كيف تتولد الأفكار؟
يقولك أن "الفكرة ليست سوى مزج جديد لعناصر قديمة" بمعنى أن تنتج فكرة من العدم شيء مستحيل -إلا لو كنت تؤمن أن الكون وجد صدفة- فالطبيعي أن عملية التفكير هي عبارة عن دمج بين معلومات وحالات ومواقف متعددة تتكون بينها روابط وتطلع فكرة، بس دائمًا أتساءل وش مصدر الأفكار؟ وش الفعل الذي يلهم ويولد الأفكار؟ قد تكون وحدة من ثلاث
التفاعل الاجتماعي: إذا كنت تشارك أفكارك وآرائك مع الناس وتحب تتناقش معاهم فغالبًا يكون إلهامك منهم، ميزة هذا النوع أن الأفكار تكون واقعية وقابلة للتطبيق ولكن ممكن تكون كارثية لأنها غالبًا تستند على أفكار شاطحة وآنية، أحد علماء الاجتماع يقول أن "أهم وسيلة لصيانة الواقع هي المحادثة، وذلك لأن الفرد يرى الحياة اليومية في ضوء آلية المحادثة التي تحافظ على بناء واقعه الذاتي وتعدله وتعيده باستمرار، وتعطي المحادثة أبعادًا ثابتة لعناصر مفهومة في السابق بصورة عائمة أو غير واضحة، أي أن الفرد يجرّ نفسه إلى هذه الشكوك لكي تصبح -موضوعيًا- واقعًا في سياق وعي".
الاطلاع: هذا النوع يعتمدون فيه الأشخاص على اطّلاعهم وقراءاتهم في الكتب والمقالات يتميزون بأفكار عميقة وأصيلة وعادةً تكون مدروسة، ولكنها مثالية ولا تصلح للتطبيق الواقعي بشكل مباشر، فتحتاج لوضعها في قالب أنسب للواقع، أحدهم كان يقول "إني من النوع الذي لا يستطيع التفكير إلا إذا كان في يده كتاب يطالعه، كل أفكاري هي -بشكل أو بآخر- نتاج ما أقرأ".
التأمل الذاتي: "التأمل هو رؤية الموجود والذهاب إلى أبعد منه"، يعني الأفكار اللي نتجت من جلسة هادية مع النفس وفي أي مكان تكون متصل بذاتك وتطلع فكرة ما وبداية التفكير يكون ناتج من واقع قدامك، هنا الأفكار تكون خيالية ورهيبة لكنها تناسب الناس اللي يشبهونك بس وهم دائرة صغيرة ونادرًا ماتكون الأفكار قابلة للتطبيق على دائرة كبيرة جدًا.
بالنسبة لي أعتقد أني دائمًا أعتمد على النوع الثاني والثالث والأول شبه معدوم بس أحاول أتعلم الحد الأدنى منه.