أشهر كتب القاضي عياض، ومن أبرز الكتب وأجمعها في الشمائل المحمدية، وتلقت الأمة الكتاب بالقبول فله كثير من الشروح والمختصرات والتخريجات، وله الكثير من الطبعات والتحقيقات.

قسّم القاضي عياض كتابه لأربعة أقسام،:

أولها في بيان تعظيم الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، فذكر في هذا القسم ما أثنى به الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم في كتابه، وما جمعه لنبيه صلى الله عليه وسلم من كمال المحاسن الخَلقية والخُلقية، وما اختص به نبيه صلى الله عليه وسلم في الدارين من كرامته.

والقسم الثاني فيما يجب على الأنام من حقوقه عليه الصلاة والسلام، فذكر الإيمان به ووجوب طاعته واتباع سنته ومحبته وتعظيمه وحال الصحابة والسلف في إجلاله وتوقيره، وذكر أيضًا أحكام وفضائل الصلاة والسلام عليه وزيارة قبره ومسجده صلى الله عليه وسلم.

والثالث في ما يجب أو يجوز أو يمتنع أن يضاف إليه صلى الله عليه وسلم من الأحوال البشرية، فتحدث في هذا القسم عن عصمة الأنبياء عليهم السلام وما الذي يصح أن يضاف إليهم من السهو والنسيان، ومالذي يستحيل بحقهم من الشك والعصيان، ورد على كثير من الشبهات المثارة حولهم، وتحدث أيضًا عن حالهم في الدنيا والحكمة من إصابتهم بالابتلاءات.

وفي القسم الرابع والأخير تحدث القاضي عن أحكام من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو تنقص منه، وفصّل في هذا القسم الكثير من الوجوه، وختم هذا القسم بفصل تحدث فيه عن من سب الله تعالى أو ملائكته أو أنبياءه أو كتبه أو آل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم.

وقد يعتقد القارئ عند النظر إلى فهرس الموضوعات أن الكتاب لا يركز إلا على تحرير الأحكام الفقهية وتوضيح المسائل العقدية ونقد الشبهات الفكرية، ولكن الكتاب - وإن كان مليء فعلًا بهذه الجوانب العقلية - إلّا أن من أبرز سماته في نظري أنه يرقق القلب وينمّي الإيمان ويزيد المؤمن حبًا وتعظيمًا وإجلالًا وشوقًا للنبي صلى الله عليه وسلم.

فالخلاصة أن الكتاب مهم جدًا، وجامع وماتع، ويستحق أن تُعاد قراءته بين كل فترة وفترة.

ومن الأمور التي أُنتقد عليها القاضي عياض في كتابه إيراده لبعض الأحاديث الضعيفة والقليل من الأحاديث الموضوعة، كما أُنتقد على بعض التأويلات البعيدة وإن كان غالبًا لا يوردها إلا بعد أن يورد الأقوال الواضحة، وأعتقد أن أغلب هذه الانتقادات في القسم الثالث الذي تحدث فيه عن عصمة الأنبياء عليهم السلام.