في الحياة.. اتبع شغفك واستمتع..
لا تلتفت للمحبطين.. فالمستحيل قد يصبح ممكناً في يوم ما.
عندما كنت في الخامسة عشر من عمري، بدأت ألاحظ أن نظرتي للصور كانت مختلفة!! ففي كل مرة أرى فيها صورة.. أقف متأملة بنظرة عميقة لألوان وأشكال تلك الصورة، حتى وإن كنت عابرة بمكان به لوحات لفنانين، أتساءل كيف لي أن أصنع شيئاً جميلاً ملفتاً مثلهم يعبر عما بداخلي ويصل لقلوب الجميع!؟
بدأت فيما بعد أهتم بمشاهدة الإعلانات والتدقيق في تفاصيلها، مثل درجات ألوانها ودقتها والنص الإعلاني... كل ذلك كان يثير اهتمامي.
ومما زاد من شغفي أكثر تجاه التصاميم هو عمل والدي.. فقد كان دقيقاً في الإعلانات ويبحث دائماً عن المصممين المتميزين في عملهم. فقررت أن أستغل تلك الفرصة وأطلب من والدي عمل إعلان له.. لم يتردد أبداً ووافق على طلبي، ولكني لم أكن أعلم أن حماسي أوقعني في ورطة!!
كان أمامي ساعات محدده للعمل، وأنا لا أمتلك أي خبرة في هذا المجال ولا حتى جهاز مناسب للعمل، ولكن حماسي بتسليم عمل متقن في وقت مناسب.. جعلني أبحث بشكل سريع عن برامج بدائية وتثبيتها بشكل عشوائي.. والبدء على الفور..
لا زلت أتذكر جيداً كيف كانت صعوبة استخدم تلك البرامج، لم أكن أعلم أن برنامج واحد أو اثنان على الأكثر كافيه لعمل شيء مميز.. ومع ذلك عملت على عشرات البرامج لعمل صوره واحدة، والنتيجة كانت مخيبه للآمال، الجودة سيئة بسبب كثرة التعديلات وتغير البرامج، القص سيء، الألوان غير متناسقة، الخط غير واضح، و....و...
ولكن ردة فعل أبي تجاه عملي زادت من حماسي للتعلم والإتقان... فقد نشر تصميمي في حساباته وكأنه إعلان مميز..
فبدأت من هنا أُبحر في عالم التصميم.. كنت أشاهد فيديوهات وصور في مجالي، وأسعى جاهدة لعمل أعمال مشابهه ومبهرة.. ولكن قلة دورات التصميم وارتفاع أسعارها شكّل لي حاجزاً قوياً نحو حلمي..
كان هناك محتوى لا بأس به على اليوتيوب. ساعدني على تحسين مستواي وتعلم أشياء جديدة.. وكنت أخصص وقتاً طويلاً للبحث والتجربة حتى تعلمت الكثير، وقررت عمل حساب على تطبيق الإنستقرام لعرض تصاميمي.. ولكن خاب أملي فلا يوجد أي تفاعل على مدار شهور طويلة..
وبعد مرور أكثر من سنة تعلمت الكثير في مجال التصميم والتسويق، واكتسبت عدد لا بأس به من المتابعين.. فقررت أن أترك لي بصمة في قلوبهم، وأن أكون مختلفة.. وألا أحتفظ بعلمي لنفسي فقط.. فالرزق بيد الله ونشر العلم صدقة جارية.
بدأت بالإعلان عن دورات تصميم بسيطة ومجانية، لكل من يرغب في تعلم التصميم وواجه مثل مشكلتي (قلة دورات التصميم وارتفاع أسعارها)..
لاحظت إقبالاً جيداً.. وكنت أخصص وقتا لتدريبهم يتناسب مع دراستي في
المرحلة المتوسطة..
وعند انتقالي للمرحلة الثانوية تلقيت دعما كبيرا من معلماتي..
وكان قد تغير تصميمي وتطور كثيراً..
وكنت أعمل مع الكثير من المعاهد والشركات والمراكز التعليمية كمصممة جرافيك، وتطوعت في مركز الحي المتعلم كمصممة إعلانات للدورات المجانية، وأنشأت حملة نورديز لدعم المشاريع الصغيرة.
والان أنا - ولله الحمد- مدربة معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وقد دربت آلاف المتدربات مجانا في مجال الحاسب والجرافيك، وأقمت دورات مدفوعة بشهادات معتمدة، كما أقدم مقاعد مجانية لأصحاب الدخل المحدود..