حدد ما تريد

و لا تعش أحلام شخص آخر

الخطوة الاولى الضرورية للحصول على الاشياء التي تريدها في هذه الحياة هي حدد ما تريد 

بن شتاين 
ما أن تحدد الهدف من وجودك في الحياة ، حتى يكون عليك أن تقرر ما الذي تريد أن تفعله ، و ماذا تريد أن تكونه و ماذا تريد أن تمتلكه؟ ببساطة كيف يبدو النجاح بالنسبة لك ؟ من الاسباب الرئيسية التي تفسر لماذا لا يحصل معظم الناس على ما يريدونه !


هو أنهم لم يحددوا ماذا يريدون و لم يحددوا رغباتهم بتفصيل واضح و دقيق .

قصة

في أثناء ذهابي لألعب تمريني الاسبوعي لكرة الطائرة قابلت أحد الاصدقاء الذين تعرفت عليهم من التمرين الاسبوعي و كأي محادثة عفوية بدأت اسأله عن دراسته و إلى أي مستوى وصل و في أثناء حديثي معه
 “و أنا  شخص كثير الاسئلة لا أدري أهي ميزة أم عيب” بدأت اسأله عن المواد التي درسها و ماذا تعلم منها و ما هي أفضل المواد و و و .. 


وجدت أنه يُحدثني عن التخصص ببرود تام و انعدام شغف و كأنه مُكره على دراسة هذا التخصص خمنت أنه ربما درس التخصص بسبب ضغط أسري و عندم استمر الحديث لم أتمالك نفسي و سألته هل تحب التخصص ؟! و كانت الاجابة صادمة بالنسبة لي قال: لا !



و فوراً قلت له لما اخترت هذا التخصص إذا أهو ضغط أسري؟ قال : لا ، و انما هو أفضل التخصصات المتاحة لي و لكنني لا أحبه و لا أنوي أن أعمل في نفس التخصص بعد التخرج .



للامانة صُدمت من الأجابة و شعرت بالحزن على هذه الطاقة و الجهد و الوقت المبذول في دراسة شيء لا يحبه و لو أنه في المقابل خصص هذه الطاقة و الامكانيات لشيء يحبه لتميز و اصبح مثال يحتذى به.  

من أين تنشئ المشكلة ؟َ!

اعتقد و بعد أن بحثت عن الموضوع أن المشكلة تنشئ مبكراً أي منذ الطفولة و التنشئة ، و كذلك البيئة التي يدرس بها الطفل و أقرانه تجعل لدى الشخص هذه الحالة و أفضل من تحدث عن هذا الموضوع هو المدرب: ياسر الحزيمي ، و جاك كانفيلد سأنقل لك جزء من الموضوع في الفصول القادمة … 

عادة ما تعترض التنشئة في الطفولة المبكرة طريق الحصول على ما تريد

ذكر الكاتب جاك كانفيلد في المبدأ الثالث من كتاب مبادئ النجاح : 
لقد بدأت حياتك كرضيع يعرف بالضبط ما يريده . كنت تعلم متى تكون جائعاً و كنت تبصق الأطعمة التي لا تحبها ، و تلتهم بشهية الأطعمة التي تحبها و لم يكن لديك حرج في التعبير عن احتياجاتك 



ما الذي حدث إذا ؟! في مرحلة ما من حياتك ، هنالك شخص ما قال لك …
لا تلمس هذا ، ابتعد عن هذا المكان ، ضع يديك بجانبك ، تناول كل شيء في طبقك سواء كنت تحبه أم لا .


و حينما كبرت سمعت …


لا يمكنك الحصول على كل ما تريد ، ألا يمكنك التفكير في أي شخص ما عدا نفسك؟! توقف عن فعل ما تفعله ، و افعل ما أود أنا أن أفعله .


و الأمثلة على ذلك كثير و من التربية تتحجم رغباتنا و احتياجاتنا و نصبح نسخ مكررة من المجتمع و قل من يستطيع أو يمتلك القوة ليقاوم هذه الأفعال .

لا تعش أحلام شخص آخر 

بعد سنوات عديدة من مكابدة كل هذه المعوقات التي واجهها الانسان في طفولته ، ينتهي الحال بمعظمنا إلى فقدان أي اتصال مع احتياجات أجسادنا و رغبات قلوبنا - و نصبح عالقين على نحو ما في محاولة لإكتشاف ما الذي يريد مننا الآخرون فعله و قد تعلمنا كيف نتصرف و كيف نكون لكي نحصل على رضاهم مثال: 
  • تلتحق بكلية الطب لأن هذا ما يريده آباؤنا لنا 

  • نتزوج أو نسعى للزواج إذا وصلنا لعمر معين بسبب ضغط المجتمع 

  • نلتحق بالجامعة مباشرة بدلاً من أن نأخذ إجازة لمدة عام للسفر و استكشاف رغباتنا و شغفنا .

و تحت مسمى العقلانية و الرشد ، تنتهي بنا الحال إلى أن نكون متبلدين حيال رغباتنا ، ولذلك فلا عجب عندما تسأل المراهقين عما يريدون أن يفعلوا أو يكونوا يردون :
ما أعرف ، ما يهم ، عيش يومك و لا تفكر  ، … 

المفكرة الصفراء 

يذكر جاك كانفيلد أنه مره حضر دورة و كان أمام كل متدرب مذكرة و كانت المذكرة التي أمامه باللون الأصفر و كان جاك يكره اللون الأصفر و قال“ أن أكره اللون الأصفر أتمنى لو كانت لدى واحدة زرقاء “ يبدو أن المدربة أحست بإنزعاجه و قال له جملة يذك جاك بأنها غيرت حياته إلى الأبد قالت له : “ إذا لم تحب المفكرة التي لديك ،فبدلها مع شخص آخر و احصل على المفكرة ذات اللون المفضل لديك ، أنت تستحق الحصول على كل شيء في الحياة على النحو الذي تريد بالضبط “ يذكر جاك أنه عندما سمع هذه الجملة قال يا إلهي ، يا له من مفهوم جوهري لما يزيد عن 20 عاماً لم أكن أتصرف تبعاً لهذه القاعدة لقد استقرت قناعتي على أنني غير قادر على الحصول على ما أريد . و يذكر بأنه :
“ حتى ذلك الوقت ،كنت أتجاهل تفضيلاتي و أعدها تافهة و لا تستحق بذل الجهد لتحقيقها و كنت استمر في صرف وعيي عما أريده ، وكان هذا اليوم بمثابة نقطة تحول بالنسبة لي حيث كانت بداية سماحي لنفسي بأن أعرف و أن أتصرف تبعاً لأحتياجاتي و رغباتي بطريقة أكثر فاعلية “ 

الخاتمة

تذكر دائما بأنك ستعيش لمرة واحدة فقط و ينبغي عليك استثمار كل دقيقة من هذه الحياة و أن تحيا الحياة التي تريدها أنت لا ما يريدها لك الآخرون ، حدد ما تريد و أبدا في وضع أهداف و قسم الأهداف إلى أهداف أصغر و قسم الأهداف الصغيرة إلى عادات. و تذكر دائماً بأن تراعي تفضيلاتك في كل موقف مهما كان كبيراً أو صغير  لأنها الخطوة الأولى لمعرفة ما تريد و لا تنظر إلى تفضيلاتك بأنها أشياء تافهة فربما تكون كذلك لشخص آخر ،لكنها ليست كذلك بالنسبة لك .
Join