“ يذكر مؤلف كتاب The Slight Edge أن الفرق البسيط بين الناجحين و غيرهم من الناس هو أن الناجحين يعرفون أن النجاح رحلة طويلة سباق ماراثون ... لا سباق قصير المدى .. وسر الوصول هو الإستمرارية وليس السرعة ..”

إن سر النجاح  هو المداومة على تلك الأشياء و الأمور البسيطة التي تفعلها في يومك , إن القرارات و الأفعال الصغيرة التي ينظر لها الناس على أنها تافهة هي التي تحدد الناس الناجحة , ففلسفة قليل “دائم خير من كثير” منقطع فلسفة الناجحين عندما تقرأ كل يوم خمس صفحات خير من أن تقرأ 100 صفحة و تنقطع أن تتمرن لمدة 10 دقائق أفضل من أن تتمرن لمدة ساعة في الجيم ثم تنقطع . 

وهنا يذكر المؤلف 7 خطوات لتطبيق قاعدة الفارق البسيط في حياتنا 

“إن 80٪ من النجاح يكون بالظهور “

-وودي آلن .

يذكر المؤلف بأنك ستكون ربحت نصف المعركة إن كنت ستلتزم بالظهور كل يوم ،و سيكون الباقي متروك للمهارة و المعرفة و القيادة و التنفيذ ، و هنا اتذكر عندما زرت وزير الإعلام السابق : الدكتور عبد العزيز خوجة كان يتحدث عن قصة حدثت له أثناء دراسته في أمريكا انه كان يحضر مبكراً للصف الدراسي و ذلك بسبب نشأة و تربية على يد والده شديد الالتزام فكان يذهب يومياً قبل وقت الصف بساعة و كان الدكتور الذي يدرس المادة شديد و صعب المراس و بعد مرور فترة من الزمن تكونت علاقة جيدة بين الدكتور و الوزير عبد العزيز خوجة بسبب الحضور المبكر و قد استغرب كثير من الطلاب كيف ان هذا الدكتور اصبح جيد التعامل مع الوزير عبد العزيز خوجة .اعتقد ان الظهور هو نصف المعركة .

الظهور مهم ، و لكن استمراريته هو ما يجعل من الظهور و الاستمرارية ثنائي قوي ، و تنص هذه القاعدة على الاستمرارية في الأفعال البسيطة اليومية و هي التي تصنع الفرق و قد تمكنك هذه الفلسفة من البقاء في المسار الصحيح حتى عندما يفعل الجميع عكس ذلك . و ستنجح لأنك تمتلك فلسفة بسيطة تطبقها كل يوم في جميع الظروف الجيد منها و السيء .

“الموقف الإيجابي من الأشياء القليلة التي تحدث فرق كبيراً “

 -وينستون تشرشل .

لماذا الموقف الإيجابي مهم ؟

يذكر الكاتب و الباحث في علم القيادة جون سي ماكسويل ، عندما تكون كل الامور متساوية ، فإن الموقف الإيجابي سيميزك عن أي شيء آخر .

في أحد الدراسات التي أجريت على أطول 25 حضارة حية على الارض ، حيث عاش الناس منهم بصحة جيدة بعد سن 100 عاماً ، و كان العامل المشترك بين هذه الحضارات لم يكن مرتبطاً بالعرق أو الجغرافيا أو الوراثة كان العامل المشترك هو النظرة الإيجابية في الحياة .

النظرة السلبية و السلبيين  :

صحيح أنه من الصعب أن يكون لديك موقف إيجابي مع كل ما يجرى في العالم ، يمكن أن تظهر السلبية عند عتبة بابك كل يوم بدون إذن منك ، إننا نتعرض باستمرار للقصف بالرسائل السلبية من وسائل الإعلام و سائل التواصل الإجتماعي و غيرها من المصادر التي يمكن أن تؤثر على الطريقة التي ننظر بها إلى الحياة .

كيف تقي نفسك من السلبية :

يذكر نابليون هيل في كتابة أنه سافر لمقابلة أهم 500 شخص في العالم في عصره ، و كانت طريقتهم جميعاً للوقاية من النظرة السلبية و السلبيين هي أن تحيط نفسك بإشخاص لديهم نظرة و موقف إيجابي في الحياة ، عندما تخرج من منطقة الراحة الخاصة بك عن طريق طرح أفكار و حلول إيجابية لا تسمح لهؤلاء الاشخاص بوضع إطار لما تعرفه عن نفسك .

لنخلص المبادئ السابقة : 

الظهور - الثبات و الإستمرارية - النظرة الإيجابية ، المبدأ الرابع هو ممارسة هذه المبادئ لفترة طويلة من الزمن . يبحث معظم الناس عن حل سريع أو نجاح سريع و لا يهتمون بمعرفة الحقيقة ، أن النجاح لا يتحقق بين عشية و ضحاها أو حتى في بضعة أسابيع أو أشهر ، يستغرق الكثير من الوقت و الكثير من العمل الشاق . 

يتحدث الكاتب مالكوم جلادويل عن مبدأ الـ 10 آلاف ساعة أو أكثر لإتقان أي مهارة ، لا يوجد إختصار للنجاح ، بغض النظر عما تحاول إنجازه ، عليك أن تسأل نفسك هل أنا على استعداد لوضع 10 آلاف ساعة للحصول على ما أريد . 

“هنالك خاصية واحدة يجب على المرء أن يمتلكها للفوز ، و هي دقة الهدف ، معرفة ما يريده الشخص ، و الرغبة الشديدة في امتلاكه “

-نابليون هيل .

في دراسة أقامها نابليون هيل من بين 500 شخص ناجح ، كان القاسم المشترك بينهم هو الإيمان إلى جانب الرغبة الشديدة . الرغبة هي التي تجعلك تستيقظ مبكراً و تبقيك حتى ساعات الليل المتأخرة ، و هذا الرغبة هي التي تبقيك متحمساً للمضي قدماً عند حدوث المحن .

القادة لم يصبحوا قادة هكذا فقط ! لقد اصبحوا قادة من خلال العمل الجاد . هذا هو الثمن الذي يتعين علينا دفعه لتحقيق الأهداف ، و إذا لم تكن على استعداد لدفع ما تريد ، فأن ثمن الإهمال أسوا بكثير من ثمن الالتزام .  

“النزاهة ليست كلمة مشروطة ، لا تهب مع الريح و لا تتغير مع الريح “

-جون ماكدونالد .

هنالك العديد من تعريفات النزاهة ولكن أكثر ما ينطبق على مبادئ الفارق البسيط هو ما تفعله عندما لا يشاهدك أحد . معظم صغار السن عندما ينتقلون لمرحلة تحمل المسئولية فجاءة يصابون بالصدمة إنهم لا يعتادون على المسئولية الملقاة على عاتقهم بمجرد خروجهم و اتخاذ القرارات بأنفسهم ، يفشل الكثيرون في تخطيط وقتهم و تحديد أولوياتهم و ينتهي بهم الأمر إلى اتخاذ قرارات سيئة ، و هنا اذكر قصة لأحد أصدقائي تبادرت إلى ذهني عندما قرأت هذا المبدأ صديقي يسكن بعيداً عن أهله قرابة 9 سنوات و لم يكن مضطراً إلى الاستقامة و تحمل المسئولية في ظل المغريات الكبيرة التي تحيط به و كان يستطيع القيام بالكثير من الاشياء السيئة دون علم أحد و لكن أعتقد انه يطبق هذا المبدأ بعلم منه أو من غير علم ، بإنه يقوم بالشيء الصحيح حتى عندما لا يكون أحد ليشاهده .