هيديز - Hades
"أن تقدم نفسك قرباناً في كل مرة، ثمناً للحقيقة"
إن كنت قد شاهدت فلم Groundhog Day لخفيف الظل Bill Murray فأنت تعلم مسبقاً أن الإعادة ليست تكراراً بل تحمل في طياتها كشفاً للمجهول، وتعلم جيداً أن هناك سبيلاً واحداً للمضي قدماً .. بأن تفهم الحاضر.
في حقبة الأسطورة الإغريقية
ومن قصر إله العالم السفلي نهرب!
عندما يبدأ الفضول يعتري بطلنا Zagreus أو Zag ، ابن إله وحاكم العالم السفلي، Hades، الحاكم العادل الصارم، الحاكم الذي لا يظلم ولا يعطف، يبدأ بطلنا بمحاولة الهروب من العالم السفلي، عالم الأموات، للقاء والدته بيرسفني (Persephone) التي لم يعلم بوجودها إلا مؤخراً. للهروب، سيمر Zag بأربع مناطق تحمل كل منطقة منها طابعها الفريد (Tartarus, Asphodel, Elysium, and the Temple of Styx)، وكل منطقة تتكون من عدة حجرات بأعداء متنوعين، وبالطبع في نهاية كل منطقة سيقابل خصماً عتيداً.
أسلوب اللعب
أنت في قصر والدك Hades، والذي يمثل المركز الرئيسي أو "Hub"، هناك ستكون قادراً على تطوير بعض قدراتك وشراء بعض المزايا عن طريق المرآة في غرفة نومك، كما بإمكانك شراء بعض المساعدات الدائمة عن طريق مقاول العالم السفلي، نعم، مقاول العالم السفلي!
هناك، في قصر والدك، ستتمكن من الحديث مع شخصيات عديدة وإهدائها قنينة نكتار، وبالمقابل، سيقدمون لك تذكاراً تستطيع استخدامه في عملية هروبك.
وانتقالاً من غرفة نومك، ستلتقي بشخصية ظريفة تدعى Skelly، في تلك المنطقة ستتمكن من اختيار سلاحك وتجربته، ستبدأ بسلاح واحد حتى تصل لست أسلحة قصيرة وبعيدة المدى، كل سلاح يملك أربع تطويرات مختلفة ومميزة.
عندما تبدأ بعملية الهروب، وفي كل حجرة، ستتمكن بعد إنهائها من الحصول على مال، جواهر، مفاتيح، وغيرها من العملات والعناصر التي تستعملها لتطوير شخصيتك أو أسلحتها، أو ستحصل على بَرَكة (Boon) أحد الآلهة الأولمبيين، أو ستأخذ مطرقة دايدلوس، سيساعدك ذلك برفع قوة أو سرعة سلاحك، أو إضافة خاصية له، أو تعزيز دفاعك، أو زيادة سرعتك وغيرها من القدرات العديدة. كلما تقدمت بإنهاء الحجرات، كلما أصبحت الخيارات أكثر جنونا بدمج عدة خصائص مع بعض، ستشعر بأن الاحتمالات لا نهاية لها، ربما لن تتكرر عليك عملية هروب كأي من سابقاتها أبداً! جميع هذه الخيارات والتعزيزات تنقضي بانتهاء عملية هروبك، لكن ستحمل معك الجواهر وعملة الظلام.
تتجلى روعة القصة في الفضول الذي يدفعك للحديث مع كل شخصية، سواءً في قصر والدك أو أثناء هروبك أو بعده، ومع فرادة تلك الشخصيات وإتقان تمثيلها الصوتي والتعدد المخيف للحوارات وأهميتها للقصة، ستجد نفسك تهدي لهم عدة هدايا، والمردود الوحيد هو محادثة جانبية تشبع بها فضولك. ورغم التشابه الكبير بين قصة اللعبة والأسطورة الإغريقية، إلا أن المطور طوَّعها ببراعة لتخدم فكرة الهروب المتكرر، مع الحفاظ على جوهرها.
لا أستطيع تجاهل علاقة Zag مع بعض الشخصيات، جميع العلاقات تأخذ وقتها بالتطور والتعقيد مع كل محاولة هروب أو إهداء، وربما أكثر العلاقات المثيرة للفضول والاستكشاف، هي علاقة Zag مع Thanatos، إله الموت الرقيق.
حسناً، خضت الآن النزال الكبير والمرتقب، وربحت، ولم تربح بعد!
ربما كنت تبحث عن نهاية سعيدة وأغنية صاخبة وشاشة سوداء تحمل أسماء فريق التطوير .. ليس بعد!
بعد هروبك الأول وعند وصولك للسطح، وبعد محادثة شاعرية مليئة بالتساؤلات لم تنقض بعد، حتى يتم جرك للعالم السفلي، حيث تنتمي لعالم الأموات، وعلى مرأىً من والدتك، يالها من خيبة!
ستقدم لك اللعبة ميكانيكية جديدة تدعى "العقوبات" أو "Punishments”، ستقوم من خلالها بتحديد عناصر الصعوبة أو التحدي التي ترغب بزيادتها قبل كل عملية هروب، وبالتالي، ستقدم لك جوائز جديدة في كل مستوى مقروناً بالسلاح ذاته
قصة Persephone بالأسطورة الإغريقية
هيديز كان معجباَ بـ بيرسفني (Persephone)، وهي ابنة ديميتر (Demeter) إلهة الزرع والنبات، ترصَّد هيديز لبيرسفني في أحد الأيام، وجرها من معصمها إلى العالم السفلي، بيرسفني صرخت صرخة أسمعت بها أعالي الجبال وبواطن البحار، حتى سمعتها ديميتر -أمها- فهرعت تبحث عنها دون جدوى، جالت الأرض تسعة أيام لم تأكل فيها شيءً، ولم يخبرها بالحقيقة أي إله أو إنسان، حتى أخبرها إله الشمس – أبولو (Phoebus Apollo)- بالحقيقة.
سكن الحزن قلب ديميتر فغادرت أولمبس وسكنت الأرض، وفي حزنها، أجدبت الأرض حتى طغت عليها الثلوج سنة كاملة ما شهدت الأرض سنة أسوأ منها، ماتت المحاصيل ولم ينبت فيها زرع حتى كاد أن يفنى البشر. ساء زوس (Zeus) ما يحدث، فأرسل هيرميس (Hermes) إلى العالم السفلي ليعيد بيرسفني.
هيديز كان يعلم بوجوب طاعة أوامر زوس، فوافق، لكنه جعل بيرسفني تأكل ثمرة رمان -والذي يمثل الحياة والتجدد والزواج- فأصبح لزاماً عليها أن تعود للعالم السفلي أربعة أشهر من كل سنة.
بعد أن ذهبت بيرسفني إلى أمها ديميتر، أصبحت الأرض ربيعاً، وفي كل سنة تعود فيها بيرسفني إلى هيديز، تثلج الأرض وتجدب حتى تعود إلى أمها.
نهاية ..
هناك من قصص الأساطير الإغريقية التي ذُكرت أو تم التلميح لها باللعبة، فعلى سبيل المثال قصة أورفيوس ويوريدايس (Orpheus and Eurydice) وهما مغنيان، كان أورفيوس يضاهي صوته صوت الآلهة حتى قيل أنه يُرقص الحجر. أحب يوريدايس، وفي يوم زواجهما ماتت، تبعها إلى العالم السفلي وفشل في إنقاذها.
كذلك قصة سيسيفس (Sisyphus) كان ملكاً لمدينة كورينث، أغضب زوس، فأرسله إلى هيديز ليحكم عليه بدحرجة صخرة كبيرة إلى أعلى التل، في كل مرة يقارب الوصول، تنزلق منه الصخرة وتسقط إلى أسفله. سيسيفس يكرر هذا العمل إلى ما لانهاية.