الثقافة العطرية 


تعدّ الثقافة العطرية جزءًا مهمًا من التراث الإنساني حيث تعكس تفضيلات وتوجهات البشر تجاه الروائح والعطور على مر العصور ،

إنّ العطور ليست مجرد مواد تستخدم لتعزيز الرائحة الشخصية، بل هي عناصر ذات قيمة ثقافية واجتماعية عميقة ،تجمع الثقافة العطرية بين الفن والتاريخ وعلم النفس، وهي تشكل جزءًا من هوياتنا الشخصية والجماعية

فواز الزوير وسعيد القرني نموذجين لما تمثله الثقافة العطرية الأصيلة

فمن حيث تاريخ الثقافة العطرية يمتد تاريخ استخدام العطور والروائح العطرية إلى آلاف السنين فقد استُخدمت في العصور القديمة في الشرق والغرب على حدّ سواء، سواء لأغراض دينية أو لطقوس الجمال أو الاسترخاء ، فعلى سبيل المثال في مصر القديمة كانت العطور تستخدم في عبادات الآلهة ( وجب القول هنا أنّه لا إله إلاّ الله ) وتحنيط الموتى، وفي اليونان والرومان كانت العطور تستخدم كجزء من الاحتفالات والأنشطة الاجتماعية

أما من ناحية العطور والثقافات فتتنوع تفضيلات العطور بين مختلف الثقافات فمن اللافت للنظر أن بعض العطور تعتبر رمزًا للثقافة والهوية الوطنية وعلى سبيل المثال يُعتبر عطر العود جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العربية حيث يرتبط بالتقاليد والقيم العربية التقليدية ومن الجدير بالذكر أيضًا أن العطور تستخدم في بعض الثقافات لأغراض طبية وشفائية حيث يُعتقد أنها قادرة على تحسين المزاج والصحة العامة

ولا يمكن إغفال علاقة العطور بالفن إذ تعتبر العطور مصدر إلهام للفن والإبداع فقد ألهمت العطور العديد من الفنانين على مر العصور، سواء في مجال الأدب أو الفنون البصرية ويمكن للعطور أن تحمل رموزًا ومشاعر مختلفة ، وهذا ما جعلها مادة لا تقدر بثمن للفنانين الذين يسعون للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم من خلال تلك الروائح

وإذا ما أتينا على علاقة العطور بعلم النفس فهي علاقة ذات تأثير عميق إذ تُظهِر الأبحاث في هذا الصدد أن بعض الروائح قادرة على تحفيز المشاعر وتهدئة الأعصاب وتُعتبر العلاجات العطرية (العلاج بالعطور) جزءًا من علم النفس حيث يمكن استخدام العطور للمساعدة في التخفيف من التوتر والقلق وحتى تحسين النوم

ولا يخفى تأثير صناعة العطور على الاقتصاد فلا تقتصر الثقافة العطرية على الجانب الثقافي فحسب بل يمتد تأثيرها على الاقتصاد أيضًا، إذ تُعتبر صناعة العطور من أكثر الصناعات ربحًا في العالم، ويشهد هذا الحقل منافسة شرسة لابتكار عطور جديدة وفريدة ترضي ذائقة العملاء وتجذبهم

و لا يمكن الحديث عن الثقافة العطرية دون الإشارة إلى نموذجين سعوديين في هذا الجانب ممن تجدر الإشارة لهم عند تناول هذا الموضوع نظير ما يمثلونه من تجسيد للثقافة العطرية العالمية بصبغة محلية بما يقدمونه من عزف عطري بديع ، هذين النموذجين قامات سعودية فيما يتعلق بالثقافة العطرية وهم فواز الزوير مالك دار اكيان وسعيد القرني مالك دار يفوح وبدوري انصح في تجربة ما يقدمونه من فن  عطري من الطراز الرفيع

سبب حديثي عن هذا الموضوع وهو الثقافة العطرية هو رغبتي في الإشارة إلى أن ارتداء العطور ثقافة بل من جوهر الثقافة العطرية و لإرتداء العطور بروتوكولات يمليها الذوق العام وهي في تقديري تتلخص على النحو التالي :


١-التنسيق بين العطر والمناسبة: وتعني اختيار العطر الذي يتناسب مع نوع المناسبة والبيئة التي ستتواجد فيها ،عطرًا خفيفًا ومنعشًا للاستخدام اليومي، والعطور التي تتكون من مواد ثقيلة  للمناسبات الخاصة في المكان البارد أو في فصل الشتاء 


٢-الرش بشكل معتدل: تجنب رش العطر بكثرة لما قد يشكله هذا الأمر من إزعاج للآخرين


٣-عدم الخلط بين الروائح: عدم خلط عدة عطور معًا حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تشويه الرائحة وجعلها غير مستقرة


٤-الاعتدال: رائحة العطر يمكن أن تصبح عادة يومية لك، لذا حاول أن تختار عطرًا يكون له تأثير جذاب ومنعش دون أن يكون مزعجاً لغيرك 

٥- الحرص على العطور ذات الجودة والمأمونة صحياً .


في الختام إن استخدام العطر بشكل صحيح يمكن أن يعزز تجربتك الشخصية ناهيك عن ما يولده من شعور بالثقة والجاذبية،فالعطر يصبح جزء من هويتك وشخصيتك.

Join