توكيد الذات
“ ياسر الحزيمي “
من أحد أهم المواضيع التي تعلمتها خلال السنوات القليلة الماضية هي مهارة توكيد الذات ، تحدث عنها الاستاذ ياسر الحزيمي في دقائق معدودة و كان لكلماته وقع و تأثير كبير علي و اعدك بمجرد الانتهاء من قراءة المقال و تطبيق مهارة توكيد الذات الذهبية ستتغير حياتك إلى الافضل .
يتجاوزك في الطابور ثم لا تتكلم لديك
مشكلة في توكيد الذات
يستلف منك صديقك ثم لا يسددك مالك
فتسكت لديك مشكلة في توكيد الذات
يخطئ عليك فتسكت
لديك مشكلة في توكيد الذات
تدخل الى الحلاق ثم اذا انتهى من الحلاقة
اعطاك سعر لم يعجبك فتسكت و تدفع لديك مشكلة في توكيد الذات
ما هي مهارة توكيد الذات ؟!
مهارة توكيد الذات بكل سهولة و اختصار هي : أن تقول و تفعل ما تشعر به .
لا تجامل لا تداهن لا تنافق لا تكذب .
لماذا الناس لا تؤكد ذواتها ؟
•ثقافة احترام الكبير :
ثقافة عربية أصيلة ، قال صل الله عليه و سلم " ليس منا من لم يوقر كبيرنا " و لكن ما حدود هذا الاحترام ؟! هل حدود هذا الاحترام أن لا أقول رأيي أمامه ؟!
هل حدود هذا الاحترام أن لا أناقشه ؟! أن لا أبدي وجهة نظري أن لا أعبر عن مشاعري ؟ عندما نضخم و نعملق الكبير و الغريب و المدير و الوزير أو العالم أو السياسي أو أصحاب المناصب الكبرى فإننا نقزم من أنفسنا و كلما عملقت الناس هبتهم و لا تستطيع أن تواجههم و في المقابل تجد الشخص يخرج كل مشاعره على أبناءه و الخدم الذين يعملون عنده لانه يرى نفسه كبير بالمقارنة بهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنزلوا الناس منازلهم) و منازل الناس أنهم مخلوقات ليس في يدهم نفع و لا ضر حتى لأنفسهم و بالتالي اعطيه قدره من الاحترام و لكن لا يمنع هذا الاحترام أن احتقر ذاتي و يجعلني أسكت عن حقوقي .
•ثقافة الصمت :
"نحن دائماً نسوق للصمت و إذا كان الحديث من فضة فالسكوت من ذهب ” و هذا الكلام غير صحيح !!
قال صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت " الخيار الاول هو أن تقول خيرا إذا لم تسطيع أن تقل خيرا انتقل إلى الخيار الثاني . و لكن من مشاكلنا أننا في مدارسنا و مجالسنا نسوق للخيار الثاني .
•تحجيم استحقاق الانسان :
نحن نولد و نعتقد أننا نملك هذا الكون كامل ( مسجدنا ، بقالتنا ، سيارتنا ، مدرستنا ) كل شيء لنا نذهب الى السوق و نريد أن نشتري كل شيء بل الحلوى التي في يد الناس نريدها فيبدا الاب و الام في تصغير حدود حقوقه الى درجة أن زميلك لو أعطاه حلوى ينظر لك هل يأخذها أم لا ؟! بعد أن كان يريد الحلوى التي في أيدي الناس أصبح لا يجروا أن يأخذ الحلوى التي تهدى إليه . بالطبع أنه من الخطأ أنه يريد كل شيء و أيضاً ليس من العدل أن نشعره بحرمانه من كل شيء !
آثار عدم توكيد الذات
تعطيل شعيرة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر :
يقول الله تعالى " فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ "
اذا كنت تجلس مع أشخاص و كانوا يتحدثون في حديث غير جيد و سكتت و لم تنكر و لم تذكر و لم تحاول و لم تقاوم و لم تغير و لم تعبس إنك إذا مثلهم .
قال رسول الله (صل الله عليه وسلم)
(لا يحقرنّ أحدكم نفسه ، قالوا: يا رسول الله ، وكيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: يرى أن لله عليه مقالاً ، ثم لا يقول فيه ، يقول الله عزّ وجل يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا؟ يقول: خشية الناس ، فيقول: فإني كنت أحق أن تخشى.)
رواه: ابن ماجه
التأثير في العمل :
عندما لا تستطيع أن تقول لا فأنك ستقول للناس دوماً نعم و من قال نعم دائماً للآخرين قال لأهدافه و حياته لا .
في العمل عندما لا تجروا أن تقول لا و أن تبدي رأيك و أن تعترض أن تسمع أن تُسمع أن ترفض إذا كنت لا تستطيع القيام بهذه الافعال لديك ضعف في توكيد ذاتك و ستصبح حفرة يلقى عليها مجموعة الاعمال و المهام و تصبح الجندي المجهول الذي يعمل كل شيء و الناس يحصلون على كل شيء يذهبون لدورات و انت لا تذهب يتم ترقيتهم و انت لا زلت في مكانك . و في هذه الحالة يصبح عمل الشخص مصدر الم له و لا شيء أصعب على الانسان من أن يصبح مصدر رزقه مصدر ألم له .
“ النصيحة ”
في الختام ، عبر عن مشاعرك دائما ، دع تعابير وجهك تعبر عما بداخلك ، أبدا رأيك حتى و إن لم يكن موافقا لمن حولك ، استعمل ضمير المتكلم عند التعبير عن رأيك ( أنأ أحب كذا …) شارك رأيك بالموافقة أو بالرفض مع السبب ، لا تقلق من ارتجال الحديث و تأكد أنك لن تحيا سوى حياة وضح رغباتك و عبر عن مشاعرك و تأكد من أنك دائما تطبق مهارة توكيد الذات الذهبية “ أن تقول و تفعل ما تشعر به “ .