شخص جديد
في ٢٠١٩ أصبحت من الأشخاص الذين يدفعون عجلة التنمية، وللمعلومية تعبت أدور تعبير آخر غير (موظفة) لأصف فيه التغيير الذي حصل في هذه السنة لأني إلى الآن أعتبر هذه الكلمة غريبة علي، حتى إذا سئلت باقي تدرسين؟ ما أقدر أقول أني موظفة أحسها كبيرة جدًا فأعبر دائمًا بـ أني أشتغل أعتبر أن هذا المصطلح أرق وأخف على نفسي.
باختصار هذه السنة هي سنة التعلم لدرجة أشعر أني تعبت من الأحداث والمواقف الجديدة، أتذكر أن مديرتي في أول يوم لي كموظفة قالت "بإذن الله تستفيدين من كل يوم" طبعًا أعتقد تحققت دعوتها ولكن لو عاد بي الزمن لذلك الوقت لطلبتها أن تخففها لكل أسبوع أو أقل شي كل يومين من شدة التغيرات والأشياء التي تعلمتها.
وخلال هذه السنة كنت أكتب بعض الملاحظات المتفرقة على الأشياء الجديدة التي تحدث في العمل أبدأها بشخص جديد واكملها لاحقًا.
شخص جديد
أول سؤال يطرح علي كلما استشرت أحد في الوظيفة هو: مين مديرك؟ وكشخص متخرج حديثًا فما كنت أستوعب جيدًا مدى أهمية هذه النقطة، وعشان أفهم حاولت أقرب مفهوم المدير لشيء موجود في الحياة الجامعية فكنت أعتقد أن المدير مثل الأستاذ وعقدت مقارنة بينهما ولكن للأسف طلع تشبيه خاطئ فالأستاذ عنده مئة طالب ويتغيرون كل فصل دراسي ولا يتواصل معهم إلا مدة المحاضرة بعكس المدير التواصل معه دوريًا والعدد قليل فتركيزه على موظفيه أكثر، الأستاذ نادرًا تنشأ محادثات مختلفة معه بعكس المدير، وعدد من المقارنات التي أثبتت فشلي في تحديد هذا المفهوم، ثم اتجهت لقوقل للبحث وكتبت كلمة “مديرك” فجائتني هذه المقترحات: كيف تجعل مديرك يعشقك؟ كيف تتعامل مع مديرك المتسلط؟ كيف تجعل مديرك يخاف منك؟ ماذا تفعل إذا كان مديرك يحول حياتك لجحيم؟ لذلك قررت بسرعة إغلاق الصفحة وبناء هذا المفهوم بنفسي والبحث عن إجابة سؤال "مين مديري؟" من خلال التعامل والمشاهدة والسؤال أحيانًا.
الآن وبعد سنة هذا الذي أعرفه عن مديرتي:
رأيك مسموع: إذا سألت عن رأي أو فكرة فعادةً تسمع الإجابة التي أريد قولها وليست الإجابة التي تريد سماعها لذلك ما أعتقد مر يوم ما قلت فكرة أو رأي بسبب أنها بترفضها بقوة، فأقول كل ما أريده وأعمل بناء على الطريقة التي تتفق مع رؤيتها كمدير.
فهم فريق العمل: تفهم شخصيات ونقاط قوة وضعف فريقها فأسوأ المدراء هو الذي يعرف نقاط ضعفك ويكلفك بأعمال تظهر هذا الضعف وأفضلهم الذي يعطيك هذه الأعمال ولكنه يخبرك بالطريقة التي تساعدك لتتخطاها بأفضل نتيجة بالنسبة لك وليس بالنسبة لشخص آخر أو بالنسبة لما تتطلبه هذه الأعمال، ولا مجال للمقارنات بين الفريق فلكل شخص مكان يناسبه.
نسخة أولى: كل عمل هو مسودة بمعنى كل شيء يسلم بالوقت المحدد ولكنه قابل مستقبلًا للتعديل لا يوجد نسخة نهائية كاملة وهذا الذي يدفع دائمًا للالتزام مع التطوير وأيضًا يرضيني من ناحية طلبي للكمال المبالغ فيه.
عمل جميل ولكن: إعطاء الملاحظات على المهام بعد تسليمها هو من أثقل الأشياء على النفس ولكنها تفوز في طريقتها التي تخفف هذا الثقل، مراجعتها للمهام والأعمال تكون بنظرة إيجابية مع تقدير حقيقي فالأصل أن العمل جيد وجميل ولكن قد يعترضه بعض الملاحظات، وطريقة تعاملها مع الأخطاء حالة استثنائية ساعدتني اتجاوز الخوف من الخطأ، فبسرعة يتحول الخطأ للماضي القديم فلا مجال للتفكير بما حصل والندم ولكن فيه مجال للتصحيح والتعلم وكأنها تقول المرة الجاية وريني الأفضل.
اسمعك جيدًا: تركيزها عالي وحضور ذهنها الكامل في أي اجتماع أو محادثة ممتاز جدًا فلا حاجة لإطالة الاجتماع من أجل التكرار والتوضيح.
تعليق عادل: تقيمها للمهام وتعليقها عليها منصف وفي مستوى واحد، وغير مبالغ في المدح لأن المبالغة ترفع سقف التوقعات ويتعود عليها الشخص فعادةً تستخدم ٣ ردود٬ يعطيك العافية: المطلوب وصل ولا تعديلات، ممتاز أو توكلي: عمل جميل، حبيت: هذا إذا كان شيء مميز جدًا.
السعي أهم من النتيجة: أتذكر أنها طرحت علي سؤال ما إذا كان السعي أهم أو النتيجة؟ للأسف أن جوابي كان النتيجة وبعد تفكير حمدت ربي أني لست مديرة على نفسي! لأن السعي أهم من النتيجة فالتقيم بناء على النتيجة مجحف فالكثير من الظروف والجهد والموارد المتاحة قد يؤثر في النتيجة، وإذا كان التقييم على النتيجة فسيكون ناجح أو فاشل، أما السعي فيه مجال للفشل جزئًيا في بعض النقاط والنجاح في أخرى.
وعلى غرار دعوتها في أول يوم سأدعو أن يرزقني دائمًا بمدير أتعلم معه يوميًا.