تجربة التدريب الجامعي
تحية طيبة ،
فكرت كثيراً كيف يمكن أن أبدأ هذه التدوينه.
العودة للكتابة ،و العمل على تلخيص تجربة تجاوزت الثمانية أشهر ليس بالأمر البسيط كما تصورت😢ولكن عدم وجود محتوى في مجال الإدارة والأعمال والضياع الذي عانيته في مرحلة البحث كان محفز كبير بالنسبة لي لكتابة هذه التدوينه.
سأحاول تلخيص تجربة التدريب والعمل خلال المرحلة الجامعية على ثلاثة أجزاء ( البحث والأختيار ، بداية التدريب ، الموازنة بين العمل والدراسة ، واخيراً الخرافات العملية 😎) .
Work hard for what you want because it won't come to you without a fight.
Leah LaBelle
الإقتباس السابق هو أول درس عملي خرجت به من تجربة التدريب، الفرص العظيمة لاتأتي لمجرد كونك جيد أو حتى ^رهيب^ في مجال تخصصك أو لديك الكثير من الخبرات والمهارات إيجاد أفضل الفرص مهنياً يحتاج للعمل وبجد أيضاَ .
البداية
أنا طالبة أنظمة في كلية الإدارة والأعمال في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ، في جامعتي التدريب جزئي (120 ساعة ) مع البحث ، في آخر مستوى دراسي ويضاف إليه خمس مقررات اخرى.
لم تكن هذه التجربة الجزئية ستقنعني لذلك بدأت بالبحث مبكراً في صيف 2015 أي بعد المستوى الرابع اكاديمياً 😎لم يكن من السهل ايجاد تدريب أو حتى فرصة عمل جزئي في هذه المرحلة فقد تقدمت على عشرات الجهات ولم يأتيني رد سوى من جهة واحدة بالرفض 😅لذلك توجهت للعمل مع أحد الأقارب كان يبحث عن مساعدة قانونية في مرحلة التأسيس لشركته.
و بعد إتمام المستوى السادس عدت للبحث عن تجربة عمل خلال فترة الصيف من جديد وبعد التقديم على مايزيد على 12 جهة بين شركات وهيئات حكومية حالفني الحظ مع امريكان اكسبريس السعودية من خلال برنامج صيفي تلتها تجربة التدريب الجزئي في شركة لين لخدمات الأعمال ثم التدريب بعد التخرج واخيراً التدريب على رأس العمل في الشركة السعودية لحقوق الملكية الفكرية ، تعلمت كثيراَ من هذه التجارب .
البحث والإختيار
تمثل هذه المرحلة الجزء الأصعب والأكثر استنزافاً في مرحلة التدريب ، ستبدأ البحث بفكرة (من يستحق تدريبي ) وستخرج منها مفكراً ( هل استحق التواجد هنا) ، الإيجابي في هذه المرحلة هو تخلصك من غرور الطالب الدافور 😎 .
أولا: في هذه المرحلة أول مايجب عليك عمله هو تحديد اهدافك المهنية( اين أرى نفسي مستقبلاً ) اذا عملت على تحديدها بوضوح ستعرف أين تبحث بعد ذلك، ولاتبخل على نفسك بالحلم شخصياً أرى نفسي مكان السيد فرانسس غري قائدة لمنظمة الوايبو وحاملة للواء حماية الملكة الفكرية و تحديث تشريعاتها😉 هذا كمثال ولك أن تبحر أبعد من ذلك.
ثانياً: أنت مختلف مهما كان تخصصك أو مجالك الي تطمح له يجب أن تستوعب أن آلاف الناس يشاركونك الحلم مالذي يميزك عنهم ؟ ابدأ بتحديد ذلك ( مجال التخصص الدقيق , مجال الإهتمام , مهاراتك شخصية ) هذه المرحلة ستتيح لك التعرف على نفسك اكثر ، ستضطر للقراءة كثيراً عن أهم المهارات التي يحتاج إليها الناس عادة في مجالك ، أبرز الوظائف الدقيقة وكيفية الوصول إليها ابحث كثيراً في هذه المرحلة ولاتخجل من الإستعانة بصديق يعرفك جيداً سيفيدك مجهودك في هذه المرحلة لتقييم الفرص لاحقاً بدون أن تندفع لفرص دون مستواك .
ثالثاً: بعد تحديد ماسبق بدأت بصناعة قائمتي ^الرهيبة^ ، كنت احب (القانون والتقنية ومهتمة بتراخيص البرمجيات ودرست المالية والمحاسبة والإقتصاد واجيد التعامل مع الأرقام ولكني على الصعيد المقابل خلفيتي الشرعية ليست قوية جداً لست ملمة بشكل كبير بالتشريعات الحكومية و لا احب التقاضي ولم ادخل محكمة في حياتي ) لذلك عملت على تحديد الشركات ومكاتب المحاماة التي تعمل في المجالات التي أعلم اني اجيدها ( مالية , تقنية واتصالات , استشارات اعمال) لم اقف هنا بعد ذلك بدأت بالبحث في علاقاتي المهنية عن اشخاص يعملون في هذه الجهات لسؤال عن الفرص المتاحة بيئة العمل ..
بعدها انطلقت في التواصل مع الجميع 🧐🧐.
في التدريب الصيفي كانت الخيارات محدودة جداً حاولت التواصل مع عدد من الشركات التقنية وصدمت بعدم وجود اقسام قانونية في معظمها ،وبعد البحث وجدت الجهات المالية اكثر ترحيباً بالقانونيين فتقدمت لبرنامج صيفي لعدد من الجهات المالية وصلني الرد من امريكان اكسبريس وبعد التواصل معهم مباشرة فلم اقف على مجرد التقديم عبر البرنامج.
في مرحلة التدريب التعاوني كان جهدي اكبر حيث يستلزم التدريب موافقة الجامعة ، بدأت البحث في بداية الفصل الدراسي الأول (مبكراً جداً كالعادة ) ولكن انتهى الشهر الأول ولم يصلني أي رد بحكم أن برامج التدريب التعاوني لم تبدأ بعد😅🤣 حماسي لم يبهت واستمريت بالبحث حتى تواصل معي نائب الرئيس لشؤون القانونية لشركة لين لخدمات الأعمال على لينكد إن ليسأل عن اهتمامي بفرصة التدريب لديهم ! لم اقتنع بالبداية حيث كانت شركة تقنية ناشئة و كنت اطمح لصرح كبير وتجربة ظخمة بحجم تجربتي السابقة وابحث في القطاع المالي حيث ابتعدت عن التقنية تماماً.
كان قرار صعب جداً الشركة التي فتحت لي أبوابها تختلف تماماً عن كل ماكنت أريده ، ولكن الإستشارة والإستخارة ، والتفكير بكونها فرصة مثرية فالشركات الناشئة تعني قانونياً مرحلة التأسيس والحوكمة والتعاقدات على المشاريع الأولية ذلك بالإضافة لكونها سعودية ستتيح لي بشكر كبير فهم التشريعات المحلية .
وبناء على ذلك قررت قبول التجربة والبدء ^قبل التدريب الجامعي^ كمتدربة بشكل جزئي وذلك بهدف معرفة الشركة وطبيعة عملها وبعد ذلك اخترت الإستمرار في شركة لين لفترة التدريب التعاوني وسجلتها لدى الجامعة خلال الفصل الثاني .
بعد تخرجي وإنتهاء فترة تدريبي ، كنت ولأول مرة منذ عمر السادسة عشره “بدون أي عمل” حيث اعتدت على العمل بشكل جزئي / صيفي أو حتى تطوعي بشكل مستمر ، وكانت خطتي الوحيدة “ اجعلي البحث عن أفضل عمل عمل لك “ بدأت بعد إجازة عيد الأضحى 15/8/2018 ورغم صعوبة عام 2018 في قطاع الأعمال وصعوبة الموضوع علي شخصياً إلا أنه وببداية شهر اكتوبر باشرت العمل كمتدربه مع الشركة السعودية لحقوق الملكية الفكرية، حيث تواصلت مع المستشار القانوني على لينكد إن بالإضافة لتوصية من أحد الزملاء الذين اعمل معهم على مبادرة تطوعية ،لم تكن كل ما اطمح إليه لكن وجود فريق عمل مميز في مجال دقيق شجعني على الإستثمار فيها و أن اصنع منها الفرصة التي اطمح لها.
تعلمت في هذه المرحلة أن المرونة بتقبل تغيير خططنا مهمه بقدر أهمية التخطيط السليم ، السؤال والإستشارة كذلك قد تفتح لك أبواب فرص لم تكن تراها.
وأن الفرص العظيمة لا نبحث عنها بل نصنعها بأنفسنا ونستثمر بها من وقتنا وجهدنا.
بداية التدريب
في كل بداية اخطاء ، زلات والكثير من المشاكل .
لاتستحي من اخطائك أبداً هي دليل حقيقي على أنك تحقق تقدماً وتعمل بجد خارج منطقة راحتك.
وتأكد من السؤال دوماً عن الأخطاء بصيغة “ كيف يمكنني أن أقوم بهذا العمل بشكل أفضل “ اسأل نفسك واسأل مديرك ، الجميع لديه عمل لن يتوقف أحد لتعليمك مالم تطلب ذلك مباشرة!
احرص على كتابة كل ماتقوم به يومياً “نصيحة قدمتها لي شوق العوله ولا ازال أعمل بها حتى اليوم حيث تتيح لك ( قياس تطورك ، معرفة طبيعة المهام التي تستهلك وقتك بشكل مستمر ، وتتيح لك أيضاً تقييم الجهة التي تعمل لديها ).
تأكد كل عمل وكل شخص تعمل معه حتى ابسط المهام هي استثمار فعلي لمهاراتك عملت بالإضافة لمهامي في الأعمال الإدارية من أرشفة العقود، كتابة الخطابات وحتى الترجمة وصياغة السياسات وكتابة المحتوى التسويقي وإجراء المقابلات الهاتفية وصولاً لمراجعة تذاكر الطيران🤷😅واستفدت منها بشكل كبير معلومات جديدة، ومهارات على الصعيد الشخصي بالإضافة لأكتساب اصدقاء جدد بالطبع!
اخيراً مؤشرات قياس الآداء، و وجود برنامج تدريبي واضح مهم لك جداً للأستفادة من الجهة التي تعمل بها، في حال لم تكن موجودة لاتقلق 🧐قم بصياغتها واطلب موافقة مديرك عليها وهذا ما فعلته شخصياً في اخر شركتين عملت بها 😁😎
الموازنة بين العمل والدراسة
العمل والدراسة خيار شائع في جميع دول العالم، سواء لبناء المهارات والخبرات أو سداد القروض الدراسية أن تتخرج بخبرة عمل ليس متطلباً مستحيلاً ! ولايجب بالضرورة أن يؤثر على معدلك الدراسي، عملت بشكل تطوعي، التزمت ببرامج شراكات اكاديمية ، وعملت بشكل جزئي وعن بعد وساهمت بالأندية الطلابية وكثير من زميلاتي كذلك ولم يؤثر في تحصيلنا العلمي أبداً .
لكن بالتأكيد خيار العمل والدراسة سيؤثر على نمط حياتك وتنظيم أولوياتك ستفتقد الكثير من عاداتك سواء الإجتماعية أو الترفيهية لكن الموازنة ليست مستحيلة أبداً الكثير جداً من الطلاب يقوم بذلك .
الخرافات العملية
اخيراً ، يتمنى لك الكثير التوفيق في هذه المرحلة ويسدونك نصائح “محب” لكن الكثير منها للأسف غير صحيح :
لا تأخذ مهام خارج نطاق تخصصك.
لاتدع الشركة “تستغلك بالعمل”
لاتساعد الأخرين حتى لاتدخل مهامهم ضمن جدولك اليومي.
لاتبادر! ستكلف بالعمل و “ تتوهق” .
الطبيعي أن لايعمل المتدرب “كل الجهات تسلك” .
أعمل ما استطعت وتعلم كل ماتستطيع تعلمه انت تستثمر في نفسك وتستفيد من الموارد المتاحة لك في مرحلة التدريب لا أحد يقوم بإستغلالك !
في حال لم تعطى مهام في مجال تخصصك خلال ثاني أسبوع تواصل مع مديرك وإن لم يتطور الوضع تواصل مع جامعتك لتغيير الجهة هذه المرحلة جزء من خطتك الأكاديمية وجزء من دور الشركة الإجتماعي لا أحد يحق له سلبك حق التعلم بالعمل .
ختاماً ،آمل أن اكون وفقت في تغطية كافة تسأولاتك عن مرحلة “ التدريب” و أتمنى لكم جميعاً أروع الفرص واسعد التجارب ♥♥
دمتم بخير