بالتأكيد أنك في حال كنت تقرأ هذه الصفحة في عام ٢٠٢٠ أو في عام قريب منه بالتقويم الميلادي فإنك تعرف ما هو "كوفيد١٩" أو كورونا ألمستجد أو كما يُعرف بين الامة البشرية "كورونا" ولكنك الان ستعرف معي ما أعرفه أو ما سمعته أنا عن هذا "الوباء" أو كما قال الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود -ملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين اعزه الله-: الجائحة.

كوفيد١٩: وباء مركب ومعدل جينيًا من الفايروس الأول كورونا الشرق الاوسط وهو من عائلة الفايروسات التاجية ذاتها اللتي تضم (سارس وميرس وكورونا الشرق الاوسط -النسخة الاولى- ) وهذا الاسم العلمي للوباء المنتشر الان في سنة ٢٠٢٠م وكانت بؤرته مدينة ووهان الصينية وخطورته الكلية في سرعة إنتشاره فقط فبالنسبة للوفاة منه تكاد لاتصل النسبة إلى الستة بالمئة، ولأنه سريع الإنتشار فإنه سرعان ما ساد في العالم أجمع، قيل بدايةً إنه مرض بسبب طبيعة الأكل الذي يؤكل في الصين وهو عبارة عن مجموعة من الحيوانات القذرة مثل: الخفافيش والجرذان وهذا كان تفسير العامة في بعض البلدان ولكن هل هذا صحيح؟؟ اعتقد وبلا شك أنه لا يمت للصحة بأي شكل من ألاشكال، يستخدم هذا الأكل في المدن الصينية منذ مئات السنين ولماذا الآن أصبح يجلب هذه الأوبئة؟ أسئلة كثيرة تشكك بهذا التوقع! ثم قيل فجأة أنها حرب إقتصادية تقودها دولة -اشتهر عنها انها عُظمة- وهي أمريكا ضد الصين بسبب تفوق الصين في مجالات عديدة بالاقتصاد ولان البنك المركزي الذي يمثل الدولة العظمة -كما قيل- مدين  للصين، وان أمريكا لا تستطيع مجابهة الصين اقتصاديًا وتجاريًا وعسكريًا ايضًا فقامت بهذه الحرب القذرة، ان صح هذا الكلام فيمكن القول بأن البشر وصلوا إلى أعهر مستويات الحقد والتدمير، وصلوا إلى أن معنى البشرية أصبح لا يعني شيء غير المال والكد وقيمة "البشري" بمقدار ما يجلب ويدفع من الأموال! مهلًا لماذا انقدت كثيرًا خلف هذا القول؟ لنقل انه مجرد كذبة لنذهب ونرى ماذا قيل أيضا؟ قيل في المجتمعات العربية المسلمة بأنها عقوبة الله للعباد ليُثبت للعالم انهم لا شيء امام قوته وجبروته! أالله في حاجة لان يثبت لنا ما يُقال؟ إن أصحاب هذا الفكر منذ الازل ومبدائهم واحد وهو إن كان خيرًا فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وإن كان شر فهذا عقاب الله لكم لأنكم لا خير فيكم! ذاهبة عن أبصارهم فضائل الله جميعها صغيرها وكبيرها وأنها أمور لا فرار منها فهي في كل مكان مرئية وفي كل مكان محسوسة وان الله ذو فضل عظيم! .

دعك من الهراء السابق وسأحكي لك قصة حقيقة وقصيرة: اول كلمة ساقولها لك هي جدة، آه يا جدة مدينة رائعة وصاخبة مدينة لاتنام في كل حين تجد الشوارع مليئة والاماكن مزدحمة ولكن حدث أنه في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، اليوم الاحد ٢٢مارش٢٠٢٠م، الشوارع موحشة تكاد تكون خاوية في أوقات كان بها أكثر ما يُسمع ضوضاء المدينة واصوات منبهات السيارات بالخارج، الناس منقاده خلف أوامر القيادة -الا الجهله وهم قليلون جدًا- ووزير الصحة ينبه على الجميع "ارجوكم ابقوا في منازلكم، ارجوكم اعزلوا أنفسكم" خوفا من انتشار هذا الوباء أكثر من ماهو عليه من إنتشار الآن، والأشخاص يتسألون في مواقع التواصل عن كل شيء! عدد الحالات المصابة -المتزايد- وعدد الوفيات الذي هو حتى اليوم "صفر" وعدد المتشافين الذي يتزايد أيضًا ولله الحمد وأهم اسئلتهم هل سيفرض حظر التجول؟ هل سنعيش بمدينة لا يكاد يسير فوق ارصفتها إنسان كمدن الاشباح اللتي نراها في الأفلام فقط؟ كم سيطول هذا الامر؟ الى ماذا سنصل؟ أسئلة لا إجابة لها! الان الأعمال توقفت والأسواق أُغلقت و الأسعار ارتفعت قليلًا -جشع التجار باقٍ ما بقت الحياة-، الأمهات والآباء في كل مكان يدعون صباحًا ومساءً ان يخلصنا الله من هذا الهم الذي حل بنا.

في اليوم الاثنين ٢٣مارش فرض علينا حظر التجول المؤقت بأمر ملكي من الساعة السابعة مساءًا الى الساعة السادسة صباحًا سأترك لك الخيال لتتفكر في كيف هو شكل و وضع المدينة في هذا الوقت؟

اخيرًا الأوضاع من يوم إلى يوم تصبح أصعب ومخيفة أكثر أسال الله عز وجل أن يكفينا ويعافينا من هذا الوباء ويخلصنا منه، شكرًا لوقتك، كن سعيد دائما، اذكر الله و الى اللقاء.