إسمي أزرق وأنا أرسم مشاعرك

- المجموعة الكتابية الغير خالدة -

لا أجيد كتابة المقدمات, لذلك لن أقرع جرس الباب ستجدني خرجت من ثلاجة المطبخ بلا سابق إنذار, أحضر من منتصف المنزل وكما هو الوضع هنا من منتصف الموضوع. سأخبرك بمبدأ بسيط وجدته ملقى على قارعة الطريق. نعم نعم, أعلم ما الذي ستقولون. إن كان به فائدة لما رماه صاحبه! أعلم ذلك, كلامك منطقي وهذا ما فكرت به حتى لمحت عيناي ما كُتب. لذلك ما رأيك أن نعطيه فرصة؟ 

ما تراه يراه الأخر.

ما تبصره لا يبصره الأخر.

بلا إسم -

سأحتاج بصيرتك كما قال ذاك الشخص فبصيرتي لا تكفي.

Peter Szumowski

رباعية بيتر المدرجة من قِبَّلي تبدي الكثير من البهجة والترابط الجميل والعذب.

أرى هذه الأعمال وأعي أنه لا يريد الهرب, أعلم ذلك لأنني هارب وأستشعر هذه الرغبة. الألوان خلابه بلا شك والرابط الأصل في أغلب لوحاته هو كلمة “تواصل” يعيد بناءه وترتيبه بلا كل تلك المشاعر المشتته للبقاء. جميع لوحاته تدعو إلى الحنين للمنزل, وأعني بالمنزل أي الأشخاص الذين هم وطن المرء, هم ذكرياته. وليس مجموعة من الأراضي التي تنازع عليها أباؤنا الأولون, أو قطعة عقارية بها الكثير من الجدران. الغربة تتجسد هنا حين لا نكون بين “منازلنا”. هذا ما يقوله بيتر في رسوماته: “هذه هي سعادتي”.

تتجسد اللوحات بـ(عائلة),(مجتمع),(عشيق/ة)و(الشخص بعينه) للتساوي مجتمعةً تواصل.

لكن لأولد تساؤلًا, لا وجوه هنا, جميع المشاهد ترسم من الخلف. وكأنهم لا يأبهون بك, لا يريدون أن تُدنس لحظاتهم.


Gianni De Conno

الرباعية الوحيده التي أظهرها جياني للنور ورسمت بهذا المنظور الذي سأدعوه بـ”الرسم المسرحي”. بالطبع الألوان مختلفة عن صديقنا السابق, فها هو يستخدم أشد الألوان لدفعنا إلى البؤس. هناك قصة تتابعيه بلا شك. تبدأ بذات الرداء الأخضر وتنتهي إلى ذات الفستان الأحمر. وهذا ما يريدنا الرسام أن نفهمه. من الطفل في الصورة الأولى؟ هناك مأساه يترجمها كل منا على حدى. حين نعطي كل رسمة فعلًا يعبر عنها, يمكننا حينها أن نسقطها على المأساه أجمع.

تتجسد اللوحات هنا لتساوي إكتئاب.

أعمال جياني الأخرى مثيرة للإهتمام أيضا, لكنني إخترت هذه الرباعية لما تجسده من أن تكون المكتئب في قصتك أنت.


John Register

ليس هناك عبرة من صياغة الوحدة أكثر من اللا أحد. بإختلاف عن بيتر الذي يعتبرنا كطائر عابر لا يبالي به, و جياني الذي يعتبر وجودنا كمتفرجين في مسرح مظلم, جون هنا يضعنا بمبدأ العين التي ترى. إن كان هناك شخص في هذه اللوحات فهو الشخص الوحيد الذي ينظر إلى اللا أحد. حيز من الغُربة التي تعاكس معنى لوحات بيتر بشكل استثنائي. حين بدأت أختار اللوحات لم أتوقع أن أصل إلى نقيضاتها. وإذا لامستنا الغُربة في الحياة الواقعية سنعي معنى الوحدة في تلك الأعمال. جميعها تدل على أن هناك أشخاص كانوا هنا ولكنهم رحلوا بعيدا. وكأن أجمل الأماكن على سطح الأرض لن تفي بغرض, أن تكون الوحدة هي العباءة الوحيده التي يمكن أن ترتديها. كل شيء يقدس الرقم واحد ويقتبس من حروفه كل الأفعال.

تتجسد اللوحات هنا لتساوي غُربة.


Join