الاحتلال الفرنسي للجزائر
نظرة على وقائع وأحداث خلال مايزيد عن قرن من الاستيطان
بالاشتراك مع insta: kastayle
عانت الجزائر بما يزيد عن قرن من الاستيطان الفرنسي، عقود عديد خلفت وراءها مآسي وجروح عميقة أثرت وستأثر على الأقل حتى المستقبل القريب على كل من الساحات الثقافية والشعبية والاقتصادية، سلسلة طويلة من الأحداث والمجريات للخوض في غمارها.
الدوافع والأسباب:
تعددت أسباب الاحتلال والاستيطان الفرنسي على الجزائر بالتالي ترتب تقسيمها للآتي مشيئة للوضوح:
الأسباب التاريخية والدينية:
في البداية فرنسا لم تنسَ عداوتها القديمة للإسلام عندما غزاها المسلمون لفتحها من شمال إفريقيا والأندلس، ايضا لم تغفر مساعدة الجزائر للدولة العثمانية وتحالفها معها، كان أيضا للجزائر قبل الاستعمار أسطول قوي تحكم في البحر المتوسط لمدة ثلاث قرون وتحطم كليا في معركة نافرين عام 1827 عندما ساعدت الجزائر الدولة العثمانية ولم يبقى منه سوى خمسة سفن مع ذلك لم يمنع تعرضه لهجمات واعتداءات من قبل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وهولندا بهدف إضعافه أكثر.
الأسباب الاقتصادية والسياسية:
الجزائر بلد زراعي من الدرجة الأولى وبه أراض زراعية خصبة فكانت فرنسا تستورد حاجتها من الحبوب من فائض إنتاج الجزائر.
لهذا فكرت في غزوها عسكريًا للسيطرة على تلك الموارد الزراعية ولكي تكون سوقًا لتصريف منتجاتها الصناعية على حساب خيرات الأراضي الجزائرية.
الأسباب العنصرية والقومية:
كان الفرنسيين الذين يتباهون بكونهم ورثة حضارة الإمبراطورية الرومانية سيدة العالم في العصور القديمة كما يزعمون، يشعرون بالعار كون الحاجة اضطرتهم للاستدانة من الجزائر خلال المجاعة التي اجتاحت فرنسا بعد ثورة 1789 بحيث كان من منظورهم أنهم أولى من الجزائريين والمسلمين بالموارد الاقتصادية التي تزخر بها الجزائر.
بالإضافة إلى انه كان هناك سجل ديون فرنسية لدى الجزائر ولم يكن لدى السلطات الفرنسية رغبة في سدادها على الرغم من اعترافها بتلك الديون.
الغزو والجهود الاحتلالية
كانت تلك الأسباب المذكورة كافية لطرح لفرنسا موضوع الجزائر في مؤتمر فيينا (1814/1815) ليتفق الأعضاء الأوربيون بعدها على تحطيم هذه الدولة.
لكن أهم هدف كانت تصبو إليه هو تخلصها من الدين الذي قدمته الجزائر لها عام 1797م.
حادثة المروحة:
عودة لكتاب التاريخ كان يحكم الجزائر قادة عسكريون عرفوا بالدايات. (داي أو الداي كان لقبا يحمله حكام الجزائر أثناء فترة الحكم العثماني).
وفي سنة 1827م حدثت حادثة المروحة جرت الحادثة في قصر الداي حسين، عندما زار القنصل الفرنسي بيار دوفال قصر الداي يوم عيد الفطر، وهناك طالبه الداي بدفع الديون المقدرة ب 24 مليون فرنك فرنسي، عندما ساعدت الجزائر فرنسا حين أعلنت الدول الأوروبية حصارا عليها فرد القنصل على الداي بطريقة غير لائقة بمكانته إضافة إلى أن الداي صاحب الحق، فرد الداي حسين بطرده ولوح بالمروحة.
استغلت فرنسا حادثة المروحة لإقناع الرأي العام الفرنسي كذريعة للغزو لاسترجاع هيبة وشرف فرنسا الذي داس عليهما الداي حسين، فحركت أساطيلها نحو الجزائر سنة 1828م ثم دخلت البلاد بعد مقاومة كبيرة من الحامية الجزائرية، تم ارغام الداي حسين على توقيع معاهدة قضت على تسليم الدولة.
بعد استكمال احتلال باقي الأقاليم بدأت فرنسا سياسة " فرنست الجزائر " وعملت على ابعاد كل ما يخص الثقافة العربية.
المقاومة ودحض الاستعمار:
تم استثناء الثورات التحريرية في محاولة للتركيز على الجوانب التاريخية