ارتد ملابسك ، كأن كل يوم رم
القاعدة بإختصار
لفت نظري هذا العنوان عندما كنت أقرأ في كتاب قواعد الحياة للكاتب ريتشارد تمبلر قاعدة بعنوان “ ارتد ملابسك ، و كأن كل يوم يمثل لك أهمية “ و عندما بدأت التفكير في هذه القاعدة قلت في نفسي انها مجرد قاعدة ثانوية و أقرب ما تكون إلى قاعدة ليست لها أهمية . و عندما بدأت في التفكير في هذه القاعدة اكتشفت أنه بالرغم من بساطة هذه القاعدة إلى أنها تنطوي على الكثير من المعاني الجميلة و المحفزة .
اليوم مهم .و اليوم هو الوحيد الذي تملكه . لماذا لا تعامله على أنه كذلك فعلاً ؟!
“في غالباً الاحيان يكون قرار ارتداء الملابس عند معظم الناس قرار غير واعي و غير مقصود.و إن معظم الأشخاص الذين يمتلكون زمام الامور في حياتهم.هم الأشخاص الذين يقدمون على اختيارات واعية.إنهم واعون و يقظون إنهم يعرفون ما يفعلون و إلى أين هم ذاهبون.إن كنت أيضاً تريد لحياتك أن تكون أكثر من مجرد أحداث عشوائية تحدث لك.فإن عليك بدلا من ذلك أن تجعلها سلسلة من التحديات المثيرة ، و التجارب المثمرة الثرية من خلال اختيارات مقصودة “
“في كل صباح يجب عليك أن تعامل اليوم على أنه اليوم الأهم في حياتك و هو كذلك بالفعل.استحم،اغسل وجهك،مشط شعرك،نظف أسنانك…إلخ يجب أن تفعل كل هذا في الأساس لكي تبدو في مظهر جيد،و تشعر بشعور جيد ، و تتمتع برائحة طيبة.ثم ترتدي ملابسك بأناقة و نظافة و تضيف عليها لمستك الخاصة التي تجعلك مميز،و كأنك ذاهب للقاء عمل.و تذكر إذا ارتديت ملابسك كل يوم بشكل أنيق و خاص و ذكي فسوف يصبح كل يوم من أيامك كذلك “
قصة شخصية
ترددت كثيراً في قول هذه القصة أو هذه التجربة و لكن بطبيعة الحال أن الشخص يتطور مع مرور الزمن و يكتسب معتقدات مختلفة و هذا قد حدث مع كبار العلماء و المفكرين . عندما بدأت في المرحلة الثانوية كنت أطبق مبدأ الزهد بطريقة خاطئة جداً فكنت لا ألقي بالَى لأنواع الثياب التي أرتديها و كان يبدو شكلي رث الثياب أشعث الشعر و كنت أعتقد أنني بهذه التصرفات اعتبر من الزاهدين في الأرض . و كنت بعيداً كل البعد عن الزهد هو “ ترك الرغبة فيما لا ينفع في الدار الآخرة . و هو فضول المباح التي لا يستعان بها على طاعة الله “و أعظم ما قيل في الزهد ما قاله حسن البصري “ أن تكون الدنيا في يدك لا في قلبك “ و ليس الزهد بلبس الثياب المرقعة أو الخشنة و ليس بأكل الطعام الرديء فكل هذه مفاهيم مغلوطة للزهد . و كان الكثير من أهلي ينصحونني بإستمرار و لكن كنت لا استمع اليهم و كان كذلك المعلمون الذين يقومون بتدريسي و الذين كانوا حريصين علي ينصحوني بإستمرار و مع ذلك لم تكن هنالك فائدة و كانت بذرة التغيير عندما نادى علي وكيل المدرسة و هو رجل له علي من الفضل الشيء الكثير بالرغم من أنه لم يستمر معنا في المدرسة كثيراً و عندما دخلت إلى مكتبه قال لي “رياض أعلم من هو والدك و من هي عائلتك و هذا الشكل و المظهر الذي تبدو فيه أنا متأكد أنه لا يرضيهم ، و ينبغي عليك أن تغير منه و أثناء ما هو يحدثني شعرت بمشاعر مختلفة الشعور الاول هو الحرج من الموقف الذي وضعت نفسي و عائلتي و شعور بالمحبة و الاعتزاز بهذا المعلم الحقيقي الذي نصحني نصيحة حقيقية و لم يكن أحد قبله من غير عائلتي قد صارحني بهذا الموضوع ، شكرته و وعدته بالتحسن “ و من بعد هذا الموقف كان التغيير و كان تدريجياً حتى أصبحت و لله الحمد أرتدي ملابسي و كأن كل يوم يمثل أهمية .
“سوف يتفاعل معك الآخرون بشكل مختلف إن ارتديت ملابسك و كأن اليوم يمثل أهمية خاصة بالنسبة لك “
قد يسأل البعض عن ماذا عن عطلات نهاية الاسبوع ؟
بالتأكيد أنك سوف تقوم بزيارة الأصدقاء و الأهل و هم أيضاً يستحقون أن يروك بشكل جيد ، و كأنهم ذوو شأن مهم بالنسبة إليك . و انتبه حتى أصدقائك و عائلتك لا يريدون أن يروك أشعث و غير منظم و غير متأنق . إن كنت تستقبل كل يوم على أنه يوم مهم، فسوف تصنع المعجزات لاعتزازك بذاتك، واحترامك إياها ، و ثقتك بها .
النصيحة
لا أريدك أن تتعامل مع ما كتبت على أنه حقيقة مسلمة ، جرب هذه القاعدة ، و انتظر النتيجة ، إن لم تشعر في فترة وجيزة بأنه قد اعتراك شعور مختلف تماماً،فارجع إلى طريقتك القديمة.و لكنني أكاد أجزم لك بأنه سوف يعتريك شعور رائع ، و أنك سوف تستقبل كل يوم بمزيد من الحيوية و النشاط و السعادة.و تذكر دائماً أن ترتدي ملابسك ، و كأن كل يوم له أهمية خاصة . أتمنى لك التوفيق .
مقالاتي السابقة
مقال المقارنة بالآخرين .
مقال لعنة المعرفة .
مقال تأثير المتفرج .