داخل صندوق السينما

تتوالد ألف ليلة وليلة العصر الجديد


يا سادة السادة عليكم بالسينما !!!

لطالما كان العنصر البشري منقاداً للتشويق والموسيقا والحكاية فيأنس بالحكاية ويأنس بالأسلوب الحكواتي فمن منّا لم ينقاد لحكاية طفولية كانت تبدأ ( بكان يا مكان في قديم الزمان ) وتنتهي بالنهاية المزعومة ( توتة توتة خلصت الحتوتة )

فكانت أبرز الأساطير تشيد ببراعة شهرزاد مع شهـريار حيث تتالى ألف ليلة وليلة من الحكاية ومن السرد ومن الموسيقا المتمثلة بالقصائد الشعرية

فتبدأ ألف ليلة وليلة بالملك شهريار الذي كان مصدوماً من خيانة زوجة أخيه وزوجته لهـما فيبدأ كرد فعل عكسي بأن يعتقد أن كافة النساء مخطئات فيتزوج شهريار يوميًا العذراوات ويقتلهم يوميًا إنتقامًا منه للنساء كافة كنوع من رد الإعتبار العنيف

فتعرض بنهاية المطاف أبنة الوزير شهرزاد نفسها لتكون هي المرأة التالية له ، ومن هنا تبدأ مسيرة أسطورة الحكاية وعنصر الدهشة في كل ليلة حيث كان عنصر الحكاية وسيلة للهرب ولتأجيل حالة الإعدام اليومية سواء لها أو لباقي النساء الضعفاء المغلوب على أمرهم .

ألف ليلة وليلة العصر الجديد تتحقق في دهـشة السينما المعهـودة

لم توجد السينما عبثاً ولم توجد لمجرد المتعة فحسب بل كانت وسيلة تعبيرية ترويحية ينقاد لها كل من الممثل والمخرج ، والمشاهد حتماً !

فلطالما كانت ساحة السينما نوعًا من تأجيج المشاعر البشرية في التعبير ، والحوار ، ووسيلة أخرى للبكاء وأحياناً النحيب المزمن ، وللضحك مرارًا وتكراراً

ووسيلة جيدة للكاتب ليعبر عن آرائه بسيطها وكبيرها التي تمس قلبه وروحه أو حتى التي تمس حالته الإجتماعية أو أفكاره النابعة من عقله

السينما بدورها تولد لدى المشاهد ألف ليلة وليلة من التساؤل ومن التفكير ، بحيث أن النص السينمائي الجيد المتمثل بعمل سينمائي جيد لا ينفك عن ذاكرة المشاهد أبدًا بحيث يمثل جزء لا يتجزأ من حياته وأفكاره .

السينما بدورها وسيلة فعالة لتهيج ألف شعور وألف إحساس ، شعور العمل السينمائي الذي يقودك لحي صغير جدًا لمجتمع بعيد كل البعد عنك أو عن عمل سينمائي يتناول مفهومية الحرب والسلم المتمثلة بالأعمال السينمائية التي تتناول فكرة الثورة والحروب والمجاعات

او العمل السينمائي الذي يتناول روحك قبل عقلك ومن ثم إقدامك للحياة من قبل تصديك لهـا

( يا لروعة السينما كيف تستطيع أن تحمل كل ذلك كيف تقدر أن تورثك أنت كمشاهد آلاف الحيوات برفقة موسيقا تصويرة تود مرات كثيرة أن لا تنقطع أبدًا وأن تستمر على الدوام في طويك داخلهـا أو تحررك خارج سياقاتها المغلقة . )

هـل إنقياد الشعوب إلى السينما كوسيلة تعبيرية خيار جيد ؟!

تخيل انك فرد تملك الكثير من الأفكار أو بالأصح نحن كذلك بالواقع فأحياناً نود أن نعبر ، وأن نشعر لكن يمنعنا الخوف مرات ومرات أخرى يمنعنا التردد فكيف لو وجدنا الساحة الرحبة التي تضمنا وقد لا تضرنا كثيرًا فمن هنا بالذات تبدأ رحلة الفرار بالتفريغ داخل صندوق السينما المعهود .

فكيف أن كان ذلك يتناول الشعب كاملاً الذي يحمل آلاف الأفكار حول تطلعاته وحول مطالبه وحول نظراته سواء تجاه المجتمع له أو العكس تمامًا

تخيل شعب بأكمله يملك ساحة سينما تعبر عن روحة ومن ثم عقله ، تسهم في أن تجرد أفكاره وتدندن على جروحه وتداعب مسارّه الكثيرة .

السينما الفن الموسيقي الحواري الشعبوي الذي لا يملك خيارًا لنا سوى الدهشة والإبهار نبدو كمشاهدين وكأننا داخل صندوق ألف ليلة وليلة العصر الجديد

لكن ألف ليلة وليلة خاصتنا قد مرت بالحداثة ومرت بالكثير من عوامل التعرية وعوامل العولمة بالتأكيد

فالسينما ..السينما يا سادة السادة هي فضيلة هذا العالم الموازي

قرأت مؤخراً أن التأثير السينمائي والهوليودي وصل للألمان ليعبر عن ارواحهم المفتتة فنجد السينما كانت بجانب الإنسانية تارة وتارة أخرى كانت محل وأرض خصبة ليعبر هتلر عن فكره النازي ومعاداته لليهود

- أخيرًا عليكم بالسينما فهي فضيلة هذه الحياة الجديدة .

Join