نقوش ثمودية

نص شاعري

يَسْتحِمُّ الجَبَلْ

استعداداً للموسم الجديد .. تمرُّ غيمة بيضاء في موعدها المقرر لا تتأخر

تسكبُ ماءها النقيّ على جسده العاري

ومنذُ آلاف السنين تشرق الشمس على العُلا


تعلنُ كل صباحٍ افتتاح متحف التاريخ الذي لا أبواب له

نافذةٌ مشرعةٌ لحضارات عريقة . . مرَّ بجوارها دربُ البخور

وشمٌ

ثموديٌّ

شامخٌ

نُقشَ

على جبينِ

الجبلِ الأشمّ

أممٌ قصصٌ أساطيرٌ ألغاز

حيَّرت المحققين وهم يستجوبون أبطالها

وثائقُ ثمينة لا تزال ولا تزول

خبَّأوها في العراء تحت قناديل النجوم

يتناوبُ على حراستها الشمسُ والقمرُ

ملكٌ أسطوري

يقف على السَّفح بصدره العاري ورمحه

عبثاً يرميهِ أحدُ المارقين بالرصاص

ظلَّ صامداً صامتاً تاركاً تلك الندوب خبَراً وعِبَراً

معرض العصور الغابرة الزاخرة بالفنون بالأحرف الغائرة الأرقام النافرة الرموز الحائرة والشعوب العابرة بالشخوص الباهرة ممن لم يرضو المغادرة دون أن يتركو قصصهم سائرة

رأو أكتاف الجبال لوحات لا يُغيِّرُ الزمانُ ألوانَها

خدودها دفاتر لا تزحزح الرِّيحُ أوراقَها

فخلَّدو ذكرياتهم عليها قبل الرحيل

من هنا مرُّوا وهذا الأثر

الذي يجعلنا نُفكِّر ونتفكَّر

كيف سيقرأُنا من سيأتي بعدنا ؟!

الفنان العراقي ضياء عزاوي
Join