الابتكار والإبداع
التقاطع بين الإنسانية والتكنولوجيا
إن الأصل في الابتكارات كانت في يوم ما أفكار إبداعية طبقت على أرض الواقع على شكل منتجات وخدمات. فإذا تكلمنا بشكل مبسط فإن معادلة الابتكار هي:
الابتكار = إبداع + تطبيق
كما يحب أن يبسطها البروفيسور روبرت أو بوب ساتون.
كثير من الأفكار الإبداعية تأخذ فترات طويلة من التجارب والفشل حتى تصل إلى الشكل القابل للتطبيق ، ولكن رحلة التطبيق صعبة حيث أنها تأخذ وقتا وجهدا أكثر وهي التي تحول الإبداع إلى إبتكار. فمثلا استغرق أحد المهندسين ثلاث سنوات ليصنع حذاء ثلجي بطريقة عصرية بدأت من فكرة صغيرة. ولكنه احتاج خمسة سنوات أخرى ليجعل حذائه في حيز التطبيق حيث اهتم بخلق سوق جديدة للحذاء والتعاون مع المنتجعات الثلجية ليبيعوا الحذاء وتطوير المنتجعات لجعلها مكانا مناسبا لمستخدمي الحذاء الثلجي حيث أن كل هذا لم يكن متوفرا قبل أن يخترع الحذاء الثلجي.
الإبداع في حقيقته هو خلق جديد من قديم (موجود)! بمعنى أنك تستطيع أن تحضر أفكارا قديمة (موجودة) إلى منتجات جديدة أو أشخاص جدد أو أماكن جديدة فتكون فكرة إبداعية. أو أن توجد مجموعة جديدة من أفكار قديمة!
ببساطة الإبداع هو أن تجد أماكن جديدة لتضع أفكارك فيها أو تجميع أفكار من الآخرين لتستعملها مع أفكارك الأخرى
لو نظرنا إلى أول جهاز آيبود iPod لوجدنا أن شركة أبل جمعت الجهاز من السوق وقامت بتغليفه بشكل جديد وواجهة استخدام جديدة وقد استغرق ثمانية أشهر (تاريخ الآيبود في ويكيبيديا ) فهذا مثال على تجميع أفكار قديمة بشكل جديد وضمها إلى أفكارك.
أحد الابتكارات الأخرى أيضا هي فكرة الكتاب السنوي في مجلة “الناس” أو “بيبول” الأمريكية. الكتاب السنوي هو فكرة قديمة تنتشر في المدارس في الولايات المتحدة الأمريكة ويحتوي على صور الطلبة في تلك السنة وملخص لأبرز الأحداث في المدرسة. قامت المجلة وأصدرت كتابا سنويا عن أبرز الأحداث في عالم المشاهير والموضة. وهذه كانت المرة الأولى أن يعمل كتابا سنويا في عالم المشاهير وأصاب شهرة كبيرة وأرباح كبيرة للمجلة. فهذا مثال آخر لفكرة قديمة أحضرت لمنتج جديد وأماكن وأشخاص جدد.
في النهاية أحب أن أختم بمقولة لستيف جوبز:
أحب أن أعيش في التقاطع بين الإنسانية والتكنولوجيا
ستيف جوبز
“” في هذا التقاطع حقيقة يصنع الابتكار وهنا تغير حياة الناس وتطور للأحسن. إسأل نفسك اليوم ما هو التقاطع التي تعيش فيه؟