خارج السرب:

Tinker Tailor Soldier Spy


جيم . . . لا تثق بأحد . . اذهب إلى بودابست . . .

يريدون قتلي يا جيم!

جميعنا يعرف الحكمة القديمة التي تطلب منك إبقاء عدوك بالقرب منك، بل أقرب من صديقك، ولكن ماذا عن أن يبقيك العدو بالقرب منه، ودون أن تدري، وإن علمت، فلا فائدة، فقد قضي كل شيء!

لا يمكن أن أنصف هذا الفلم، كل ما أستطيع فعله هو إخبارك بأنه في قائمتي لأفضل خمسة أفلام على الإطلاق.

المشهد الأول

جيم . . . لا تثق بأحد . . اذهب إلى بودابست . . . يريدون قتلي يا جيم!

أريدك أن تقابل جنرال مجري، سيعطيك اسم جاسوس روسي مزروع في الاستخبارات البريطانية . . بالصف الأول من الاستخبارات! هناك تفاحة فاسدة عليك أن تجدها.

بهذه الكلمات تبدأ أعظم دراما لعالم الاستخبارات والجواسيس، لا توجد مغامرات ولا مطاردات ولا دوي انفجارات ولا جاسوس يقتل كل موظفي الطابق السابع في وزارة الخارجية، كل شيء هادئ هنا، الحوار يتسيد في كل مشهد، وكأنه يقول لك: أرح عيناك واسمعني. ومع عدم وجود عنصر الإثارة البصرية والسمعية، ستبقى مشدوداً وعلى طرف الكرسي تقضم أظافرك أو تهز قدمك دون أن تشعر.

نسمع كثيراً عن إخفاق الكتاب والمخرجين في محاكاة الرواية الأصلية للفلم وتقديم الشخصيات كما ينبغي، وهذا مفهوم وطبيعي وليس بإخفاق، فلا مقارنة هنا بين 120 دقيقة وبين رواية قد تصل إلى 700 صفحة يذكر الكاتب ما شاء من تفاصيل وأحداث جانبية. ما قام به كتاب الفلم والمخرج شيء يدعو للفخر، لقد استسلموا بذكاء منذ البداية، توقفوا عن ذكر أي تفاصيل لا تخدم القصة، كل شيء في الشاشة مهم، كل ما تسمعه مهم، هذا الأمر سيزعج البعض لأنه يحتاج إلى تركيز كبير ودقة ملاحظة. شخصياً أعدت مشاهدته في اليوم التالي، وعدت الآن بعد سنوات وقد شاهدته ثلاثة مرات في أسبوع، وفي كل مرة أبقى على أعصابي وأكتشف شيءً جديداً وسبباً لذلك الحدث المبهم.


مثال على الأسلوب الروائي وعملية اختصار الوقت والاعتماد على السياق

(لا يفسد الفلم):

مكالمة هاتفية: (تار) يطلب من (أوليفر) إبلاغ رئيسه (بيتر)بشيء ما.


مكالمة هاتفية: (بيتر) يرد على الهاتف، نسمع صوت أوليفر دون معرفة ماذا يقول في مشهد قصير جداً وغير مكتمل قبل أن يتم الانتقال للمشهد التالي.


منزل (سمايلي) مدير (بيتر): سمايلي يشاهد التلفاز، نسمع طرقَ الباب، ينتهي المشهد، وننتقل إلى مشهد آخر فيه سمايلي و بيتر في نفس السيارة.


نعرف ماذا قال أوليفر لبيتر وبيتر لسمايلي وإلى أين هم متجهين ومن سيقابلون، كل هذا بطرقة باب!

هنا وطوال الفلم نجاح ساحق في استبعاد عامل المشاعر والاندهاش للشخصيات، أبقاها -على الأقل أغلبها- باردة وجامدة كقطع شطرنج، فليس المهم هنا العلاقات الشخصية ولا الاكتراث بمشاعر الآخرين، التفاحة الفاسدة هي الهدف.


في النهاية أود الإشارة باقتضاب إلى عدة نقاط:

- Casting: أفضل عملية اختيار لممثلين على الإطلاق

- قاري أولدمان قدم أفضل أداء له.

- توبي جونز استحق ترشيحاً كأفضل ممثل مساعد


التقييم

Join