التدوين الألكتروني
تنوعت الأساليب وتطبيقات نشر المحتوى وحفظه في العالم الرقمي، فلكل مجال طريقته المختلفة ولكل مبدع مساحة خاصة تعبر عنه، ومع تعدد الوسائل وبروز طاقة الفرد في نشر المعرفة وطرح الأفكار نجد أن "التدوين الإلكتروني" هو لغة الجيل واختيار مثالي وسهل الاستخدام.
نرى كثير من الكتاب والمفكرين وحتى المتخصصين في أي مجال يلجؤون لإنشاء مدونة تعينهم على تقديم المعلومات تعبر عنهم وعن خبراتهم، فالمدونة عبارة عن موقع إلكتروني يحتوي على مجموعة من المقالات المرتبة بشكل زمني، والتدوين أداة تعبيرية عن الفرد أو المؤسسة، أداة فعالة ولها قبول جيّد، لاسيما إن تضمنت الوضوح والمصداقية فيما يطرح.
لا يلزم لإنشاء المدونة تخصص معين ولا تقتصر على عمر وفئة محددة، بل وسيلة متاحة للجميع بلا استثناء، طالما المنشور نافع وقيّم، نستطيع القول أن التدوين الإلكتروني مفكرة سريعة الانتشار، إذ تلزم الدقة في الكتابة وصحة المعلومات والهدف المرجو نشره.
ينبغى على الكاتب أن يفرض سلطته على النص، أن يشعر القارئ بأنه يعرف بالضبط ما الذي يريد قوله
الكاتبة بثينة العيسى
التدوين الإلكتروني يحتضن المحتويات بأنواعها؛ ربما صورة فقط كما نراه عبر تطبيق الانستقرام، أو يقتصر على فيديو كما هو في اليوتيوب وسناب شات، وقد يقتصر على الصوت فقط كما هو الحال مع ساوند كلاود، وقد يكون تدوينًا مصغرًا يقتصر على جمل قليلة وهذا نراه في تويتر، ناشر التدوينة هو من يقرر كيف يرسل رسالته للآخرين ويعرض فكرته وفقًا للوسيلة المناسبة مراعيًا المجال فبعض المجالات لا تنفع إلا بالتدوين النصي أو الصوتي.
يستخدم التدوين كأداة فعالة للتعليم أو التسويق وحتى للمساعدة في أداء الأعمال، والمدونات أنواع منها:
- المدونة المتخصصة: تستخدم هذه المدونة في تخصص محدد مثل كتابة القصائد
أو القصص.
- المدونة الشخصية: وهي تعد النوع الأول من مواقع التدوين من حيث النشأة، يقوم من خلالها الكاتب بنشر خبراته وأفكاره، فهو يتمتع بحرية الاختيار.
- مدونة الأعمال: مدونة لنشر الأخبار المتعلقة بجهة العمل، بهدف جذب عدد كبير من المتابعين للشركة.
- المدونة التحالفية: يكون الهدف منها جني المال، فمن خلالها يتم نشر الإعلانات المدفوعة أو بيع سلعة ويتم الإعلان عن منتج لكثير من الواجهات المتنوعة.
- المدونة العكسية: تعتبر حديثة ومتميزة جدًا، تختلف عن غيرها بحيث أنها تقوم بنشر محتوى من قبل زوار الموقع.
- مدونة العمل المستقل: وكُتّابها يتلقون مبالغ مادية مقابل كتابة موضوع معين من جهة معينة.
ولا يحتاج التدوين إلى الكثير من المهارة والخبرة كما هو الحال مع الكتابة الصحفية أو المهنية، فهو في الأساس أداة من أدوات التواصل الاجتماعي التي وفرتها التقنية لنا جميعًا، ويذكر الدكتور عماد سرحان وهو مؤلف كتاب “سر النجاح في بناء وتأسيس المواقع الإلكترونية" عدة نصائح تساعد على التدوين بشكل صحيح:
- تعامل مع مدونتك وكأنها موقع إلكتروني متكامل، يحتاج منك عند تأسيسها أن تعرف الهدف الذي تسعى له والجمهور المستهدف وماذا ستقدم لهم وكيف وما هي اللغة التي يفهمونها ونحو ذلك مما يتطلبه أي موقع إلكتروني آخر.
- عبر عن نفسك في التدوين دون تصنع أو تمثيل؛ فالقارئ يتوقع نوع من التلقائية عندما يقرأ مدونتك، المهم أن تعبر عما تملك من معرفة وخبرة ومهارة يشعر بها القارئ عندما يزور مدونتك.
- تعمد الاختصار غير المخل بالمعنى قدر الإمكان، فلم يعد جمهور اليوم جمهورًا قارئًا خصوصًا في منطقتنا العربية.
- حاول أن تستخدم اللغة العربية إضافة الى أي لغة أخرى تتقنها فنحن بحاجة لتعزيز مكانة اللغة العربية على الإنترنت والتي لا تتجاوز 3% من المحتوى العالمي والمدونات أحد أهم الطرق إلى ذلك.
- حاول أن تستخدم الصور والرسوم ومقاطع الفيديو قدر الإمكان دون إسراف وبما يناسب ما تكتب فالصورة خير من ألف كلمة.
- تحدث عن حياتك ومشاكلك ورحلاتك في مدونتك حتى لو كانت مدونتك جادة فالناس تحب شيئًا من الترفيه والتغيير بين الحين والآخر.
- شارك مدونتك وتدويناتك بشكل مستمر بين أصدقائك أو طلابك أو زملائك أو معلميك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني حتى يصل إليها أكبر عدد ممكن من الزوار.
المصادر:
- مقالة: لماذا عليك أن تمتلك مدونة إلكترونية وكيف تحقق ذلك للدكتور عماد سرحان.
- المدونة الإلكترونية، صحيفة المواطن.