هنا مذكرات بسيطة لا أعتبر الكثير سيقرأها لكنها (قابلة للنشر ،وغير خاصة) ، للرغبة بممارسة الكتابة وللعودة لشعور الكتابة والتدوين من جديد
لا اطرح نظريات واشياء ثابته ، فقط ادون مذكراتي كما أحب أن وصل أحدهم لهذه الصفحة سواءً للإطلاع أو القراءة
( أنا أشكرك يا خي/ختي على هالرغبة ) .
أنا هـنا .. رولا
البداية
وكما كنت دائمًا بمذكراتي الخاصة الورقية البسيطة والغير ملتزمة أبدأ بالبداية المزعومة “ أهلا “ وبعدها أعبر عن ؛ لماذا أبدأ بتلك ال “ أهلاً " ، ولماذا أقتني مذكرة جديدة على الدوام والمذكرة السابقة لم تنتهي بعد ! ، لماذا أكتب ؟ ولماذا أشعر بالرغبة بالكتابة دائمًا ؟ ودوامة التساؤلات تلك لا تنضب وكأنها تشدني إلى جوفها أكثر حتى أضيع في تيهي أكثر ، وفي ذلك المد والجزر الطويل في داخلي
فلطالما كنت شديدة التأثر بما كانت وما زالت والدتي تكتبه بمذكرتها الخاصة بلغتها الفصيحة وبشعورهـا النبيل تجاه الكتابة حتى وجدت قبل أيام انني كنت امارس فعل الكتابة منذ مراحل طفولتي .
ووجدتهـا تلك المذكرة التي كانت متبوعة بتاريخ قديم ، و بأسمي ، وخطي الكبير المتعرج ، واخطائي الطفولية وتداخل كلماتي العامية بالفصيحة ليتبعها مذكرة دوّنت فيها بعض من مراجعات بدايات القراءة ،و مذكرة نقلت مراحل التعليم العالي وكيف عاصر شعور الإستقلالية الجديد كليًا عليّ حينها ، أما أخرها اقتنيتها مؤخرًا لتحمل هوية أخرى مختلفة لم تضهر بعد حتى الآن لكنها بدأت بتلك “ أهلاً “ وبخطي اللذي تغير تغيرًا جذريًا فأصبحت أكتب بخطٍ صغير جدًا
لست كاتبة جيدة كفاية لكن شعور الكتابة كان يمنحني الكثير اذكر تمامًا تلك المسرحية التي كتبتها تحت عنوان “ الحلم العربي “ وكنت اناشد فيها العروبة والربيع العربي حينها وكيف للفكر والسلم أن يكون رمزًا جليًّا لوجود ربيع عربي حقيقي واذكر تمامًا كيف انهيتها بتجهيز اوبريت الحلم العربي الذي كان في بدايات الألفية على التلفاز ، لتمثل وقتها مسرحيتي على خشبة المدرسة الثانوية التي كنت ادرس فيها اذكر ذلك الصوت الأخير الذي علا حتى علت معه روحي انه كان صوت التصفيق وصوت كل معلمة كانت تقول رؤية المسرحية والسرد الروائي لها كان جيد جدًا ،و منذ ذلك الحين ادركت ان الكتابة مهد سلامي الأول للشعور وليس لمجرد الجودة والبراعة بل الشعور وحده أكثر من أي شيءٍ آخر ، أي أن الكتابة بالنسبة لي : تمثل محط سلم روحي وعقلي فأجدني عندما اتيه او تجتاحني رغبة التعبير تكون هي خلاصي الأول على الدوام .
تمت ، السابع من اغسطس |٢٠٢٠م
الساعة ٦:١٠ ص
رذيلة
“ ما خلف الستار “
لطالما أدركت أن ما خلف الستار ، محجوب ، وسري للغاية ولو غابت ستارة الستر المحيطة بالعالم البشري أجمع لطفحت وفاضت مناطق المحجوب والغير قابل للكشف لتظهر للعلن مخلفة علامة لا تمحى ولا تزول سواءً على الصعيد الذاتي أو حتى المجتمعي ، لتولد سلسلة من المطالبات التي تولد بدورها شيء من الثورة ، والبكاء ، والشرخ الذي لا يُزال ولا يمحى مخلفًا آثاره على الأرواح المكسورة والمضطهدة بعلامة تمتد دهرًا بل وأكثر لتمتد من موضع الجرح الموضعي للجرح الروحي والذي يكون أكثر وطأةً من غيره ، كنت اخشى منطقة ما خلف الستار دائمًا لأنها كانت موضع ( السياسة، وموضع المجتمع ، وموضع الفساد ، والرذيلة ، ومواضع كثيرة اخرى تتمثل لي بهيئة الفوضى والخراب العارم الذي لا نهاية له )
فبقيت على الدوام اخاف مما خلف الستار و اخشى أن اكون يومًا ممن يكون في موضع خلف الستار سواء ممثلاً دور السليط الضالم أو حتى دور الكومبارس الذي يجاري الضالمين المتسلطين بضلمهم وسلطتهم ليجعل الضلم باقي لا يهتز ولا يميل أبدًا
إن ما حدث مؤخرًا في بيروت جعل تلك الخشية تزداد في داخلي حد النخاع ، فتزعزعني كما كنت أشعر تمامًا عندما تقام ثورة جديدة ونكبة جديدة تحاوط الربيع العربي ، وياليته كان ربيعًا بدل من كونه خريفًا أو طقس جديد ، طقس ولد جديدًا ودام حزينًا مع بدايات كل حرب وكل فوضى مكونًا غيمة تبدل الليل بالنهار والنهار بالليل لتتصاعد الطلقات وتعج السماء بالدخان وبإنعدام الرؤية وبالضجيج الذي لا يهدأ .
سلامًا لبيروت ، وسلامًا لك يا ربيعي العربي المنشود ، وسلامًا للأرواح البشرية المضطهدة التي تبحث عن منطقة السلم ، سلامًا .. وسلامًا وسلامًا لنقطة السلم الأخيرة المنشودة .
أنتهت .
الثامن من أغسطس | ٢٠٢٠م
الساعة التاسعة مساءً ، كُتبت على طاولة المطبخ
الديمومة المصطلح الفضفاض للغاية
الديمومة “ الدائم المطلق مصطلحٌ فضفاض على الدوام أو حتى الدوام هنا بهذه الجملة تحديدًا ، فضفاض للغاية .
على كلاً
سلامٌ وأهلاً …
تقف الأيام في دواخلنا ، تتجول ، وتتحول في أعماقنا يومًا بعد يوم لتسايرنا كما نسلك الطريق الصواب مرات ، ومرات أخرى تأتي أيامًا اخرى فتسلك السلوك المعاكس لنا تمامًا ، لتنقلب حياتنا رأسًا على عقب لتبدأ بالتقلب يمينًا وشمالاً فتعاكس عقولنا اولاً ومن ثم تتغلغل إلى ماهو اعمق ألا وهو أرواحنا ولو زاد مقدار الإنعكاس هذا أزعم تمامًا أنها ستصل إلى ما هو اعمق وقد يكون هلاكًا شنيعًا ، أعلم أن السوداوية رذيلة الرذائل ، وإن الخضوع لهـا بمثابة الإثم البشري الشنيع ، ولكن لطالما تردد لذهني هل نحن آله أو جمادات ، لنتخذ أو بالأصح لندعي الصمود ولنتلبسه على الدوام أي لا نخضع ولا نتزعزع لأننا لابد أن نمتثل الصمود كفعل واجبٌ علينا !! ، أن نقدم نصيحة الصمود دائمًا لمن هو متزعزع لأنه متذمر ولابد أن يكون جمادًا حتى لا يسقط ولا يتزعزع أبدًا ، صمود دائم يالسخرية المصطلح ، ومن هنا ادركت ان الدائم فضفاض ويماثله مصطلح المطلق الفضفاض للغاية
الخوف هنا ان يكون هناك ( صمودٌ دائم ، وخضوعٌ دائم مطول ، وزوال دائم يزعزع كل ماهو جميل في داخل النفس البشرية ) ، لا اعتقد الكثير قد يتفق معي وبما انها هنا مذكرات عامة غير خاصة ولا تقرأ كثيرًا كما اعتقد وهذا خط فاصل جيد بالمناسبة ، الدائم في السعادة والعلاقات مربك أيضًا سعيد دائمًا ، مكون علاقة دائمة محملة بوعود مستقبلية واسعة القطبين وحتى لو كانت تلك العلاقة مربكة و مخيفة وتولد تبعات نفسية كثيرة جدًا على الصعيد الذاتي ، أو الدائم الذي يولد رد فعل ( الإعتياد ) أيضًا يعد مخيف والذي يعد رد فعلي عكسي أيضًا بالمناسبة لكن أحيانًا لا يكون بكل هذا السوء لكنه مربك على كل حال
بالحقيقة يومًا بعد يوم ادرك ان فعل الوسطية بالحياة أي اعتدال بالسعادة ، و اعتدال بالحلم الذي يصل للأفق ، و اعتدال بعلاقة جديدة وان لا نحملها كمًا هائًلا من الوعود المستقبلية التي تحمل أعباء الدائم و المؤبد كأصدقاء على الدوام ، وأحباء إلى الأبد .
الأعتدال واجب حتمي و فضيلة ، أما الحلم يعد محط سلم لابد منه ،والبقاء مهم للغاية ، والسعادة أمر جلي ممتاز ، والحزن والسوداوية لا بأس بها لكن التغلغل فيها أثم لا رجعة فيه
فيارب كل ما سلكنا طريق ومنحنى الدائم ردنا لطريقك المستقيم أجعلنا يالله في محط الوسط المعتدل ، لأني اخشى السعادة المفرطة ، والسوداوية المطلقة يالله أن كان لك حكمة بأن نكون مفرطين بالدئم يومًا أجعلنا صابرين على تبعاته ولا نتزعزع عند زواله وتنحيه عنا.
تمت
١٤ أغسطس |٢٠٢٠
كتبت في أبهـا البهية .