الحيل النفسية لحياة صحية
أول مرة طبقت الحيلة النفسية عندما انتهيت من آخر اختبار لي في حياتي الجامعية، كانت وظيفتي الأولى على بعد ٥ أيام فقط!
احتجت لخطوة سريعة ومباغتة تنقلني من الحياة الجامعية للحياة المهنية، سألت نفسي: وش أكثر شيء يربطني بالجامعة؟ من ضمن الأجوبة كان مكتبي والكتب الدراسية فقمت بجمعها ونقل المكتب للمخزن إلى أجل غير معلوم، وفي أثناء ذلك رآني أحد إخوتي وبعدما شرحت له السبب قال: اوه حيلة نفسية ذكية!
ومن هنا تعرفت على الحيل النفسية، وأقصد فيها الوسائل والطرق التي يستخدمها الفرد بوعي منه أو حتى بدون وعي لتحقيق أقصى قدر ممكن من الأهداف، فبعض الأفعال البسيطة تساعد بشكل كبير في التغيير، هل سمعت مثلًا النصيحة التي تقول: هل تريد أن يكون يومك منجزًا رتب سريرك أول ما تستيقظ من النوم؟ الفعل في حد ذاته بسيط ولكنها حيلة نفسية تجبر على الاستيقاظ وعدم النوم مرة أخرى.
هذه الأيام في الحجر المنزلي جربت ٣ حيل نفسية للمحافظة على الرياضة والنمط الصحي:
الحذاء الرياضي
هذه أول حيلة اكتشفتها وهي ما استفتح به يومي، فأول ما استيقظ ارتدي حذاء رياضي وملابس مناسبة، لا شعوريًا اخرج سريعًا من غرفتي واذهب للحوش، حتى إن كنت لن أتمرن في هذا اليوم فإن الحيلة تساعدني على الحركة والنشاط الطبيعي خلال يومي.
المؤشر الذي يدل على نجاح هذه الحيلة هو سؤال أهلك لك: وين رايح؟
التطبيق الرياضي
اختيار التطبيق الرياضي المناسب أصعب مما تتوقع، جربت عدد من التطبيقات وكلها مآلها الحذف، إلا تطبيقًا أحمر اللون استمريت باستخدامه رغم أنه غير احترافي وبسيط جدًا، بعكس التطبيقات الأخرى الاحترافية التي توفر تجربة متكاملة.
وبمساعدة مهاراتي التحليلية عرفت السبب؛ التطبيقات الاحترافية تستخدم شخصية حقيقية مفتولة العضلات في عرض التمارين فأصاب بالإحباط لأني متأخرة عنها فأشعر بأنها صورة بعيدة عن الواقع بالتالي لا استمر، أما التطبيق الأحمر البسيط يستخدم شخصية كرتونية ظريفة تتكون حسب معلومات الوزن والطول مع المبالغة الشديدة فيها لتظهر الشخصية الكرتونية بشكل مستفز فتعطي صورة أقرب للواقع -وقد يكون أسوأ أيضًا- ومع استمرار التمارين يتغير شكل الشخصية حسب النتائج، فالحيلة هنا أن هنالك علاقة جيدة نشأت بيني وبين الشخصية لقربها للواقع.
المؤشر الذي يدل على نجاح هذه الحيلة هو: مدة بقاء التطبيق في هاتفك.
رياضة الصباح
سمعت مرة أحدهم يقول أن الصباح هو أفضل وقت للقيام بالتمارين الرياضية، فعندما تبدأ يومك بالرياضة ستكون قادر على اختيار قرارات صحيحة وحكيمة ليس فقط من حيث الغذاء الصحي والحركة بل أيضًا من حيث السلوكيات كالمحافظة على الوقت والإنجاز بفعالية.
هذه الحيلة ساعدتني على التحكم بيومي والاستفادة منه بدرجة كبيرة وتكرار هذه العادة يضمن لي سعادة في آخر اليوم وحماس وطاقة لليوم التالي.
المؤشر الذي يدل على نجاح هذه الحيلة هو: نسيان صوت منبه الاستيقاظ!
حتى لو لم نمارس حياتنا بشكلها الطبيعي لأي ظرف كان وحتى إذا قال المثل "ليس باليد حيلة" فالنفس لها ألف حيلة!