قبل العودة
من مالمو إلى جدة
بينما كنت جالساً مع ابنتي سيرين في شرفة شقتنا نستمتع بمنظر المطر المتساقط وصوت الرعد وقوة البرق، تذكرت حديثي المطول مع والدي ليلة البارحة عندما أخبرني مجازاً أنه كل عشر سنوات تكون حقبة ومرحلة جديدة سواء للشخص أو حتى على مستوى المجتمع.
الآن نحن على مشارف بداية ١٤٤١ هجرية وبإذن الله ستكون مرحلة انتقالية لي بعد انتهائي من فترة الابتعاث للسويد. ما بين ١٤٣٠-١٤٤٠ هجرية كانت فترة الزواج والتعيين والوظيفة والإبتعاث، والعشر سنوات التي قبلها مرحلة ما بين الثانوية والبكالوريوس. لكل مرحلة مخاوفها وتحدياتها، الآن مقبلون على مرحلة جديدة، مرحلة التوافق مع الرؤية، مرحلة إلكترونية متطورة تواكب كل ماهو حديث بالعالم بغطاء ورداء سعودي مزدهر.
كلي أمل وتفاؤل، تصحبها عودة لمار وسيرين الذين يملؤهم الحماس لأرض الوطن بعد تجربة ثرية في مدارس السويد.
من الأمور التي لاحظتها في الفترة الأخيرة على تويتر أن العديد من المبتعثين يحدثون عن تجربتهم بعد العودة إلى أرض الوطن بأن الصدمة ربما تكون كبيرة والتغيير صعب وأن هناك الكثير من العقبات للإنتهاء من الإجراءات الإدارية. حتى على مستوى العمل يكون التأقلم مع آليته ليس بالأمر السهل، خصوصاً بعد فترة العمل في بلد الابتعاث وعند محاولة طرح رأي أو توجه جديد للتحسين أو التطوير يُحارب مباشرة.
بالطبع لا ألومهم، والكل يحكي تجربته، والجميع همه الأول والأخير تحسين الأوضاع، وعلى الرغم من كل ما قيل فأنا متفائل، أنظر إلى الأمور بإيجابية لأسباب عديدة، حكومتنا الرشيدة تعمل جاهدة على تطوير وتحسين الأوضاع والقضاء على البيروقراطية ومحاربة الفساد. المسؤولون في القطاعات الصحية يقومون بكل ما في وسعهم للإرتقاء بالخدمات الصحية، الأطباء وموظفو القطاع الصحي من أفضل الجامعات. انتشار جيد للوعي الصحي بين أفراد المجتمع بالإضافة إلى توفر الخدمات الصحية بكل أنواعها ودرجاتها.
لذا سأظل متفائلاً آملاً بأن الغد سيكون أجمل، وبإذن الله مقالي القادم بعد ثلاثة أشهر من العودة يكون امتداداً لهذا التفاؤل.
ربيع
مالمو-السويد
٢٨-٧-٢٠١٩م