بسم الله الرحمن الرحيم
ابني ربيع..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..الموقر
حتى هذه اللحظة ليس عندي ما أكتبه، ولكنني تعودت الكتابة إليك في كل مناسبة، وها قد أزف ميعاد رحيلك من جديد، أتسائل بماذا تجود القريحة وماذا يسطر القلم، وأنت قد سمعتني كثيراً وكتبت لك الكثير.
بني..
لا تبحث في تدين الأشخاص ولكن ابحث عن الدين، الدين مستقر، الدين دين الله في الأرض لكل زمان ومكان، والتدين محاولة الأشخاص في تطبيق الدين، اعرض أعمالك لله واسأل الله الإسلام. لا تستغرب يا بني.. هذا نبي الله يوسف يدعو: "توفني مسلماً وألحقني بالصالحين" وكذلك بقية الأنبياء.
بني:
لا شرف أعظم من الإسلام
ولا عز أعز من التقوى
ولا معقل أحصن من الورع
ولا شفيع أنجح من التوبة
ولا كنز أغنى من القناعة،
وليكن شعارك في الحياة المنفعة مقابل الفضيلة والرغبة مقابل النظام، اختر الفضيلة والنظام وليكن لك هوية واهتمام، واسعى لكي تكون منتجاً، واجتهد في تتبع طريق الحكمة، "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا".
بني:
من احتجت إليه ثقلت عليه، اسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة، أسأل الله العفو والعافية في دينك ودنياك.
ادعو الله أن يؤتيك الحكمة ولا يحوجك لأحد سواه ويصلح لك النية والذرية، ويجعلك باراً بوالديك، عطوف على أخيك وأختيك، واصلاً رحمك، مقيماً صلواتك، مقتصراً غير مسرف، عالماً عاملاً مفكراً متعبداً، وليس ذلك على الله بعزيز - سبحانه وتعالى عما يصفون.
أبو ربيع
الإثنين ٥ يناير ٢٠١٥م