أنسنة الأمومة
لا يوجد رابطة أقوى وثاقاً وتأثيراً ومصيريةً من رابطة الأم بطفلها. يتغربل كيان المرأة كاملاً، استعداداً لرابطةٍ كهذه، ابتداءً بجسدها، عاطفتها، وقتها، خططها، وروتينها. تعاد صياغة كل تفاصيل حياتها، لتسع الحياة الجديدة القادمة.
نادراً ما يُحكى عن هذه الغربلة، ما يحدث داخل جسد المرأة وعقلها محفوفٌ بالصمت. ربما لأن الأمومة غارقة -منذ القِدم- في محيط المثالية. يُنظر إلى الأمومة كمعجزة، لا تحتاج المعجزة إلى الفهم والتفسير، يكفي أن نقول فقط بأنها معجزة، وأن النساء -بفطرتهن- يمكنهن تحقيق هذه المعجزة!
هذه المثالية انتزعت من هذا الدور إنسانيته. حتى صار من السهل إخراجه من دائرة الأدوار البشرية إلى أحد الطرفين: الشيطنة أو التقديس.
فهل يمكن أن تستعيد الأمومة إنسانيتها؟
الأمومة بين المعايير الاجتماعية والشعور بالذنب
يعد الإنجاب حدث عادي ومألوف، إلا أنه بالنسبة للمرأة حدثٌ جلل. لا يمكن لامرأةٍ تمتلك حساً عالياً بأمومتها إلا أن تكون محمومةً بالشعور بالمسؤولية، وإن سهت، تذكرها كل خليةٍ في جسدها بأنها أم
قد تتحول هذه المسؤولية الأخلاقية تجاه توفير البيئة الأمثل للأطفال، إلى شعور مزمن بالذنب
لا يرتبط الشعور بالذنب بالتقصير فقط، ولا بتمزق المرأة الحديثة بين العمل والأمومة، بل ينبثق أحياناً من نموذج مثالي للأمومة، حيث لا نهاية لما يمكن أن تقدمه الأم لطفلها من حب وحماية واستثمار في الوقت والتعليم.
في هذا الاقتباس لإيمان مرسال من كتابها (كيف تلتئم: عن الأمومة وأشباحها) والذي كتبت فيه حول اختلاف الأمومة في المتن العام عن الأمومة بوصفها خبرة شخصية، وصفت الشعور بالذنب كنتيجة للمعايير والتوقعات الثقيلة اللانهائية الملقاة على عاتق الأمهات.
في مراجعة بحثية شملت 115 بحث حول المعايير الاجتماعية للأمومة، واستجابة الأمهات لها، أظهرت النتائج أن أحد أهم الاستجابات العاطفية التي تكررت بشكل بارز لدى الأمهات هو الشعور بالذنب. هذه الأبحاث التي أجريت في سياقات ثقافية ومجتمعية مختلفة أشارت إلى أن الشعور بالذنب يمثل قوة تنظيمية في حياة الأمهات، أثناء سعيهن للالتزام بكونهن المسؤول الأول عن نمو أطفالهم وصحتهم ورفاههم.
الأمهات "الجيدات" لا يتمتعن بالرضا الكافي أبدًا، لأنه بإمكانهن دائمًا بذل جهد أكبر: يمكن دائما قضاء وقت أكثر مع الأطفال، توفير غذاء أكثر جودة، تقديم المزيد من وسائل الترفيه، تعليم مهارات جديدة، هناك دائماً خيارات لا نهائية يمكن تقديمها للأطفال. أبلغت الأمهات في هذه المراجعة عن التكلفة العاطفية لهذا الضغط النفسي (القلق - الذنب - العار). بينما لم تظهر النتائج لدى الآباء مثل هذه التكلفة العاطفية.
المعايير الاجتماعية للأمومة: بين ما نعتقده عن هذا الدور، وما هو عليه بالفعل
معيار الأم الجيدة:
هذا المعيار يعتمد على القدر الذي تقدمه الأم من التضحيات، كلما قدمت أكثر، كانت جيدة أكثر. إنه يضع الأم على منعطف حرج، يصل بها إلى خارج مسار حياتها.
كل أمومةٍ تقوم على درجة من العطاء، وتقديم احتياجات الطفل على الذات، وإلا لن يتمكن أيُّ طفلٍ من العيش. لكن هناك دافعٌ قوي لكبح الحب الأمومي من الانقياد إلى نكران الذات - لأنه عند هذه النقطة تحديداً، حين تدفن الأم كل احتياجاتها ورغباتها من أجل أطفالها، لا تموت. بل تنتقل إلى موضع آخر. تصبح حياة الأم متعلقةً بمصير أطفالها، فتعيش من خلالهم، وليس لأجلهم!
وهنا يحضرني تساؤل يسرى مقدم: “أي حبٍ هو هذا الذي يمكن أن نرثه من أمهاتٍ يحترفن موتهن الخاص؟”
تُتوارث الجروح من هذه البؤرة، جرح الأم mother wound يحدث حين لا يبقى مكان آمن للأمهات ليحتوين مشاعرهن وأحلامهن، فيقعن في وحل نكران الذات.
تحمل بعض النساء جراح أمهاتهن بشكل لا موعي، حين تشهد الابنة على تضحيات الأم في أمومتها لها، يظل هذا العبء يتجول في داخلها حتى تكبر. وفقا للتطور الذهني المحدود للطفل، فإنها غالبا سترى نفسها مسؤولةً عن كل ما يحدث لوالدتها، وهذا يولد باستمرار شعور عميق بالذنب (طالما لم تتعامل معه بوعي مباشر). الابنة التي ترى والدتها مستنزفة تماماً في رعايتها، ستصدق -بشكلٍ ما- أنها هي من سلبت والدتها حق الحياة.
معيار الأم السعيدة:
حين يكون الحكم على جودة الأمومة بناء على ما تشعر به الأم، وفقاً لهذا المعيار لا بد أن تكوني سعيدة وراضية، وإلا فشلتي فشلاً ذريعاً في أن تكوني أماً. ليس من النادر أن تخبئ الأم غضبها وحزنها رعباً من أن تُحاكم بقسوة. يلقي هذا المعيار بظلاله تقريباً على جميع الأمهات، إذ أن تجربة الأمومة تحوي في جوهرها قدراً من الألم و الحزن والخوف والإنهاك والارتباك، يمكن القول بأن الأمومة انتهاك صارخ للمزاج، إذ لا يعود مزاج الأم شأناً خاصًا بها. بل يصبح أشبه بالحق العام.
هناك تجاهل لهذا الجانب من الأمومة، في مقابل اعتبار مشاعر البهجة هي الشكل الوحيد المتوقع و المقبول للاستجابة لهذه الخبرة.
ليس الحديث عن اكتئاب ما بعد الولادة، بل عن المشاعر الطبيعية التي يستحدثها الوضع الجديد في نفس الأم: الانزعاج، الغضب، والتعب. كم هو سيء أن تشعر بعض الأمهات بالسوء تجاه أنفسهن، ويحاكمن أمومتهن بالفشل، حين لا يستوفين معيار السعادة !
الحدود بين حياة الأمهات وأطفالهن
لا مناص من تشابك مصائر الأمهات وأطفالهن، وهذا يستدعي ضرورة رفع عتبات مداخل حياة كلا الطرفين، لأنها في النهاية حيواتٌ منفصلة، واستبقاءها في منطقة حياة واحدة يحدث الفوضى والضرر.
ليس علينا تملك حيواتهم، وتشكيلها، ولا تعويض ما فاتنا من حياةٍ باستخدامها
يوجد اعتقاد ضمني بأنه من مهام الأم تشكيل الطفل وتقديمه إلى هذا العالم كمنتج خاص بها!
لا يولد الطفل فارغاً، لا يصنع الأطفال، ويبرمجون كالروبوتات، يولد الأطفال مهيئين جزئياً لما سيكونون عليه، وظيفة العائلة أن تحتضن وترعى وتوجّه هذا الإمكانيات نحو السواء الأخلاقي والنفسي.
وهنا استحضر تشبيها لا أتذكر كاتبه، يقول: " لا تكن النجار الذي يحاول تشكيل الطفل، كن البستاني الذي يرعاه حتى ينمو ويثمر بأفضل طريقة ممكنة."
لا يوجد ماهو أكثر عبء على الطفل من حياة والديه غير المعاشة
كارل يونغ
لو أن هناك شيء علينا أن نحمي أطفالنا منه فهو رغباتنا غير الملباة، طموحاتنا الذابلة، علينا ألا نأخذهم إلى أراضي حيواتنا المهجورة، ليعمروها لنا.
لم يأتوا لتحقيق ذلك، لم يأتوا ليكونوا النسخ الأفضل منا، لم يأتوا ليرمموا ما دمرناه. وإن كانوا يفعلون ذلك في كثير من الأحيان: يحبون، يرممون، ويروون الأراضي القاحلة. إلا أن ذلك لا يجب أن يكون مخططاً له، لا يجب أن يكون هدفاً للوالدين أبداً. فالتطلع لذلك قد يكون ساماً بشكل لا يمكن تصوره.
الأمومة كهوية
التماهي مع دور الأم كهوية وحيدة يحصر قدرة المرأة على العطاء الصحي، إذا كان لا يوجد منفذ آخر يمكن للمرأة أن تجد نفسها فيه -غير أمومتها- فربما ستنضب قدرتها على العطاء.
وجود الأم في أدوار أخرى تغذي ذاتيتها أمر مهم، ليس بالضرورة أن يكون ذلك حصراً بالوظيفة، فهناك من تعمل ولكنها تعوّل بشكل مبالغ فيه على هويتها كأم، وتقع في نفس المحظور.
الانشغال بهوايات، اهتمامات، أنشطة خاصة، أمر كفيل بأن يساعد الأم على تحرير نفسها من الوسط المكثف للأمومة. وتحرير أبناءها من أن يكونوا عرضةً لمحاولات التحكم، أو الحماية الزائدة.
متى يكون الشعور بالذنب صحي، ومتى يكون غير صحي؟
قاعدة بسيطة أزعم أنها قادرة على وضع الحد الفاصل بين الشعور الصحي الضروري بالذنب، والشعور غير الصحي الذي يمثل عبئاً نفسياً لا جدوي منه، وهي:
إذا كان هذا الشعور يُحدِث تحول ملموس في سلوكك يتسق مع قيمك، وتشعر بالرضا بعد الاستجابة له، فهو شعور صحي. أما إذا كان يقودك إلى اللوم الأجوف للذات، والشعور بالسوء تجاهها، فهو غالبا قيد نفسي يحد من وصولك إلى ماهو قيم بالنسبة إليك.
مبادئ نفسية للتعامل مع الشعور بالذنب
هناك مبدأين من أهم المبادئ النفسية التي أنصفت الأمومة، ويمكن توظيفها للتعامل مع الشعور بالذنب بشكل فعال:
مبدأ جيد بما فيه الكفاية Good Enough Parenting
صاغ هذا المبدأ المحلل النفسي دونالد وينيكوت في الخمسينيات من القرن الماضي ,عمل وينيكوت مع الأمهات وأطفالهن، وواجه خلال عمله آباء وأمهات شعروا بخيبة أمل عميقة بشأن أنفسهم. كانوا يخجلون من شجاراتهم، لحظات الغضب، مزاجهم السيء، الملل من أطفالهم، وأخطاؤهم الكثيرة. لكن ما أصابه بالدهشة هو أن هؤلاء الذين شعروا بهذه المشاعر، لم يكونوا في الغالب آباء سيئين على الإطلاق. كانوا محبين، لطيفين، ومهتمين جدا بأطفالهم،، حاولوا جاهدين تلبية احتياجاتهم، وفهم مشاكلهم بأفضل ما يمكن.
كآباء كانوا مناسبين تماماً بأن يوصفوا بجملة مهمة لا تُنسى: "جيدون بما فيه الكفاية". وضع وينيكوت إصبعه على قضيةٍ حاسمة. فكثيراً ما نعذب أنفسنا لأن لدينا في أذهاننا رؤية متطلبة -بينما هي في الواقع مستحيلة- لِما يُفترض أن نكون عليه. لا تنشأ هذه الرؤية من نظرة واقعية ومتأنية لما يمكن أن يفعله الأشخاص الحقيقيون. بل تنشأ من خيال مثالي مستمد من الأثير الثقافي٠
تبني مبدأ "جيد بما فيه الكفاية" يمكن أن يحيدنا عن المثالية التي تجعلنا نشعر باليأس والفشل على الرغم من أننا نفعل الكثير من الأمور الجيدة٠
مبدأ التمزق والإصلاح Rupture And Repair
آحد الأمور الجوهرية للحفاظ على علاقات صحية هي القدرة على ترميم الأضرار التي تحدث فيها، و إعادة الثقة والأمان في العلاقة، من الطبيعي أن نخفق أحياناً في التواصل مع الأطفال، قد يحدث ذلك من خلال خصام حاد بينك وبين طفلك، أو نوبة غضب، أو أي موقف تضطرين فيه إلى تقديم احتياجاتك على احتياجات طفلك. أياً يكن الضرر الحاصل فإنه يمكن إصلاحه، القدرة على الإصلاح مهارة عاطفية يمكن اكتسابها، وقد تبدو غائبة عن أذهان من لم يجربوا كيف يمكن للأمور أن تصبح أفضل بعد أن تسوء!
لا تغيب عن ذهني نقطة أن جزء من الشعور بالذنب والخوف بعد هذه المواقف، مكتسب من خطاب علم النفس الموجه للوالدين حول تأثير مرحلة الطفولة على الصحة النفسية للإنسان. هناك تحذيرات وتوجيهات حول هذا الموضوع، لكن الكيفية التي يحدث من خلالها هذا التأثير شبه غائبة في الغالب عن مثل هذه الخطابات.
قد يظن البعض بأن هذه المواقف العابرة بمثابة ختم أبدي يوضع على جبين الطفل حتى يكبر. وهذا غير صحيح. الطفل يتأثر بالأذى المتسق المتكرر الذي لا يتبعه أي محاولات للإصلاح، هناك أمهات يتساءلن بجدية: هل ابني تعقد نفسياً لأني صرخت عليه؟ هل طفلي يتأثر بمزاجي العرضي السيء؟
والأسئلة الصحيحة التي يجب أن توليها الأم اهتمامها هي: كيف أرمم مثل هذه المواقف؟ ما الذي افعله بعد أن تهدأ ثورة غضبي؟ ماذا أقول حين استوعب بأن تصرفي كان خاطئاً في حق طفلي، أو ردة فعلي كان مبالغ فيها؟
ستخطأين لا محالة، سيسوء مزاجك، ستثورين غضباً في لحظة ما، ستجدين نفسك مهملة بعض الأيام الصعبة لبعض احتياجات طفلك. وهذا طبيعي. ما تفعلينه بعد حدوث هذه المواقف قادر على ترميم اللحظة وتحويلها إلى فرصة ثمينة للنمو. يجسد هذا المبدأ بشكل جميل الفن الياباني kintsukuroi فن ترميم الأواني المكسورة بالذهب المذاب، و الرمزية التي يحملها هذا الفن هي أن حدوث النقص والعطب يمكن تداركه، يمكننا استعادة ما كنا على وشك أن نفقده، وإضافة بعد جمالي جديد عليه.
يتضمن الإصلاح وفقا لهذا المبدأ الخطوات التالية:
الاعتذار في حال كان انفعالك أو ردة فعلك آذت مشاعر الطفل، أو قللت من احترامه " أنا اعتذر لأني صرخت عليك وأخفتك"
شرح مشاعرك ودوافع سلوكك " صرخت عليك لأني كنت خائفة عليك من أن تحترق لاقترابك من الموقد"
تعليم الطفل بلطف كيف يعدل سلوكه " عليك ألا تقترب مرة أخرى من الموقد، لأنه خطير، وأنا أحبك ولا أريدك أن تتألم."
هكذا يتعلم الطفل تعديل سلوكه، و يتأكد من أنه لا يزال محبوباً. وعلى المدى الطويل، سيوقن بأن حبك متجاوز لأي ضرر حاصل في العلاقة، وأن الأمور يمكن أن تصبح أفضل بعد أن تسوء، وسيكتسب مرونة أكبر في علاقاته حين يكبر.
هذه الهبة العظيمة التي سيحصل عليها الطفل من الأم التي تقر لنفسها بإنسانيتها.
إن شكل الأمومة متوائم تماماً مع شكل الحياة، ولا عجب، إذ هي نقطة انبثاقها. إنها حفلة تعقيد صاخبة مشوبة بالكثير من المفارقات؛ حيث يمتد الألم والبهجة من نفس الجذور. ولا يمكن إلا أن ينموان معاً. كل ما تحتاجه الأمهات هو أن يجدن محيطاً يتقبل هذه الازدواجية والتعقيد، ويقر بكل جوانب هذه الخبرة. قد يأخذ الأمر زمناً حتى تعتاد الأم على اقتحام حياةٍ جديدةٍ لعالمها، وحين تدير الأمر بشكل جيد، ستضاف أبعاداً لا نهائية من جمال الحياة بداخلها.
في النهاية، الأمر ككل لا يخص الأم وحدها، إن رعاية طفل لينمو سوياً بشكل مستقل، تتطلب بيئة أمنة، شبكة اجتماعية داعمة، محورها الأم والأب، وامتدادها إلى الأقارب، أنظمة منصفة، تضع الأمومة ومهامها في الاعتبار. يحلو للبعض الاستمرار بتعظيم دور الأم، وما تقوم به من جهود فردية، أكثر من النداء بضرورة وجود الأنظمة المراعية والمحيط الداعم والتسهيلات.
لم اتفاجأ حين سمعت بالمصادفة قبل أيام رجلٌ يتحدث -بأسى- من منبر الخبير، عن تزعزع الصورة الجميلة للأمومة.
ماذا يمكن أن يعرف هذا الرجل عن الأمومة غير البُعد الذي أختار أن يراه؟ إنه مذعورٌ من فكرة أن هناك أبعاد أخرى لذات الصورة!
هناك رائحة موت يطال دخانها من تصغي إلى قصة الأمومة المسرودة دون أن تعيش لبها!
الأمومة شاسعة، لا ترتدي رداء الأمومة الجاهز الضيق، لا تتبعي السرد القديم، اكتبي سردك بيدك.
لا يحتاج العالم إلى صورةٍ جميلةٍ للأمومة مغرّقةٍ بالقدسية، تتموّه بها الأمهات، ويمتن خلفها. يحتاج هذا العالم إلى أرواح الأمهات الحيّة الحقيقية التي تعطي الحب نقيًا، وتضفي الجمال على كل الصور.
المصادر:
كيف تلتئم: عن الأمومة وأشباحها، إيمان مرسال.
Schmidt, E. M., Décieux, F., Zartler, U., & Schnor, C. (2022). What makes a good mother? Two decades of research reflecting social norms of motherhood. Journal of Family Theory & Review.