القائد متناغم وحازم يستخدم النجاحات الصغيرة ويدعم من يقود
اليوم أتحدث عن أساسيات في قيادة الابتكارات وكيف يصبح القائد، قائدا متناغماً؟ مشكلة القيادة بشكل عام أنها من المواضيع التي طرقت بحثا ومازالت تطرق حتى اليوم ، ولكني أحببت أن أركز على ما يهمني منها وهو قيادة الابتكار والابداع أو كيف تقود مجموعة من المبدعين؟
مشكلة القيادة
يجب أن تعلم أن الإنسان يتصرف بشكل تلقائي بطريقة مختلفة بمجرد أن يستلم مركز قيادي حتى لو كان هناك شخصان وأمَّرت ثالثا عليهما فإنه سيتصرف مباشرة بطريقة مختلفة.
يعاني القادة بشكل عام من أربع مشاكل أو أمراض رئيسة: كقائد، أنت محور التركيز والاهتمام من قبل الأتباع، تركز على رغباتك الشخصية ، قليل الاهتمام بالغير، تتصرف فوق الأنظمة.
تجرية الكوكيز
تمت هذه التجربة في المعمل ولكن تستطيع تطبيقها على أي ثلاثة أشخاص إليك التجربة. تحتاج إلى ثلاثة أشخاص وطبق فيه خمسة كعكات (كوكيز). تبدأ فكرة التجربة من أننا جميعا نعرف أن العرف الاجتماعي استقر على أن لا احد يأخذ آخر كعكة في الصحن.
أحضر ثلاثة أشخاص واطلب من اثنين أن ينتجوا أفكارا واقتراحات عن أي موضوع (اصلاح قانون معين مثلا) واجعل الثالث قائدا مقيماً للأفكار والاقتراحات. حاول أن تصنع مناخا رسميا واطلب من القائد انه سيكون المسؤول عن جودة الاقتراحات. ضع صحن الكعك أمامهم. راقب صحن الكعكات ستجد التالي:
أن القائد غالبا يأخذ الكعكة الرابعة
يأكل القائد وفمه مفتوح او بلا مبالاة للياقة العامة اذا قارنته بالبقية
القائد سيترك الفتات المتناثر ويعتمد على الاثنين لتنظيف الفتات
لمعرفة المزيد عن التجربة في جامعة بيركلي إقرأ هنا.
كقائد، أنت محور تركيز وغالبا لا تدرك هذا
بمجر أن يستلم أحد القيادة، فإننا كثديات نتطلع للقائد ونوجه اهتمامنا له أغلب الوقت. ولهذا السبب تنظر القردة لقائدها كل 20 ثانية وهذا يفسر أحد أسباب اهتمام وهوس الناس بفضائح المشاهير وأخبارهم وبالذات القياديين منهم مثل الرؤساء والحكام. وأعتقد (في رأيي الشخصي) أن هذا أحد أهم الأسبابالمسؤولية التي فرضها الشرع الإسلامي في ثقافتنا الإسلامية على كل مسؤول (كلكم راع).
إن كثيراً من المدراء والقادة لا يعرفون أنفسهم كما يعرفهم الناس. فإذا كنت القائد فغالبا من تديرهم، يعرفون أنك تعاني من ضغط معين أو أنك تفكر في مشكلة ما أو انك مسترخ أو مسرور. ولهذا نسمع دائما في المسلسلات الخليجية عندما يأتي الموظف ويسأل السكرتير “كيف أبو فلان؟” يسأل عن مزاجه وغالبا المساعد يعرف “أبو فلان” جيدا وغالبا “أبا فلان” لا يعرف هذا عن نفسه. فكم من شخص يعتقد أنه طيب ومتسامح ولو سألت من تحته تسمع جوابا آخر.
والحل؟
حول المشكلة إلى فرصة إيجابية بأن تعرف نفسك جيدا عن طريق فتح تواصل بينك وبين من ترأسهم وبصفة دورية. تعلمت أن ما يسمى باجتماعات الحوار الشهرية (Monthly 1:1) جدا مفيدة في تكوين صورة عن نفسك من خلال الاستماع لمن ترأسهم (إذا أردت أن تتعلم أكثر عن كيفية إدارة هذه الاجتماعات ، إقرأ هنا).
أيضا كن قدوة حسنة وازرع التصرفات الجيدة التي تريدها في موظفيك عن طريق تطبيقها على نفسك أولا. فمثل لو كنت تعاني من تأخر الموظفين ، فاحرص أن تكون أول الملتزمين لكي يتبعوك بشكل تلقائي وإياك والتساهل في الحدود التي تضعها لهم لأنك لو انتهكتها ، أعطيت للباقين الرخصة اللازمة لانتهاك الحدود التي وضعتها.
من المهم ان تعرف انك على المسرح طوال الوقت أمام من تقود ، لذا تأكد أن تبتسم وتبدو كما تريد أن ترى نفسك على المسرح.
بعد أن أدركت الأمراض التي تصيب القادة، يجب أن تعرف أن القائد الناجح هو قائد متناغم وحازم يستخدم النجاحات الصغيرة ويدعم من يقودهم
أولا: كن متناغماً
القائد المتناغم هو قائد مهووس بنفسه (بطريقة جيدة طبعا) لأنه يقرأ تصرفاته في عيون من يقودهم ويعرف نفسه جيدا ولكنه في نفس الوقت هو قارئ جيد للأشخاص يعرف من يقود يعرف قدراتهم ويعرف أحوالهم. لذا القائد المتناغم يتميز بشيئين رئيسيين هما الاستماع الجيد وطرح الأسئلة الجيدة.
الميزة الأولى تمكن القائد أن يعرف من يقود ويعرف نفسه بالدرجة الأولى. لذا يجب أن تصنع مناخا جيدا مبنى الصراحة بينك وبين من تقود بحيث يستطيعون أن يقولوا ما يريدون (انتبه ليس في العلن أو أمام الناس) وتجده متصلا بالناس يعرف ما يدور بهم. من المهم أن تكون على اطلاع جيد بما يسمى مهارات الذكاء العاطفي. أقترح عليك أن تبدأ باختبار بسيط في الذكاء العاطفي لترى مستواك في قراءة من تقود.
أما الميزة الثانية هي أن القائد المتناغم يطرح الأسئلة الجيدة. عندما تقع في مشكلة ما أو تريد أن تفكر في مسألة معقدة ، تكلم مع أكثر من ثلاثة اشخاص بانفراد واسأل كل شخص ثلاثة أسئلة عن المشكلة. ومن ثم ارجع وفكر في حل مشكلتك ، ستجد أنك جمعت عدة منظورات للمسألة الواحدة وبالتالي تخرج بنتائج عظيمة. والأسئلة الجيدة هي أسئلة تجعل المتلقي يفكر ويتأمل في سؤالك بعد أن تتركه.
ثانيا: كن حازما
من المهم أن تعرف أن من يريد قيادة الابداع يجب أن يكون حازما يدفع الفريق دائما نحو الأفضل وتحقيق نتائج أفضل من المرة السابقة. القادة الحازمين هم قادة في تحكم كامل بمن يقودون. ولكن من المهم أن توازن في التفريق بين العمل الابداعي والعمل الروتيني وبالتالي تحدد كيف تستطيع أن تتعامل مع الموقف ولكن يجب عليك أولا مراقبة الموقف فإذا كان:
الفريق يتواصل جيدا مع بعضه ضع البعض ، الجميع يستمع لبعض ، يقررون فيما بينهم ومن ثم تشاهد الانتاج يستمر. “في هذه الحالة يجب ان لا تتدخل وتترك العجلة تسير“
الفريق يتواصل جيدا مع بعضه ضع البعض ، الجميع يستمع لبعض ، ولكن لا يتوصلون لقرار او لا يخطون نحو الانتاج. “في هذه الحالة يجب أن تتدخل بوضع تواريخ للتسليم ودفع الفريق لاتخاذ القرار والانتاج” هذه أحد المشاكل المشهورة عند القادة الأكاديميين ، وهي الخوف من اتخاذ القرار.
الفريق لا يتواصل جيدا مع بعضه ضع البعض. “ في هذه الحالة يجب ان تتدخل وتحل مشكلة التواصل بين الفريق”.
أيضا يجب أن تترك الفريق يتعلم ويتخذ القرارت ويخطيء فبها ، وتذكر أن مهمتك وضع مناخ آمن للخطاء (كما تكلمنا سابقا). كما يجب أن تعلم الفريق أنك لن تتدخل إلا إذا طلبوا منك التدخل أو في حالة ضعف التواصل أو ضعف الإنتاج أو حالة وجود تغييرات طارئة في خطة الفريق. تذكر أنك إذا زرعت نبتة فإنك لا تنبش البذرة لترى ما حصل ، بل تنتظر حتى تنمو وتقومها وهي تنمو.
ملاحظة أخيرة عن الحزم هي أن ما تعمله مع العمل الابتكاري غير ما تعمله مع العمل الروتيني. فالعمل الروتيني يحتاج قوانين أكثر ومتابعة دورية ومساحة أقل للأخطاء وقد ترسم لهم طريقا لاتخاذ المعدة.