أربعة أفلام ستغير مفهومك عن المرشدين

لطالما أذهلتني فكرة أن يأتي شخصٌ ما من حيث لا تعلم ويمهّد لك دربًا استصعبته، يردد لك عبارة تستمر معك وإن رحل هو، يختصر عليك جسورًا وسنينًا بنقله لتجاربه والحكم التي استخلصها منها، يحكي لك قصة تستلهم منها حلًا لم تبصره إلا بعد حديثك معه، هو من يقول عنه هيتشكوك بأنه يجعل المستقبل أكثر وضوحًا، ويحفّزك لأن تؤمن بأن ما تبحث عنه.. يبحث عنك، وأنك قادرٌ على اكتسابه، أحدّثك يا صديقي اليوم عمّن يُطلق عليهم بالمُرشدين، أو الموجّهين، أو بالإنجليزية "Mentors”.

للعالم القدير جوزيف كامبل كتاب يعرفه كل من يهتم بالميثولوجيا، كتاب "البطل بألف أوجه" فيه  يقارن كامبل قصص آلاف الأساطير والأبطال سواءً في الأديان أو الحكايات الشعبية أو القصص الروائية، من هاري بوتر إلى هيرقل وغيرهم، يحللهم نفسيًا ليقول لك بالنهاية، بأنهم كلهم يمثلون نفس الرواية، وأن للبطل الواحد ألف وجه..

يشرح جوزيف بأن كل هؤلاء الأبطال يمرون برحلة واحدة، أطلق عليها اسم "رحلة البطل"

تبدأ الرحلة وتنتهي في العالم الطبيعي المألوف والمعتاد، لكنها تمر بعالم غير عادي أو مجهول

إحدى أهم ركائز الرحلة، هي مرحلة لقاء المرشد، أو المساعد، الشخص الذي يتجه له البطل بعد ما أن واجه نداء المغامرة، أو The calling وهو ما يوصف بإحساس داخلي عميق يدفع الشخص للتصرف والركض نحو أملٍ ما، غالبًا يرفض هذا النداء في البداية ويهرب منه ويهابه، لكن كل شيء في حياته سيدفعه إلى قبوله، بعد القبول يأتي المرشد، يساعد بطلنا ويوجهه نحو الصواب.

   امتنانًا وتقديرًا لكل المرشدين الذي قابلتهم في حياتي وأحدثوا تغييرًا كبيرًا فيها قررت أن أخصص هذه التدوينة للتحدث عن الأفلام التي تعبر عن أهمية المرشدين وتصف جمال علاقة المرشد والمسترشد، والأثر العظيم الذي ينبع من هذه النقاشات الفكرية واللقاءات الدورية:

إن استطاعت نوف أن تختار فيلمًا واحدّا يصف نقطة التحول في حياتها فسيكون هذا الفيلم المقتبس من رواية بنفس الاسم لكاترين هايد، نشاهد في البداية مشهدًا يسأل فيه الأستاذ سيمونت طلابه..