها، والذي يشمل الهيكل التنظيمي للمنظمة وسياساتها وقواعدها العامة، كما يشمل نطاق مسئوليات الموظف ومهامه والحدود الفاصلة بين مهامه ومهام زملاءه ورؤساءه والوسائل المطلوبة لإنجاز هذه المهام وآلية اداءها وسبل تقييم الأداء والأهداف المتوقع منه تحقيقها ومدى ارتباطها بأهداف المنظمة، وعلى ذلك فإن أي غياب في هذه المتطلبات سيؤدي بطبيعة الحال لغموض الدور الوظيفي، والذي سينعكس بدوره على إنجاز الموظف والمنظمة وسيتسبب بالعديد من الآثار السلبية.

وقد عُرف مصطلح غموض الدور الوظيفي في السبعينات الميلادية بأنه ذلك الموقف الذي لا يحصل فيه الموظف على تعليمات واضحة بخصوص ما هو متوقع منه عن دوره في وظيفته آو في المنظمة التي يعمل بها، والقصور في إيضاح هذه التعليمات سيؤدي وبشكل مباشر لتشتت الموظف وحاجته للرجوع لرئيسه المباشر في كل مهمة أو لزملاءه للحصول على المعلومة اللازمة لإنجاز الأعمال وزيادة الوقت اللازم لإنهاءها، كما أنه سيكون ذا آثار سلبية تتزايد مع مرور الوقت فعلى مستوى الموظف ضعف درجة الإنجاز سيؤدي به إلى الشعور بعدم الثقة بالنفس وعدم الجدوى والأهمية وزيادة التوتر وانخفاض الرضا الوظيفي وكذلك ضعف الولاء  الوظيفي والذي سينعكس سلباً على المنظمة.

كما أن غموض الدور الوظيفي حتى مع محدودية المهام المطلوبة هو أحد مسببات ضغط العمل والذي قد لا يتمكن الموظف من التعامل معه بشكل ملائم نظراٍ لعدم قدرته على علاج السبب الرئيس فيؤدي به إلى الشعور بالإجهاد والأضرار النفسية والجسدية المترتبة على ذلك ثم التهرب من العمل نتيجةً لذلك بالتأخر في إنجاز الأعمال أو التغيب بشكل متكرر.

إن لغموض الدور الوظيفي تأثير ذو أبعاد سلبية متعددة على الموظف تؤثر على جودة حياته بجوانبها المختلفة لا الوظيفية فحسب، وكذلك على المنظمة التي يعمل بها لكونه سيؤدي إلى انخفاض أدائها وتحولها لبيئة غير صحية للعمل، وبذلك فالمنظمات التي تولي أهمية كبيرة لرسم أدوار وظيفية تتناسب معها والتعديل عليها دورياً وفق الحاجة هي من ستكون ذات مكاسب مادية ومعنوية متزايدة بمرور الزمن.
 

منشور في صحيفة مال الاقتصادية:

 https://www.maaal.com/archives/20191227/133232

Join