لماذا يختار بعض الأقران العيش على خطى الأجداد
منذ الأزل شاركت الغابات في التأثير على وجهات نظر و ثقافات و معتقدات سلالة بني آدم . فنحن نتحدث عن مواقع فردوسية أسرت العيون وربطت على قلوب البشر بجميع فئاتهم بدءًا من الأسلاف القدماء ومن خلفوهم حتى يومنا هذا الحامل في جعبته أجيال المستقبل الواعد .
علميا:
اشارت عدة مقالات ودراسات على وجود آثار تدل على تكيف الإنسان الأول في الغابات الاستوائية المطيرة على الرغم من صعوبة ظروفها البيئية.
أدبيا:
كانت الغابات موضوع من المواضيع الرئيسية في الأدب بمساريه الشعر و النثر فعادة يكون المكان الذي تقصده أو تمر عبره الشخصيات لتحدث فيه المواقف و المعجزات.
طويلة هي قائمة القصص المتوارثة بين الشعوب المكتنفة لقيم أخلاقية و عبر حياتية فمن منا لا يعرف ذات الرداء الأحمر ،هانسل و غريتل ،حيّ بن يقظان و كليلة ودمنة، روبن هود وهلم جرا…
التنازل عن الحضارة
أن يختار الفرد منا العيش في الأدغال أو البرية متنازلاً عن كل سبل الراحة والحياة الحديثة غاضاً للبصر عن كل المغريات وما يمكن أن يغويه ليعدل عن قراره, اخذاً بذاته للأصل لنقطة البداية أو بالأصح لأول حضن احتوى البشرية.
في الغالب عندما نتحدث عن هذا النوع من أسلوب العيش فنحن نعني به أن يترك الفرد اشكال الراحة المتوفرة في المدن وبعض البلدات المتطورة وقد يضطره الأمر أن يتنازل عن بعض الأدوات الحديثة كأجهزة الاتصال ونحوها، في سبيل الخوض في غمار الحياة البرية البدائية الجامحة.
نظرة على الأسباب
تختلف الأسباب وتتعدد سواء من نواحي صحية أو نظرة فلسفية وغيرها،منها:
فترة نقاهة
تعتبر وقت مستقطع من ماراثون الحياة ، فرصة سانحة للمرء من أن يكتشف ويتعرف على المعالم الطبيعية عن قرب ويتفكر بجمالياتها بعيدا عن ضوضاء المدينة ونمط الحياة السريعة الاستهلاكية وطريقة للاستشفاء و تقليل التوتر والقلق.
تكلفة مادية أقل
في الغالب لا تحتاج لعدة أدوات أو مستلزمات مكلفة ولا تحتاج لدفع سيل من الفواتير على رأس كل شهر ،كل ما ستحتاجه الأساسيات وكم هائل من المهارات
لاقوانين لا أعراف مجتعية
بغض النظر عن النصوص القانونية التي تنصها بعض الدول أو المناطق المحلية والتي تحظر العيش و البقاء في الغابات دون أخذ إذن قطعي من الدولة أو مالك الأرض .
هناك يجيد الآدمي حرية وضع قوانينه الخاصة حيث موطن الطبيعة والأصل المكان الذي يسود فيه السلام والوئام لا عواقب لا احكام مسبقة لا أكاذيب مطلقة،باختصار كمال يقال في شارة ماوكلي:
” في الغابة قانون يسري في كل مكان
قانون أهمله البشر ونسوه الآن
إخلاص حب دافئ، عيش فطري هانئ
لا ظلم ولا خوف ولا غدر ولا أحزان.“
هناك تعي جمالية العيش بلا نكران.
الانواع
من زاوية واقعية لسنا جميعنا نصبو لنفس الأسلوب المعيشي ، ذات الأمر ينطبق على المغامرين فهم فئات مجزئة اخترت تقسيمهم كالتالي :
1)على خطى السابقين:
يعتدون بالأساسيات ليلقوا بعدها بمسيرة حضارية طويلة خلف كاهلهم، يقتاتون على خيرات الطبيعة ويصنعون نواقصهم لا منتجات صناعية كثيرة لا معلبات لا عبوات غذائية، كل ما يظفرون به من جهودهم الخاصة سعيا للاكتفاء الذاتي.
يوجد موقع Living Wild يقدم صفوف خارجية ورحلات تنظيمية لتعلم المهارات الأساسية الضرورية للتأقلم لكن بأعداد متعلمين محدودة ليستطيع المدربين التركيز على نقاط القوة والضعف في كل فرد ومدى إتقانهم لكل مهارة.