تساؤولات

مرحبًا، الاهتمام بحساباتنا في مواقع التواصل الاجتماعي في زمننا المعاصر لا يقل أهمية عن الاهتمام بالمظهر الخارجي لأجسادنا وما نرتديه امام حشود من الناس في بقعة عامة لا نعلم من قد نلتقي به في ذلك المكان، انت أساس ما قد تظهره او تود ان تظهره وما قد يحدث لك في مستقبلك وكل هذا بسبب سيرتك ومعارفك وتطورك وحساباتك في مواقع التواصل ايضًا!

لنتخيل فقط أنك تمتلك بيت ذو مساحة شاسعة يقع في واجهة مدينتك "التي تحبها وترعرعت بها منذ زمن الى ان أصبحت من اهم الأشياء إليك" هل ستتركه مهشمًا ليراه السياح هكذا او هل ستتركه باليًا امام الزائرين؟ اعتقد ان هذا شيء مستحيل فقط لأنه يمثل مدينتك اذًا ما رأيك بما يمثلك ويمثل هويتك ومهنيتك؟

صحيح انه يوجد جهات عديدة في هذا الوقت الراهن تعتمد على سيرتك الذاتية وعلى المقابلة الوظيفية وخبراتك العلمية والعملية فقط ولكن ماذا ان طُرح لهم حسابك الخاص في احدى مواقع التواصل ولنقل انه "تويتر" وكان به شيء من التشدد الفكري او المعارضة للوطن او أفكار تخريبية او حتى انتماء لجهة منافسة هل تعتقد بأن هذه النقطة ستكون من صالحك؟

وفي حال كان حسابك المهني ليس هو حسابك الشخصي -وهذا الأفضل بوجهة نظري- فيجب ان يمثل حسابك قيمة إضافية لشركتك او الجهة التي تعمل بها ويجب ان يكون مهنيًا بالشكل المناسب والمتكامل وذو ديباجة مهنية وليس حساب اجتماعي فقط!

ومن المهم اختيارك للمُعرف الواضح الدال على شخصك، فاختيار معرفًا كالأسماء او الألقاب المطلقة عليك سواء كانت في محيط بيتك او محيط اصدقائك خاطئ جدًا والتي غالبًا ما تكون اسماءًا لا معنى لها او تتكون من اسم يبدا بكلمة أبو ومن ثم كلمات غريبة مثل "أبو راس" او اسم لشخصية في فلم تلفزيوني، اذًا من الأفضل ان يكون رسميًا وانا اعتقد ان اسمك الحقيقي ولقبك او حرف منه كافٍ جدًا ويفي بالغرض.

ثم ماذا؟ يجب ان تتأكد من انك تمتلك القدر الكافي من مهارة التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي؛ لان ما قد يكون "مزحة" في الحياة الواقعية يُفهم بألف طريقة أخرى من خلف الشاشات؛ لذلك كن حذرًا وتعلم المزيد من المهارات في هذه النقطة. حينها ستجد انك قد تتجاهل الكثير من المحادثات في العالم الوهمي، وقد يحدث ان يكون من اهم اهتماماتك قبل الذهاب الى النوم التأكد من حساباتك وما يوجد بها، وفي بعض الأيام قد تجد انك أخطات في نشر منشور في حسابك المهني والذي كان من الأساس يجب ان يكون في حسابك الشخصي، لا تقلق ها انت تمتلك وقت كافٍ لتعديل هذا الخطأ.

وبعد ذلك إكتسب مهارة إدارة حسابك لتتمكن من معرفة ماذا تنشر ولماذا ومتى! فبعض "التغريدات" يكون المقصد الأساسي منها ان تجعل شخصًا يتأكد بانك تعمل عملًا ما، وبعضها ليعلم شخص اخر انك مستيقظ في هذا الوقت، وبعضها للاحتفاظ بها في ذكرياتك العامة وبعضها لإيصال معلومة للعامة.

الان أصبحت تمتلك نبذه عن ما يجب ان تتعامل معه في وقت قريب الا وهو "مواقع التواصل الاجتماعي" وليكن سؤالك الان هل انت راضٍ عن حساباتك؟ هل ستكون إضافة لك بجانب خبراتك وسيرتك؟

اذكر الله دائما وكن سعيد، الى اللقاء.