سيبقى جائعاً من لم يقرأ رواية الجوع
رواية الجوع للكاتب كنوت هامسون
ذكر الكاتب المغربي ربيع السملالي أنَّ “من لم يقرأ رواية الجوع سيبقى جائعاً” أي الرواية تشبع نهمك في حب الأدب، بما فيها من أبعاد وجودية تحمل فكر كاتبها النرويجي كنوت هامسون الذي عاش في بيئة ريفية فقيرة، وقد حازت روايته “الجوع” على جائزة نوبل في الأدب 1920م.
فبدأت أتناول الطعام بشره , وقد أفادني ذلك كثيرا , فقد مضى علي زمن طويل لم أتمتع فيه بغذاء وفير كهذا . وأخذت أحس بالتدريج ما يحسه الواحد من الطمأنينة الكاملة بعد طول البكاء
Knut Hamsun
بطل الرواية:
يحاول بطل الرواية أن يدافع عن إنسانيته بكل ما يملك من قوى، حرٌّ يتحكم في اختياره وأفعاله، يكتبُ، ويتأمل الجمال في كل مكان، ويدندن أغنيته المفضلة، ويبكي، ويرقص، ويعشق، ثم تعود الدنيا لترفضه وترميه في بؤرة الفقر والجوع.
الشابُّ المثقف، الكاتب المبدع، الفقير الكريم "باع سترته ليعطي محتاجاً" وربما كان أشدًّ منه حاجةً.
الفقر والجوع يرافقان الأحداث كلها:
يعيش البطل ألم الجوع وحده، ويظهر أمام الآخرين بمظهر المثقف القوي، ويخترع لهذا القصص والحكايات، وحتى حين كاد يموت جوعاً لم يسمح لنفسه بطلب كسرة خبز، فالعالم المادي لا ينفع معه الرجاء، يقول:
“أخيراً نهضتُ وجررتُ نفسي جراً بطيئاً، ورحتُ أترجح في الطرقات. وأحسست ألماً محرقاً فوق حاجبي، وحمى تكاد تأخذني فأسرعت بقدر ما أستطيع.
مررت ثانية بالمخبز حيث رغيف الخبز، فقلت مصمماً تصميماً لا يعتوره التردد:
«لا، لن نقف هنا الآن».
ولكن ماذا لو دخلت هنا وسألتهم كسرة خبز ؟
هذه كانت خاطـرة عابرة ، لمحة خاطـر
فـهـززت رأسي وتمتمت: «أف!»
واستأنفت السير هازئاً من نفسي ، فقد كنت أعلم علم اليقين أن لا فائدة ترجى في الدخول إلى هذا المخبز عن طـريـق الـتـوسـل والرجاء”
أحداث الرواية:
دارت أحداث الرواية حول يوميات بطلها وصراعاته وتفاصيله البسيطة اليومية التي لا تختلف عن حياة البشر العادية.
لكن كانت تبحث عن الصدق الإنساني ووضوحه مع الذات ومع الآخرين.
كاتب فقد عمله ذات يوم وتوالت عليه أيّام الفقر، ووجد نفسه في اصطدامٍ مع حالاتٍ نفسيةٍ وجسدية قاتلة تنتابه
صار في الشارع بلا مأوى وبلا طعام.
وكثيراً ما تردد في الرواية سؤاله الوجودي للخالق: لماذا أنا في كل هذا الألم؟
كما رافق الرواية “أمل” وتجسد بطيف المرأة التي سماها “يلايالي”
تخيلها أميرة تنتظره لتعطيه الحب والأمان الذي يبحث عنه، وأطفال أيضاً.
لم يذكر الكاتب اسم البطل الحقيقي، وكأنه بهذا يعني أن هذا غير مهم، فهو إنسان، وما يشعر به ربما رافق الكثيرين من الناس الذين هم حولنا، ولا ندري سوء أحوالهم.
نهاية الرواية:
تنتهي الرواية نهاية لم تكن متوقعة بالنسبة لي.
وإن قرأت الرواية أو ستقرأها اكتب لي هنا رأيك في خاتمة الرواية التي لن أذكرها لك هنا.