خلوة الرسول ﷺ في غار حراء
التأهيل الرباني
ماهو غار حراء
هو المكان الذي كان يختلي فيه الرسول ﷺ في البداية قبل نزول القرآن عليه، وفيه نزل عليه الوحي لأول مرة ، يقع غار حراء في جبل النور، الذي سمّي بهذا الاسم لظهور أنوار النبوة فيه، وهو جبل تشبه قمته سنام الجمل، ويبلغ ارتفاعه 624 متراً، ويبعد 4 كيلومتراً بالاتجاه الشمالي الشرقي من مكة المكرمة . ويتكوّن غار حراء من فتحة في داخل صخور جبل النور يبلغ طولها 4 أذرع، وعرضها ذراع وثلاثة أرباع الذراع، ومساحته صغيرة جداً ولا تتسع سوى لعدد قليل من الأشخاص، كما أنّ مدخله ضيّق جداً، ويمكن الدخول إليه فقط عبر إمالة الرأس؛ لتخطي الانحناءات الكثيرة الموجودة هناك، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن رؤية مكة المكرمة من أعلى جبل النور.
تعبد الرسول ﷺ في غار حراء
أن الرسول ﷺ كان يختلي في غار حراء بنفسه شهرًا في السنة لعدَّة سنوات قبل البعثة ، حيث كان الرسول ﷺ يتزود من ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها يأخذ الزاد ويأتي الى هذا الغار
وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و ارضاها يتحنث ليالي ذات عدد ويعود الى بيته فـ هو يجمع ما بين الخلوة وصفاء النفس والتفكر والبُعد حِساً ومعنى عن ماعليه قُريش من الرذائل وفي نفس الوقت لا يترك أهله في ضياع يتحنث ليالي ذات عدد أي يسهل عدها ولا تطول ثُم ينزل فـ يرى زوجته خديجة وقد ألفت ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وهو الى الآن لم ينبأ ولم يُرسل ولا تعلم عنه أكثر من أنه رجُل عز في الرجال مثله تراقب صنيعه وكرمه وصبره و إغاثته للملهوف وإعانة الناس على الحق و بعده عن الرذائل فـ لم يتعلق بما تتعلق به قريش من الرذائل ولا طرفت عين ولا أقل من ذلك لا الأصنام كان يعبدها
بـل رسولنا ﷺ كان يُبغض هذه الأصنام، ويُدرك أنها ليست الطريقة السليمة للوصول إلى الله عز وجل، وظهر هذا البغض للأصنام في قصة حياته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة في أكثر من موقف؛ منها: ما كان من حواره مع خديجة رضي الله عنها قبل البعثة -على الأغلب- حين قال لها: "أَيْ خَدِيجَةُ، وَاللهِ لاَ أَعْبُدُ اللاَّتَ، وَاللهِ لاَ أَعْبُدُ الْعُزَّى أَبَدًا". فردَّت عليه خَدِيجَةُ: خَلِّ اللاَّتَ، خَلِّ الْعُزَّى.
- واللات، العزى هي الأصنام التي عبدها العرب قبل الإسلام.
.اللات.
اسم صنم كانت تعبده ثقيف وتعطف عليه العزّى, فورد أنها صخرة كان يجلس عليها رجل كان يبيع السمن واللبن للحُجّاج في الزمن الأول, وقيل إن اللاّتّ كان يَلتّ له السويقَ للحجّ على صخرة معروفة تسمى صخرة اللاتّ، وكان اللاتّ رجلاً من ثقيف، فلما مات قال لهم عمرو بن لحيّ: لم يمت ولكن دخل في الصخرة، ثم أمرهم بعبادتها وأن يبنوا عليها بنياناً يسمّى اللات, وقيل: كانت صخرة بيضاء مربعة بَنت عليها ثقيف بنية.
.العزى.
إن أهل التأويل اختلفوا فيها ، فقال بعضهم : كانت شجرات يعبدونها .
وهو قول مجاهد .
وقال آخرون : كانت العُزَّى حَجَرا أبيض ، وهو قول سعيد بن جبير .
وقال آخرون : كان بيتا بالطائف تعبده ثقيف ، وهو قول ابن زيد .
وقال آخرون : بل كانت ببطن نَخْلة " انتهى بمعناه من " تفسير الطبري "
والراجح أن العزى كانت بيتا بنخلة يعبدونه ويعظمونه كما يعظمون الكعبة ، على ثلاث شجرات مقدسة عندهم ، فيها شيطانة ، فيعبدون البيت ويطوفون به ، وتكلمهم هذه الشيطانة من داخله ، فتزيدهم غيا إلى غيهم ، وضلالا إلى ضلالهم ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه ، فهدم البيت ، وقطع الشجرات ، وقتل الشيطانة - وهي التي كانوا يعبدونها في الحقيقة من دون الله .
كما آن الرسول ﷺ لا الخمر كان يشربها ولا الرذائل كان يأتيها صلى الله عليه وسلم
فـ كان يتحنث ينقطع يتخلص من كل نقص وإثم ويطلع من ذلك الجبل على الكعبة فيأتيه من نورها ما يأتيه ويرى القوم في مقامهم الحقيقي لأنه يشرف عليهم من علو
حتى أتم أربعين عام في شهر رمضان من ذلك العام قدم للجبل وارتقاه كما جرت به سننه من قبل و زودته خديجة رضي الله عليها بالطعام والشراب كما كانت تزوده من قبل وصعد الجبل ولكن تلك الليلة كانت ليلة مُختلفة كُلياً حيث كان الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- معتكفاً فيه مرّة فدخل عليه فجأة جبريل -عليه السّلام- بهيئة رجل لا يعرفه ولم يره من قبل، ولم يكن ذلك شيئاً مخيفاً إلى حدٍّ كبير إلّا إنّ ما أخاف الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هو الطريقة التي عامله بها، فقد قال جبريل -عليه السّلام- لرسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- مباشرةً عند دخوله عليه (اقرأ)، حيث كان الرّسول أميّاً لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولا يعرف ماذا يريد منه هذا الرجل فأجابه: (ما أنا بقارئ)، فقام جبريل -عليه السّلام- بالاقتراب من الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- واحتضانه بشدّة حتى بلغ به الجهد والتعب، ثمّ تركه وأعاد القول له: (اقرأ)، فأجاب رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- مرّةً أخرى: (ما أنا بقارئ)، فاحتضنه جبريل -عليه السّلام- مرّةً ثانية بشدّة حتى بلغ التعب من الرسول ثمّ تركه وأعاد الأمر عليه مرّةً ثالثة فقال له: (اقرأ)، فأجاب الرّسول مجدّداً: (ما أنا بقارئ)، فاحتضنه جبريل -عليه السّلام- مرّةً أخيرة بشدّة كبيرة حتى تعب الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ تركه وقرأ عليه أوّل آيات نزلت من القرآن الكريم وهي قول الله عزّ وجلّ: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).