السيل الجارف
صدق من قال أن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين ، القليل من التركيز والملاحظة والتسجيل كفيل بأن يكشف حديّها.
أشعر أن مواقع التواصل الاجتماعي تستنزف طاقتي، فتويتر مثلًا على الرغم من أنه مصدر غني بنشر الدورات والمقالات والكتب ومعرفة أشخاص مختصين إلا أنه سيل جارف من المواضيع والنقاشات نحن في غنى عنها.
فلكي أنجو من حدّ تويتر الخطير وأنغم من حدّه الآخر اعتمدت على هذه التكنيكات:
#استضافة_آمنة
المتابَعون في تويتر هم جزء من الأفكار والآراء والأخبار التي تمر علي في يومي، متابعتي للأشخاص تعني استضافتي لأفكارهم وآرائهم وتوجهاتهم في عقلي، لذلك متابعتهم تحتاج لقرار واعٍ بالشخص وبما سيطرحه مستقبلًا ليس فقط عن مجال تخصصه بل واهتماماته وآراءه وتوجهاته، فبعض الأشخاص في تويتر مصدر سلبي للأخبار وحسابه مليء بالمناوشات والهشتقة وهذا يؤثر في سلوكي ومزاجي وبدون وعيٍ مني، فأحرص على أن لا يتجاوز عدد الذين أتابعهم ٨٠ متابع لأركز بما يطرحونه، وكل فترة أعود لقائمة المتابعين لجردهم لأتأكد من أنهم استضافة آمنة.
#التفضيل_المنسي
“فضّل هذه التغريدة ستحتاجها لاحقًا” أكيد أنك صادفت يومًا هذه الجملة في تويتر وربما فعلت مثلي وفضلتها، ولكن مآلها مثل غيرها: النسيان.
تفضيل المعلومات والمواقع والدورات المفيدة،لا يجعلها حاضرة في ذهني إذا احتجتها، لذلك أحاول مقاومة التفضيل المنسي بـ:
- لا يتجاوز عدد التغريدات المفضلة ٣٠ تغريدة، وأن لا تبقى التغريدات لأكثر من أسبوع تقريبًا.
- استخدم بحث تويتر المتقدم للبحث عن كلمات مفتاحية تصلني بالذي أريده.
- مؤخرًا اكتشفت أداة Pocket ساعدني في جمع المصادر التي أصادفها وأرتبها في تصنيفات محددة تسهّل علي الوصول لها لاحقًا.
#معضلة_الاختيار
النوع المفضل لدي من المحتوى هي المقالات المعمقة فأول ما أجد موقع متخصص أتابعه في تويتر مباشرة، وعندما تظهر تغريداتهم لي في “التايم لاين” أسارع في قراءة المحتوى.
عندما تتعدد المقالات لدي في “التايم لاين” تنشأ لدي “معضلة الاختيار” مثلما عبّر عنها عالم النفس باري شوارتز، مختصرها هي أن تعدد الخيارات أمامنا يسبب القلق والتوتر وعدم القناعة، فكل مرة أرى عدد هائل من التغريدات والمحتويات العظيمة أصاب بشلل الاختيار، كما اكتشفت لاحقًا أني بدلًا من أن أقرأ المواضيع التي تهمني أصبحت أقرأ ما يظهر لي وليس ما اخترته أو ما بحثت عنه، فألغيت متابعتهم وأنشأت قائمة قراءة صنفتها بالمجالات ووضعت كل موقع في تصنيفه وكل يوم أفتح القائمة بنفسي واختار الموقع الذي أريده وأقرأ باختياري.
#الاقتباسات
ثاني أنواع المحتويات المفضلة لدي هي الاقتباسات، تلك العبارات الساحرة التي استطاعت أن تلمس شيئا بداخلي لم أستطع التعبير عنه، حتى امتلأت مساحة التخزين فاستبدلت حفظها في هاتفي بالتأمل في العبارة لتتغلغل في ذاكرتي والبعض منها أعبر عنها برسمة تناسبها وأعيد نشرها:
“الوجوه تشبه الأيام، كيفما كانت أيامك ستحمل وجهًا مشابهًا لها”
“لا زلت أرى اليوم قصيرًا جدًا على كل الأفكار التي أود التفكير فيها، وكل الطرق التي أود المشي فيها، وكل الكتب التي أود قرأتها”