كف عن الشكوى !

كم تشتكي و تقول إنك مُعدمُ

و الارض ملكُك و السما و الأنجُمُ

إيليا ابو ماضي 

عليك أن تكف عن الشكوى

في قرائتي لكتاب مبادئ النجاح قرأت جزء عن الشكوى و أعجبت به جداً ، سأنقل لكم جزء منه و سأضيف عليه بعض التعليقات “ فلنلق نظرة على الشكوى. لكي تشكو من شيء أو شخص ما ، عليك أن تؤمن بوجود شيء أو شخص ما أفضل. و ينبغي أن تكون لديك نقطة مرجعية لشيء تفضله و لكنك غير مستعد لتحمل مسؤولية تحقيقه.


إذا كنت لا تصدق وجود شيء ما أفضل يمكنك تحقيقه - مال أكثر ،منزل أكبر،وظيفة أكثر ملائمة،المزيد من المتعة،زوجة محبة أكثر - فلا مبرر لشكواك. إذن أنت لديك هذه الصورة عن وجود شيء ما أفضل،و أنت تعلم أنك ستفضله،لكنك غير مستعد لمواجهة المخاطر المطلوبة للحصول عليه،و الشكوى هي استجابة غير فعالة لحدث لا يحقق نتيجة أفضل .

تشكو الناس مما يُمكنها تغييره 

بالفعل عندما قمت بمراجعة نفسي وجدت أكثر ما أشتكي منه هي أشياء بإمكانني فعل شيء حيالها ، و في الغالب نحن لا نشكو من الأشياء التي ليست لنا سيطرة عليها .هل سمعت شخص من قبل يشكو من الجاذبية ؟!


الظروف التي تشتكي منها هي عبارة عن مواقف بمقدورك تغييرها، لكنك أخترت ألا تفعل . يمكنك الحصول على وظيفة أكثر ملائمة،زوجة أكثر حباً لك،و جني المزيد من المال،العيش في منزل أفضل،وتناول طعام صحي أكثر و لكن كل هذه الأشياء تتطلب منك التغيير .


لماذا لا يقوم الناس بفعل أشياء لحل هذه المشاكل ؟

الامر ببساطة، السبب أنها تنطوي على مخاطر ،أنت تخاطر بفقدان وظيفتك،بأن تتعرض للسخرية،يدينك الآخرون،تخاطر بمواجهة الفشل،بمواجهة الآخرين، وأنت تخاطر بالتعرض للرفض من والدتك،أقربائك،زوجتك. وربما تتطلب صناعة التغيير جهداً،مالاً،وقتاً. وربما تكون مزعجة أو عسيرة أو مربكة ؛ و لكي تتجنب المخاطرة بمواجهة أي من هذه المشاعر و التجارب المزعجة ، فأنت لا تحرك ساكناً و تكتفي بمجرد الشكوى.


وكم تم الاشارة من قبل أن الشكوى تعني أن لديك نقطة مرجعية لشيء ما أفضل أنت ترغب فيه و لكنك غير مستعد للمخاطرة بتحقيقه. و إما أن تتقبل اختيار البقاء حيث أنت،و تتحمل مسؤولية الاختيار،وتكف عن الشكوى … أو أن تخاطر بالقيام بشيء جديد و مختلف،لتصنع حياتك كما تريدها بالضبط .

١- دائما احمي الفريق 

٢- لا تذمر،لا شكوى،لا أعذار

٣-كن في الطليعة 

بيت كارول مدرب فريق سياتل 

أنت تشكو للشخص غير المناسب 

هل لاحظت من قبل أن الأشخاص يشتكون في الغالب للشخص غير المناسب-لشخص لا يستطيع أن يفعل أي شيء حيال شكواهم؟ فيذهبون للعمل و يشتكون من زوجاتهم،ثم يعودون للبيت و يشتكون لزوجاتهم من زملاء العمل،و يذهب المراهقين مع أصدقائهم و يشتكون من أسرتهم و العكس ! لماذا؟ لأن هذا أسهل، و أقل مخاطرة ؛ فإخبارك لزوجتك بأنك غير سعيد بالطريقة التي تجرى عليها الأمور في المنزل يتطلب شجاعة. وطلب التغيير السلوكي يتطلب شجاعة. كذلك يتطلب شجاعة منك أن تطلب من رئيسك أن يخطط للعمل على نحوى أفضل، بحيث لا تضطر للعمل كل عطلة أسبوعية.


إذا وجدت نفسك في موقف لا يعجبك ، فإما أن تعمل على أن تحسنه أو أن تغادر . افعل شيئاً لتغييره أو ابتعد عنه. اعزم على العمل على تحسين العلاقة أو قم بإنهاء العلاقة . اعمل على تحسين ظروف العمل أو ابحث عن وظيفة جديدة .

تذكر أن الأمر متوقف عليك لتُحدث تغييراً ، و لتفعل شيئاً مختلفاً.فالعالم لا يدين لك بأي شيء لذا عليك أن تصنع عالمك 

جاك كانفيلد

إما تصنع كل ما يحدث لك،

أو تدعه يحدث دون إرادتك 

لكي تكون قوياً ، عليك أن تتخذ موقفاً بأن تصنع أو تسمح لكل شيء بأن يحدث لك ، و بكلمة تصنع يعني الكاتب أن تتسبب في حدوث شيء ما مباشرة من خلال أفعالك أو تدخلاتك.


مثال :

أنت تعمل حتى وقت متأخر يومياً ، تعود للمنزل متعباً و منهكاً و تتناول العشاء فيما يشبه الغيبوبة ثم تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي و أنت مرهق جداً و غير قادر على فعل أي شيء آخر - مثل الذهاب للتسوق مع أسرتك أو اللعب مع الأطفال و يتسمر الوضع هكذا لسنوات ، تطلب منك زوجتك أن تتحدث إليها ، فتقول لاحقاً إنني مشغول و بعد ثلاث سنوات من استمرار الوضع هكذا تعود للمنزل لتجده خاوياً ! و تجد ورقة مكتوب عليها “ أنني غادرت أنا و الأطفال “ أنت صنعت هذا !


نحن نسمح ببساطة للأمور بأن تحدث لنا بسبب عدم قيامنا بأي فعل، و عدم استعدادنا لفعل ما هو ضروري لنصنع أو لنحافظ على ما نريده .

في الخاتمة

عليك أن تدرك أنك لست ضحية - لقد وقفت بلا حراك و تركت الأمور تحدث فلم تقل أي شيء ، و لم تتخذ قراراً ، و لم تطلب شيئاً ، و لم تقل : لا ، حاول أن تجرب شيئاً جديداً أو غادر . أكثر ما يميز الناجحين هو تفاديهم للمشاكل و حلها في بداية نشأتها و عدم تركها مع الوقت تتفاقم ، تأكد أنك المسؤول الاول و الأخير عن ما تمر به حياتك من نجاحات أو فشل و لذا لا تضيع الوقت في الشكوى و ابدأ في العمل .

Join