غير قابل للتمييع .. غير قابل للتطبيع


لماذا القضية الفلسطينية تحديدًا ؟

أن القضية الفلسطينية باتت مطلب أساسي متشعب يشمل ؛ قضية الولاء ، الحق ، العدالة ، الكرامة ، العروبة المسلوبة ، و الإنسانية الحقيقية بلا أي زيف ، والأقصى بكل تأكيد .

أن تجبر الإنسان البسيط المزارع بأن يترك محاصيله وحقوله وأرضه وروحه الطيبة الخالية من كل بوادر العنف

يعد جريمة جسدية وفكرية ونفسية .

أن تجرد العربي من عروبته وبساطته أيضاً جريمة ، أن تقتل حقه بالدفاع عن نفسه وعن أرضه جريمة ، أن تزرع في قلب وروح الطفولة جرحًا بمثابة دبابة في دواخلهم جريمة أخرى بل جريمة تعد بمكانة قضاء كليّ على جيل قادم آخر فبدلاً من إزدهار وردة السلم بدواخلهم تتعالى الرصاصة والدبابة والدماء والمتفجرات الفتاكة في دواخل أعماق الطفولة الفلسطينية .

وماذا بعد ؟

ماذا بعد البعد بعد !!! هل من الأساس القضية تحتاج للبعد من الدمار ، الحصار ، الذل والإهانة بعد ؟

القضية تحتاج ليد وجدار صلب تستند عليه ، من بداية القضية سواء من قبل النكبة أو من بعدها أي ( كل النكبات على حدٍ سواء ) لم تكن حرب فلسطين حرباً عادلة ولا منصفة ( بالحقيقة متى كانت الحروب منصفة ! ) الحروب كلهـا شر

لكن حرب فلسطين كانت ادنى من المنصفة بكثير أن تواجه جيشًا قويًا يرسم خططه وخطوته و يمارس عنفه بقدر عالٍ من الحيلة والمكاره هذا يعد مرحلة أدنى بكثير من العدالة .

نجا أو بالأصح فر الكثير من الفلسطينيون من ديارهم تصديا لبقاء ذواتهم ، نعم استطاع البعض الفرار حفاظاً على ارواحهم لكن ماذا عن الأقلية الباقية تحت الحصار و تحت القصف منتظرين المعونة والمساندة او حتى الحرية المنتظرة التي بقيت منتظرة لأعوام كثيرة جدًا ، بقي الفلسطينيون في فلسطين إلى وقتنا الراهن يحاولون الوقوف على أطلال او بقايا ارواح وطنهم ، صامدون مناضلون دفاعًا عن روح الوطن .

فلطالما كان حنظلة الممثل الكاريكاتوري بيد ناجي العلي يمثل كيان المواطن المناضل الفلسطيني ؛ القدمين الحافيتين اليدين المكبلتين إلى الخلف الرداء الفقير الذي ظهر مخفياً وجهه على الدوام معربًا عنه بصوت ناجي بل بصوت الكيان الفلسطيني أجمع عندما سئل متى يظهر وجه حنظلة : ( عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته ) ، الكيان الفلسطيني يحب أرضه يحب بيته البسيط يحب ردائه يحب أقصاه ويحب حريته ويحب أن تبقى كرامته .

الإنسانية الحقيقية تنفي إظطهاد الطفولة

بالمناسبة فيلم ( born in Gaza ) فيلم ضروري جدًا طرح في | ٢٠١٤ ، على نتفليكس يناقش القضية الفلسطينية من قبل أطفال فلسطين يحكي عن ؛ مشاعرهم ، وأرواحهم ، تطلعاتهم المستقبلية ، وإظطراباتهم النفسية تجاه الفقد و تجاه فجائعهم .

تناول الوثائقي الطفلة المصابة ، الطفلة التي لديها نوبة إكتئاب وإضطراب سلوكي بسبب فاجعتها عندما استشهد والديها ، أو الطفل الذي تنتابه الرغبة بالموت على الدوام رغبةً بمفارقة حالة الدمار والأسى الذي يعيشه ، او حتى الطفل الذي يعمل عمل رجل راشد ليعول أسرته ، أو الطفلة المريضة بالسرطان وتحتاج للعلاج و و و إلى آخره .

والإحصائيات التي تمس روح الطفولة كثيرة جدًا تجعلك تقول بل تُيقن أن وجود الجيش الإسرائيلي يعني وجود العجين المعجون بالا إنسانية .

على لسان أحد الأطفال عندما دمر الجيش الإسرائيلي مزرعتهم التي كانت مصدر أساسي لرزقهم

( أحنا بنزرع خضروات مش نزرع متفجرات عشان اليهود تجي وتفجرنا )

أخيرًا التطبيع وتمييع القضية الفلسطينية غير مقبول 

إثارة الجدل الأخيرة التي أشغلت مواقف التواصل الإجتماعي بغض النظر عن مبدأ الجنسية والمواضيع الفرعية التي دخل فيها الكثير من المغردين بأعتقادي الخاص المبدأ الأصلي الأساسي للجدل هو مبدأ التطبيع بحد ذاته سواء خليجي عربي وحتى أجنبي أن تقبل بالصورة الوردية للتطبيع يعني بأعتقادي أنك تجهل منبع القضية ، القضية من قبل الإستيلاء الإسرائيلي تدعو للسلم من بعدها كل شيء تغير وأصبح لا يمس السلم ، التطبيع مكروه ولابد أن يكره على الدوام من قبل كل عربي ، التطبيع خيانة على الدوام ، من يطبع فليس منّا

الحقيقة المشهد الكلي كأنه من مشهد من مسرحية هزلية رديئة وساذجة جدًا ؛ مشهد المطبع القاصد توجه الإعلام له وتوجه الجدل له مرتدي" البشت " ويغرد بحسابه بطريقة لا تمس الواقعية ولا المعرفة بصلة ، امر بحد ذاته يحتاج لشفقة

لا أحب اللغة الحادة لكن أجد من يناصر التطبيع لابد أن يواجه بشيء من الحده

" القضية الفلسطينية هي قضية العروبة ، الإنسانية ، والأقصى ، و حتمًا قضية الطفولة الضائعة  "

Join