2023
*تدوينة دون ذكر تفاصيل أو تعمّق، فقط لأتذكر هذا لأعوامٍ عديدة.
عادةً أنا لا أكتب أهدافاً سنوية ولا أتحدث عن سنواتي على أنها كانت جيدة أم سيئة؛ وهذا لأن لديَّ قناعة بأنه لا توجد سنة بأكملها سعيدة أو العكس.. وهذه طبيعة الحياة فلا حال يدوم علينا، أيام حزينة وأخرى سعيدة وهكذا الحال.
لكن هذه السنة كانت مُختلفة جداً فهي حملت لي أهم تغيير كنت أنتظره منذ وقتٍ طويل، ولا أُبالغ بذلك فحقاً منذ 6 سنوات وأنا أود أن أصل لهذا المستوى.. ولله الحمد وصلت.
ولأكون صريحة فأنا لا أتذكر معظم تفاصيلها ولا حتى أحداثها فلم يرسخ ببالي إلا أمرين وهما ما دفعاني للكتابة.
أولاً والمهم أن شخصيتي تغيرت بشكلٍ ملحوظ وكما أود، وهذا ما جعلني أبدأ بتحقيق الكثير من الإنجازات وأنا فخورة بذلك حقاً.. وأذكر هذا الأمر بالتفصيل لأنه حدث بسرعة وبتيسير تام الحمدلله..
أنا مُعتادة بعد كل فترة صعبة أن أستريح دون جهد أو تفكير فقط بهدف استجماع نفسي وأفكاري وكان ذلك في رمضان، وفجأة بدأت أُلاحظ بأنني تغيرت واعتقدت بأن ذلك لفترة قصيرة ومن ثم سأعود لما أنا عليه، لكن المفاجأة كانت بأن هذا التغيير أصبح شخصيتي الجديدة التي سعيت بشتّى الطرق لأصل إليها.. كم كنت سعيدة بذلك ولا زلت سعيدة وأحمد الله دائماً على هذا.
أدركت حينها أنني مهما حاولت فهذا لا يعني أن الأمر سيتحقق في نفس الوقت بل بتوقيت الله، وهذا يعتبر العوض بعد عناءٍ طويل، وذكرت هذا الأمر لأنني لطالما كنت أحزن عندما أعمل على شيء ولا يتحقق لكن عندما رضيت وسلمت الأمر لله تغيّر كل شيء للأفضل.
بعد محاولات وانتظار والكثير من الظروف حدث التغيير بهدوء وبسرعة أنستني كل ما فات.. الحمد لله دائماً وأبداً.
ثانياً وهو بالنسبةِ لي كان درس هذا العام وللأعوام القادمة، ألا وهو: استمرار السعي رغم انعدام الرغبة.
وأعتقد أن هذا الشيء مر به الأغلبية أو الجميع حتى.. صحيح أني لا أذكر تفاصيل هذه السنة كما قلت ولكن ما أذكره بأن أغلبها كنت أستمر بالسعي بالإجبار، كنت أُجبر نفسي أن أُكمل وأُحاول مراراً وتكراراً وهذا ما علمني الكثير، فأنا بعادتي أفقد قدرتي على المحاولة أو لا أُجبر نفسي أن أُكمل بحال شعرت بالتعب (وهذا شيء جيد أحياناً).
كنت أذّكر نفسي دائما بأن كل وقت وكل يوم هو فرصة جديدة للمحاولة، لا يمكن أن أجعل موقف صغير يؤثر ببقية اليوم، لا يمكن ليوم سيء أن يؤثر على بقية أيامي.. ولا يعني أني لا أستريح بالطبع لنفسي عليَّ حق فأنا تعلمت أن أُوازن ما بين مشاعري وطاقتي ورغباتي ولكن علمت نفسي أن أستمر مهما حدث ولا أعوّد نفسي على الجلوس طويلاً والحزن على ما فات، وإن مررت بموقف صعب فعلي أن أحاول حتى أتعلم منه وأتجاوزه، وإن واجهت عملٌ صعب فعليَّ أيضاُ أن استمر بالتعلّم حتى أتقنه.. وذلك من أجلي لأشكر نفسي مستقبلاً، لأتطوّر وأتقدّم.
إذن وما النتيجة بعد كل هذا؟
لطالما كنت أؤمن بأنني سأتمكن من إنجاز الكثير لو استطعت حل مشاكلي الداخلية وهذا ما حدث، فبعدها أصبحت أكثر تفهماً لذاتي ويمكنني حل مشاكلي بشكلٍ أفضل، أدخلت الكثير من العادات الجيدة ليومي مما أعطاني أياماً وذكريات سعيدة، وضعت نفسي في المقدمة بعد أن كنت أُقدّم الجميع علي، واستعدت شخصيتي الاجتماعية وأصبحت أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين وتكوين علاقات جديدة بعد سنواتٍ من الوحدة (بالرغم من أني أحب وحدتي، لكن تعلمت كيف أُوازن بين هذا وذاك)
بدأت بأهم خطوة كنت أود أن أتخذها منذ وقت، ألا وهي أن أُمارس هوايتي أو كما أُسمّيها مُتنفسي -الكتابة- فأنشأت مدونتين، واحدة لتخصصي وأخرى خاصة بي (وهي التي أمامكم) فبدأت التدوين عن ما أُفضله وما مررت به، وهذا تدويناً لإنجازي ولكي أُفيد من يقرأ.
تعلمت الكثير وتقدمت مسافات طويلة من كل شيء أردته، كان الأمر أشبه بأن ترى حلمك أو بالأحرى أحلامك تتحقق أمامك، وإنجازاتك تكثر.
كانت النتيجة أنني رأيت أفضل نسخة منّي.. وهذا ما أردته طويلاً.
صقلت شخصيتي بالشكل المناسب لي، وأصبحت على استعدادٍ تام لأعيش القادم من حياتي دونَ خوف، وأنا على ثقة الآن أكثر من أي وقتٍ مضى بأني قادرة على أن أُواجه أصعب الظروف وسأتخطاها..
ممتنة لهذا العام كثيراً، والحمدلله دائماً وأبداً.
_lq998