ما بعد السنة الأُولى
التدوينة الثانية: حول التدريب
أهلًا، يارب عام موفق للجميع..
ويارب إجازة الـ٤ أشهر الأخيرة كانت مريحة ومنجزة بأي طريقة. (تستحق كوداع يليق بها😌)
في وسط عنق زجاجة الترم الثاني ومع قرب الإجازة الصيفية تبدأ المخططات لاستغلال أشهر “الحرية” القادمة، نعلّق الآمال عليها.
المخططات كثيرة باختلاف فائدتها: تعلّم حر، ممكن مراكز صيفية، “جمعات” -بلا تأنيب الضمير-، قراءة، سفر، صيفي، تدريب، .. وكثير.
لأن التدريب كان ضمن خططي -بتيسير الله- في الإجازتين الماضية، ولأني ما فضّلت التوثيق في Thread على تويتر (متأكدة من نقص توثيقي)، قررت كتابة التجربتين هنا معًا.
أحدهما كان “صيفي - رغبة شخصية” والآخر “تعاوني - متطلب الجامعة”.
قبل أن أبدأ: لقراءة أسرع يمكنك تجاوز ما كتب بين الأقواس المربعة.
“بعد مستوى ٤: أسجل صيفي ولا أتدرب؟”
ما أعرف إن مر هذا التساؤل ببالك من قبل؟
[قصة عابرة: بالنسبة لي بعد التحضيري ما تطلعت أبدًا أسجل ترم صيفي -خاصةً أني توقعته في “عليشة” وأنا إلي كنت أحسب المشاوير المتبقية لي من بيتنا لعليشة مترقبة الخلاص- الحمدلله ماندمت،لكن ما أذكر أني أنجزت بشكل مرضي فيها. بعد السنة الأولى كان متوَقع أسجل حتى يخفف الترم القادم، خاصة أن رد الجهة التدريبية لم يكن قد وصلني بعد ولا كنت أفضّل إعادة مخطط إجازة التحضيري بالتمام.
جربت التسجيل بأحد المقررات، لكن تسكرت الشعب بأسرع مما توقعت -قرر قلبي يعتبرها رسالة إني ما أسجل-، أحد الصباحات حاولت أرفع طلب توسيع الشعبة ووصلني المغرب قبول التدريب الحمدلله فألغيته.]
الآن، إن قارنت بلا شك ستكون مقارنتي بدون معنى، لكنّي برأيٍ متواضع وبديهيًا أقف مع التدريب -يعني في حال أن الغرض من دراسة الصيفي تخفيف الترم القادم- مرت بي أوقات في ضغط الترم أتمنى لو خففته بمادة لكن اعتبره “تذمر اللحظة”.
ويبقى كل طالب يعرف طبيعته واحتياجاته وهو أخبر بخطته الدراسية.
*لا أنسى أيضًا أن بعض الفرص التدريبية لا تتعارض مع تسجيل مقرر صيفي.
تدريب صيف ٢٠١٨
التقديم:
في آخر شهر من المستوى الـ ٤، صادفت إعلان تدريب شركة عِلم في التايملاين .. استبعدت جدًا إمكانية التسجيل فما بالي بالقبول؟ لا عجب وأنا معرفتي بالتخصص والحاسب تنحصر في مقررين Java ومقدمة في هندسة البرمجيات، لكن لأني كنت أذاكر لـ”مدترم فيزياء” رأيتها فرصة.. على الأقل انشغال بشيء مفيد.
(التقديم كان يتطلب التسجيل بموقع الشركة وتعبئة البيانات فيه متضمنة رفع السيرة الذاتية - بريك محترم يعني!) ما كان عندي سيرة جاهزة للرفع واحتجت طريقة بسيطة وسريعة أنجز فيها فاستعملت موقع myPerfectResume مقابل ٣$ بدل أن أبدأ من الصفر لترتيب قالب.
المقابلة:
نسيت شأن التقديم تمامًا مع قرب الاختبارات النهائية إلى أن وصلني اتصال للمقابلة، وللأسف لا يحضرني الآن المدة من التقديم حتى المكالمة.. أخبرتني بموعد المقابلة، قبلها بيومين فتحت موقع الشركة وحاولت أطلع على ما أستطيع من المعلومات وقرأت قليل من المقالات عن الاستعداد للمقابلات، ثم حضرت.
المقابلة كانت غير تخصصية، إن صح التعبير، أبدًا، بعض ما سألتني عنه (جانبًا إلى الأسئلة المعروفة):
التصميم -بما أنه أحد المهارات في سيرتي-، مدى معرفتي بلغة Java وعما إذا كان بإمكاني حل مشكلة برمجية باستعمالها؟، وأخيرًا عن المشاريع التي قامت بها الشركة.
يبدو غريب أن التدريب تقني والمقابلة غير تقنية؟ بما أني قدمت كتدريب صيفي فهم يتوقعون ويتقبلون معرفتي البسيطة تلك، لكن من قدموا على التدريب التعاوني بالصيف نفسه كانت مقابلتهم تخصصية.
[تفاصيل جانبية: أذكر أني شاركت عدد محدود جدًا خبر المقابلة حتى أتجنب نقل خيبة الأمل لأكثر من ٣ أشخاص إذا ما وصلني رد بالرفض (يسلّم لي المنطق؟)، أما على الصعيد الشخصي فكان انطباعي ببساطة “إذا حصلت لي زين، وإذا لا يكفيني أنها ساعدتني أسوي سيرتي وأجرب شعور المقابلة الأولى” فالحمدلله على كرمه]
الخطة، المدة، وتجربة التدريب:
تنبيه: البرنامج التدريبي للشركة في ٢٠١٩ اختلف كثيرًا فمن المهم السماع أيضًا لتجربتهم قبل.
وصلتنا الخطة قبل التدريب بشكل عام دون تحديد لغة برمجة أو المخرج النهائي، تضمنت أيضًا جلسات أسبوعية تقام من قبل الموظفات لمشاركتنا خبرتهم بمواضيع مختلفة، مدة الخطة شهرين.
لما بدأ التدريب اتضحت لنا الخطة بتفاصيلها، بحيث يكون تركيز الشهر الأول موجهًا على: تعلّم برمجة التطبيقات على نظام أندرويد، والبدء في نهايته ببعض الـDocuments التي تخدم المخرج النهائي.
المخرج النهائي: تطبيق أندرويد توزعت الـFeatures له على ٨ مجموعات ليعملوا عليها في الشهر الثاني.
أذكر أحد المرات لما كنا نتشارك انطباعنا عنه وصفته بدقة متدربة معنا بأنه أقرب لـ”مخيم برمجي”، أعني أنه يختلف عن تجربة التدريب مع عدد محدود وتواصل مباشر مع منسوبي الشركة والعمل على مشاريعهم القائمة.
لا ننسى أني بدأت التدريب بمعرفة لا تذكر في تخصصي، فالمعرفة التي انتهيت بها الحمدلله فارقة!
جربت في عِلم كتابة مستندات مثل: BRS وSRS المتعلقة بتحليل النظام وهندسة متطلباته -كنت مادرست مقرر Requirements Engineering بعد-.
وبالتأكيد تعلمنا برمجة تطبيقات Android باستعمال Java، وإدارة النسخ المختلفة للمشروع عبر GitHub، وحضرت عدد من الجلسات القيّمة -أعنيها بصدق-، تعرفت منها على أداة الـPrototyping الرائعة Figma.
تبقى أن أتحدث عن الجانب المهني، بمعرفتي البسيطة جدًا..رأيت أن المهنية في الشركة عالية، لكل متدربة بريد إلكتروني من الشركة، بإمكاني الاطلاع على حضوري وغيابي (وربما كانت المكافآت أيضًا) عبر “داشبورد” مثل الموظفين الفعليين.
الالتزام والتقيد بالـ Guidelines مهم جدًا، مثلًا عملنا على مستندات الـSRS والـBRS الرسمية للشركة فكانت التجربة واقعية. أيضًا الالتزام بالهوية المعتمدة للشركة في تصميم الواجهات من اختيار الألوان وحتى الأيقونات.
[تفاصيل جانبية #٢: بسبب البركة في وقت الدوام، خاصة مع الوِحدة التي ترافق البدايات، ولأني كنت استعمل شبكة الشركة التي لا تسمح بتصفح “تويتر” ولا “انستقرام” فأذكر أني قرأت كثيرًا في Medium، واستمرت هذي العادة حتى الآن وإن كانت أقل بكثير .. فهذا مما اكتسبته بطريقة غير مباشرة من التجربة]
تعرفت في فريقي على زميلات مميزات خلقًا وعلمًا! تعلمت منهم الكثير..
لأني كنت الأقل معرفة بينهم -كونهم خريجات أو مقبلين على سنتهم الأخيرة-، وغالبًا ما أشوفه عَملي أسأل عن أساسيات في الـBackend أو الـNetworks وغيره مما ينقصني -بالرغم من كرم مساعدتهم المستمر!- فهذا طوّر مهارة البحث وزيادة تقبلي لقراءة مقال أو Documentation غير ممتع لهدف الفهم والبقاء (on the same page) مع باقي الفريق..الحمدلله.
لمست أهمية هذي المهارة أكثر في التدريب التعاوني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أختم تجربة عِلم بأني لاحظت الفرق بتعاملي مع المشاريع بعده، ففي هذه التجربة تعلمت أن “إلي ما يضبط بهذي النسخة، يضبط ببعدها -بعد توفيق الله-”.
إن واجهت Error نهاية الدوام فعندي الغد بأكمله -إن شاء الله- من التاسعة وحتى الرابعة لأبذل فيه ما أستطيع!
وما أسوأ ما قد يحدث إن لم أجد Library تخدم متطلباتنا؟ سنتفق على تغييرات بسيطة تتماشى مع ما وجدنا.. ومع كل هذا سنخرج بنتيجة متقنة -إن شاء الله-.
وأخيرًا، المفاهيم الجديدة ليست مستحيلة الفهم مادام عندي الرغبة بالبحث والقراءة.
لأ لسا ما صرت “أروق” وحدة بالمشاريع، أيضًا ما تقلص جانب القلق فيني.. لكن هذا الهدوء الذي -برأيي- يُفتقد في الجامعة من أكثر ما بقيت ممتنة له حتى الآن الحمدلله.
تدريب صيف ٢٠١٩
كما ذكرت، تدريب هذا الصيف هو متطلب الجامعة ضمن الخطة الدراسية ما بعد مستوى ٦، أي أن الأمور أكثر جدية، فلن أكتب سيرة ذاتية مستعجلة ومن المهم ألا أعلق آمالي على جهة واحدة.
يفترض في بداية المستوى السادس أن يبدأ الطالب بالسعي للتقديم على الجهات المتاحة حتى وإن لم يعلنوا بعد عن فرصهم التدريبية.
الخطوة الأولى القبلية: تجهيز السيرة الذاتية ويفضّل أن يكون معها كلام يُكتب في رسالة التقديم.
بحيث يعرّف الطالب فيها عن نفسه، ويبدي رغبته بالتدريب عند هذه الجهة..ولما هي بالتحديد؟ والمجالات المفتوحة له للتدريب فيها. (أفادتني بهذه النصيحة فلوة، شكرًا!)
بعض الجهات تعتمد على طريقة التقديم من موقعها مباشرة.
*مهم الاطلاع على نماذج لسير ذاتية لآخرين بنفس المجال والتعلم منها، وقراءة مقالات عن كيفية كتابة السيرة الذاتية.
فالمسألة تتعلق كثيرًا بما تكتب تحديدًا وما تترك، مثلًا بعض المهارات من البديهي تواجدها فيك فلا حاجة لكتابتها.
الخطوة الثانية: مراسلة الجهات.
الحصول على إيميل مسؤول الموارد البشرية أو إيميل التقديم من الموقع/لينكد-إن ليس بالسهولة التي توقعتها، لكن بالغالب ممكن الاتصال على الشركة وطلب بريد للتواصل.
بالمناسبة، أذكر وصلتني بنفس الفترة -في أحد مجموعات الواتساب- قائمة بعناوين بريد لمسؤولين من جهات مختلفة ساعدتني بمعرفة جهات جديدة والوصول لهم، فابحثوا من حولكم عنها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآن بذلت الأسباب من السيرة الذاتية وحتى إيصالها للجهة، يبقى الاستمرار بالتواصل كل ما عرفت عن جهة جديدة.
[قصة عابرة #٢: الصدق أني شعرت بالخيبة بعد مرور أكثر من أسبوع وما وصلني إلا رد واحد بمجال بعيد، لكن تطمنت بوجود خيار واحد على الأقل، كلمت مرة أحد الخريجات وأبديت قلقي من قلة الخيارات فنبهتني أن الشركات بالغالب تبدأ بالبحث عن المتدربين والرد عليهم بعد الأسبوع السابع والثامن -وكانت صادقة! وصلتني ردود أكثر بهذه الفترة-.
تمر الأسابيع ويأتيني خلالها ردود محدودة جدًا ولكن ما تناسبني، ننشغل بتسليم، مشروع، مدترم ثم أعود لأعير اهتمامي للتدريب.
أحد الأيام وصلتني رسالة بقبولي في فرصة تدريبية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مع إيميل المشرف للتواصل (وهو أحد من تواصلت معهم من قبل وأفادني بالمشاريع المتاحة ولكن ما أكّدت، متطلعة لفرص أخرى..) لكن بدأ التفكير بالتدريب يأخذ مني أكثر من المطلوب وخاصة أن الفرصة بدت لي جيدة والمشاريع مثيرة للاهتمام، فأكملت إجراءات التدريب مع هذه الفرصة حتى حصلت على الخطة، وتوقفت تقريبًا عن البحث.
تواصلوا لاحقًا معي جهتين ممتازة أتطلع لهم، ولكن كنت قد استقريت على قراري الأول بعد المفاضلة بين الثلاثة فما حرصت على الاستمرار بالإجراءات.]
ذكرت هذه القصة بغرض “التطمين” لأن دائمًا كنت متيقنة أن تأخر الرد بسبب مشكلة في سيرتي! ومن يدري إن كانت فعلًا كذلك؟ لكن عرفت أيضًا أنها مسألة وقت.
مدة التدريب والخطة:
مثل التجربة الأولى مدة التدريب كانت شهرين.
أما الخطة هذه المرة: فما بين تطوير أداة ويب (موقع) أو حل مشكلة بحثية، أو الإثنين معًا بحسب سيرنا في المشروع.
المختلف في هذه التجربة أن الفريق مكون من 3 طالبات (من ضمنهم أنا)، -وربما مصادفةً- كنا من تخصصات حاسب مختلفة، تحت إشراف باحث من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
[تفاصيل جانبية #٣: تطلعاتي كانت عالية على البرنامج التدريبي (وبصوت منخفض - على جمال المكان أيضًا!).
من ناحية البرنامج التدريبي فلا شك أني تعلمت الكثير أما المكان فكان أقل من توقعاتي قليلًا لأن القسم النسائي الذي تدربنا فيه هو أحد المباني القديمة، لكن لا بأس.. فنافذة مكتبنا كبيرة والنخل في المكان كثير كما أُحب.]
لاحظت في هذه التجربة أننا كنا نقودها ونخططها أكثر من أن تأتينا التعليمات على طبق من ذهب، فالمهمة تسند لنا ونحن نحدد تفاصيل تنفيذها.
بالإضافة إلى أننا من اخترنا طريقة كتابتنا للمستندات بدون إرشادنا لـGuidelines محددة.
بما أن أحد اهتمامات الباحث كانت حول الـSpeech recognition - تمييز الحديث (مثل لمّا “سيري” أو “مساعد قوقل” يفهم كلماتنا) وغيره من المجالات المقاربة، فالمشروع الأول كان أداة ويب تسهل على مفرغي نصوص المقاطع الصوتية عملهم، وحتى يستفاد من التفريغ النصي بتوريده لقواعد البيانات المستخدمة في الـSpeech recognition.
-تخلل تلك الفترة تعلّم Unix commands حتى نرفع ما ننجز على الـسيرفر، فالتعامل معه عن طريق الـTerminal مهارة مهمة لم أكن اكتسبتها بعد! ورفع المشروع باستمرار على GitHub-
في منتصف الشهر الثاني توقفنا عن تطوير الموقع وخضنا تجربة جديدة في مجال الـSpeaker Diarization ورغم مستواه العالي والمعرفة البسيطة جـدًا التي اكتسبناها إلا أن الأوراق البحثية عنه كانت مثيرة للاهتمام.
قمنا بتجربة صغيرة جدًا فيه باستعمال أحد الـToolkits المعروفة وكتبنا تقرير تقني عنها.
Speaker Diarization
هو عملية تقسيم المقطع الصوتي إلى أجزاء أصغر بحسب هوية المتحدّث. ويمكن تلخيصه بالسؤال الشهير - أترجمه ترجمة متواضعة- “مَن المتحدث في هذه لحظة؟". جوهره في أنه لا يربط هذه اللحظة بمحمد بعينه، ولكن يميّز أن هذه اللحظة وتلك اللحظة (التي تحدث بهما محمد) تنتميان للمتحدث نفسه.
أخيرًا عدنا مرة أخرى لأداة الويب واستمرينا بتحسينها كختام للتدريب.
كانت تجربة رائعة (وربما هادئة أحيانًا) بمَن فيها الحمدلله، بالرغم من اعتقادي أننا ما خضنا -إلا جزءًا بسيطًا- من تجربة الموظف في المدينة مع تطلعي لأكثر من ذلك.
[التفاصيل الجانبية جدًا الأخيرة: أحد مكاسب هذه التجربة أني صرت أكثر وعيًا باستهلاكي للبلاستك، وأكلت أخيرًا cereal -بعد انقطاع سنتين- لكن مع حليب نباتي، شكرًا لصديقة التدريبيْن عبير!]