أدب الرحلات


تستطيع أن تسير في أزقة غرناطة العتيقة وفي حي البيازين وتقف منتصب القامة في ربوة مرتفعة لتشاهد "قصر الحمراء" من رائعة رضوى عاشور "ثلاثية غرناطة"، وأن تدخل من بوابات الدمشق سبعتها أيٍ شئت لترى حاراتها القديمة وجنائن الغوطة الوديعة، وجبل قاسيون الشامخ، وتستريح قليلًا على ضفاف نهر البردي وأكثر من ذلك مما سرد الطنطاوي في كتاب "دمشق". تستطيع السفر لعوالم عديدة، وحضارات مضت، وشخوص لم يبقى منهم إلا أسماؤهم، كل ما تحتاجه كتاب في أدب الرحلة ومخيلة واسعة.

عرف العرب هذا الفن منذ القدم وبزغ أعلامة بدءًا بشيخ الراحلين ابن بطوطة ورحلاته التي استمرت لمدة ٣٠ عامًا ودونت بعد ذلك في كتاب النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، يليه الإدريسي أحد مؤسسي علم الجغرافيا. طاف الإدريسي الحجاز، وتهامة، ومصر، وفرنسا، وإنجلترا، والقسطنطينية، وآسيا الصغرى، وكتب عنها ورسم خرائط تلك البلدان، هذه الخرائط أُعتمد عليها في كشوف عصر النهضة في أوروبا فيما بعد، خلد الإدريسي رحلاته في برهة المشتاق في اختراق الآفاق، والكثير الكثير مما لا يتسع لذكرهم هنا كابن ماجد، وابن فضلان، وابن جبير الأندلسي.

Join