..نافذة أمل
في زمن الكورونا
على مر التاريخ والعصور مرت البشرية بفترات عصيبة لانتشار الأوبئة التي حصدت أرواح العديد من البشر والكائنات الحية، مع هذه الأزمات تختلف الكثير من الأمور الحياتية وطريقة التعامل معها، ومع أعداد الوفيات الكبيرة والصدمات التي يمر بها الإنسان تكون المرحلة صعبة بكل تفاصيلها سواء قبل الحدث، خلاله وما يترتب بعدها، من أمثلة هذه الأوبئة الطاعون الأنطوني والطاعون الدبلي الثالث ومرض الجدري بالمكسيك والطاعون الأسود وطاعون مرسيليا ووباء الحمى الصفراء والكوليرا وأيبولا وآخرها فيروس كورونا كوفيد ١٩.
فيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة من الفيروسات تصيب البشر بعدوى الجهاز التنفسي، تتراوح شدتها من أعراض نزلة برد إلى أعراض أشد مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسي وسارس وآخرها كوفيد ١٩ الذي بدأ انتشاره من مدينة يوهان الصينية أواخر عام ٢٠١٩م.
في الأزمة الأخيرة ومع تعاضد الجهود من الدول والحكومات ومنظمة الصحة العالمية وممثلي الخدمات الصحية أصبح الوعي كوفيد ١٩ في أعلى مستوياته من جميع فئات المجتمع المختلفة، حتى الأطفال أصبحوا يتابعون الأخبار والإحصائيات وقاموا بأخذ الاحتياطات اللازمة كغسل اليدين ولبس الكمامة وعدم لمس الوجه والعزل المنزلي.
ويعتبر هذا الأمر إيجابي مقارنة بالأزمات السابقة.
الأكيد أنها مرحلة ليست بالسهلة وخصوصًا مع ارتفاع أعداد المصابين وعدد الوفيات في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى تأثر الاقتصاد العالمي والأنظمة الصحية من جراء فيروس كوفيد ١٩. من المهم جداً تسليط الضوء على التأثير النفسي في ظروف هذه الأزمة وخصوصًا مع انتشار حالات الخوف والهلع والقلق والاكتئاب.
في مثل هذه الظروف ، من الطبيعي جدًا أن يكون الشخص قلق من الوضع العام وتراوده الكثير من الأسئلة مثل الخوف من انتهاء المواد الغذائية ، التفكير بالمستقبل ، الضرر المادي، البعد عن الآخرين بسبب الحظر وغيرها من الأمور التي فعلًا تدعو للقلق ، لذا يتوجب على الشخص البعد التام عن الإشاعات وأخذ المعلومات من المصادر الموثوقة بشأن الفيروس والمستجدات، كما يجب على الشخص عدم الانسياق إلى العزلة التامة حتى مع ظروف الحجر، من الممكن دائمًا التواصل مع الأشخاص المقربين عن طريق الإتصال الهاتفي أو تطبيقات التواصل المختلفة.
وجود أشخاص إيجابيين حولنا يضيف لنا الكثير من الدعم والتشجيع والأمل.
"لست وحدك"
في جائحة كورونا الأخيرة ، وصل الفيروس لمعظم دول العالم، وهناك جهود كبيرة من الحكومات لعمل اللازم والقضاء على الفيروس واجتياز المرحلة بأقل الخسائر، لذا يتوجب على الجميع اتباع الأنظمة والتعليمات من قبل وزارة الصحة والوزارات المعنية ، وأن يكون الجميع مقدر لهذا الجهد الكبير الذي يصب أولًا وأخيرًا لحماية المجتمع وأفراده.
إلى جانب الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق ونوبات الهلع، قد تزيد حالات اضطراب ما بعد الصدمة والأرق والخوف من المرض وأعراض اضطراب الوسواس القهري. من الممكن دائمًا استشارة أخصائي نفسي أو طبيب نفسي متخصص.
في ظل الظروف الراهنة يفضل أن تكون الاستشارات عن بعد أو عن طريق telepsychiatry.
الأطفال والكورونا..
من المهم جدًا التعامل بحذر مع الأطفال خلال فترة الأزمات، خاصة أصبحت المعلومة سهلة المنال مع سهولة استخدام الإنترنت من قبلهم، وفي ظل هذه الظروف لدى الأطفال أسئلة عديدة بشأن الفيروس والوضع الحالي،
تعاملنا نحن كبالغين ينعكس على الأطفال.
القدر الكافي من الهدوء وعدم المبالغة وتضخيم الأمور مع التقرب منهم يساعد كثيرًا في اجتيازهم للأزمة.
رب ضارة نافعة!
مع ظروف الحجر بالمنزل، تكون الفرصة مناسبة جدًا لترتيب الأولويات والأهداف، كالتقرب لله عزوجل، قسط يومي من القراءة، عمل جدول رياضي بالمنزل، الاستمتاع بالهدوء وساعات التأمل والاسترخاء، التواصل أكثر مع الأهل والأبناء بالمنزل وكذلك صلة الأرحام عن طريق وسائل التواصل.
أزمة كهذه تجعلنا نعيد النظر في حياتنا بشكل عام، وتجنب الأخطاء المتكررة منا ووضع أهداف قصيرة وبعيدة المدى.
المملكة العربية السعودية والتعامل مع فيروس كورونا ١٩..
جهود كبيرة تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان في التعامل مع الأزمة العالمية الحالية، وتجربتها تدرس ومثال مشرف في الجهود التي استبقت وقوع المشكلة والإجراءات الاحترازية والحجر المنزلي والعمل الكبير بوزارة الصحة والاستعداد بكل ما يلزم لاجتياز المرحلة الحالية بسلام وحفظ أرواح المواطنين والمقيمين.
بحول الله وقوته تنتهي الأزمة على خير.
حفظنا الله بحفظه.