الرجل المفقود
ليست عائلة سعيدة
*يُفضل قراءة الروايات قبل الاطلاع على التدوينة (سأذكر أحداثها).
الرجل المفقود وليست عائلة سعيدة هما روايتين قرأتهم سابقاً، وأكتب عنهم الآن ليس بغرض المراجعة أو ذكر رأيي وتقييمي، إنما من أجل ربطهم بموضوعين سبق وكتبت عنهم
كانت نظرتي عنهم مختلفة قليلاً، لامست الجانب النفسي أكثر من رؤيتي للرواية على أنها تُصنّف من روايات الجرائم والتحقيق.
الرجل المفقود| جين هاربر.
عدد الصفحات: 448.
التصنيف: روايات الجريمة.
تدور أحداث الرواية حول عائلة ناثان والذي حدث لأخيه كاميرون.. في ظاهر الأمر تبدو كجريمة قتل ربما أو مجرد حالة اختفاء في الصحراء لكن في الواقع الأمر يمتد من الطفولة والصدمات السابقة (وأعني بذلك جميع أفراد العائلة حتى الأم) بغض النظر عن تصنيف الرواية لكن لو فكّرت بها قليلاً ستعرف أنَّ كل ما حدث كان بسبب صدمات سابقة تعرضوا لها أفراد الأسرة.
وكانت هذه الصدمات تتلخص في:
عنف من قِبَل الوالد، حرمان، عدم إحساسهم بالاحتواء من قبل الوالدين، عدم شعورهم بحماية والدتهم عندما تطلّب الأمر، وهناك صدمات أخرى بالطبع لكن هذه كانت واضحة ومؤثرة جداً عليهم (وأعني الأخوة كاميرون، ناثان، بوب).
أما بالنسبة للأم، فكان كل ما تفعله نتيجة تلقّيها لعنفٍ مفرط من قِبل الزوج (ألا وهو الأب)
فعدم حمايتها لأطفالها كانت بسبب خوفها منه حتى لا يعاقبها أو يضربها مثلاً.. وهذا الشيء تحديداً هو ما تسبّب في المعاناة للأسرة لاحقاً (وأعني بالمعاناة أي محور القصة وهو اختفاء كاميرون).
النتيجة:
-تفكّك أسري وعدم تفاهم استمر لسنوات، بالإضافة لعدم معرفتهم لأحوال بعض أو بالأحرى عدم تفهّم لهذه الأحوال.
-اكتسب كاميرون العنف من والده مما جعله يتعدّى على فتاة وهو بعمرٍ صغير، وعندما كبر تعدّى على ابنته وزوجته أيضاً.
-حتى مع إن بوب لم يرى والده كثيراً إلا أنه تأثّر بطبيعة الحال، مما جعله متمرد وغير مفهوم ويقوم بتصرفات عشوائية مزعجة.
-وأما التأثير الحاصل على ناثان فقد أصبح شخص غير مسؤول لأنه تحمّل مسؤولية كبيرة عندما كان طفل، فكبر وهو لا يريد تحمّل المزيد من المسؤولية، بالإضافة للمشاكل النفسية التي مرَّ بها.
-والنتيجة الأسوأ هي ما فعلته والدة كاميرون به حتى لا يكرّر أخطاء والده على زوجته (وأعني زوجة كاميرون).
الرواية ممتعة لحدٍ ما، وأحداثها مشوّقة تجعلك تتساءل طوال فترة قراءتها من الفاعل؟ وكيف فعل ذلك؟
شعرت بالحماس من البداية وأذكر أني قرأتها بفترة قصيرة جداً من شدة حماسي مع كل صفحة.
تقريباً جميع شخصيات الرواية عانوا لكني تعاطفت بالأخص مع ناثان، وأعتقد لو أنك قرأت الرواية ستشعر بذلك أيضاً، من وجهة نظري يعود السبب لأنه عانى من الطفولة وحتى عندما كبر تحمّل سنوات من المعاناة لعدة أسباب، بالإضافة لعدم تفهم أسرته ومجتمعه له.
ليست عائلة سعيدة| شاري لابينا.
عدد الصفحات: 344
التصنيف: روايات الجريمة.
تدور أحداث الرواية حول جريمة قتل حدثت في عائلة فريد مرتون والتي تتكوّن من 4 أفراد (الأم شيلا، والأبناء كاثرين، دان، جينا) بالإضافة للمربية (إيرينا).. فمن الذي قُتل؟ ومن قام بالجريمة؟
من بداية الرواية ستعرف أن هناك العديد من الأسرار والصدمات التي تمتد من الطفولة، وكان لها الأثر فيما حدث.
وهذه الصدمات تتلخص في:
تعرضهم للمقارنات من قِبَل والدهم، عدم احتوائهم ولا الاهتمام لمتطلباتهم فدائماً ما كانت المربية تهتم بهم، بالإضافة لتلقّيهم التوبيخ بشكلٍ قاسٍ من قبل والدهم، والأسوأ هو عدم شعورهم بدفاع والدتهم عنهم وهذا ما كان له الأثر الواضح فيما حدث.
النتيجة:
-بالطبع تفكّك أسري.
-كرهٌ وحقدٌ دفين اتجاه والديهم.
-كره للاجتماعات العائلية لأن الأبناء يعرفون أنَّ والدهم سيتصرف معهم بشكلٍ سيء (خاصةً دان وجينا).
-اكتسبت كاثرين عادة سيئة مُنذ الصغر ألا وهي (حب السرقة) حتى مع كل ما تملكه إلا أنها لا تتمالك نفسها عند رؤية أي شيء ثمين، وظهر ذلك بشكلٍ مُفزع عندما سرقت المجوهرات من جثة والدتها!
-أما بالنسبة لدان فكبر وهو مُحطم ولا يمتلك ثقة كافية بسبب توبيخ والده بالإضافة للمقارنات التي تعرّض لها سابقاً.
-وجينا أصبحت متمردة بشكلٍ لا يُطاق (بالنسبة لهم) وأيضاً اكتسبت بعض الصفات العنيفة أو القاسية.
-والنتيجة الأسوأ بالطبع هي جريمة القتل.
-وما بعد الجريمة حيث ظهرت صدمات الطفولة على هيئة خلافات، وشك بين الإخوة، والأسوأ عدم الثقة فيما بينهم.
من وجهة نظري كانت الرواية ممتعة لكن النهاية أفسدتها حتى أني تمنيت لو لم أقرأها، فأنا لا أحب النهايات المفتوحة أو التي لا يتم فيها مُحاسبة الفاعل. فسبب استيائي ليست النهاية المفتوحة فقط إنما أن حياتهم لم تعد كالسابق (كاثرين، دان) بالرغم من عدم قيامهم بالجريمة.
تعاطفت بشكل أكبر مع دان لأنه تحمّل معاناة أكثر من الجميع، وللأسف كان يعاني في جميع مراحله العمرية.
كتبت عن النقاط الأساسية بشكلٍ مُختصر؛ لأنني كما ذكرت لا أريد تقييم الروايات إنما توضيح أثر الطفولة والصدمات المدفونة.
قد يتغاضى البعض عن الأمر وهناك من يقلّل منه لكن في الحقيقة نعم قد يؤدي لتصرفات سيئة أو أسوأ! قد يؤدي فعلاً لعنفٍ مفرط أو جرائم أخرى. وأنا لا أُبالغ ففي الواقع هناك العديد من قصص الجرائم التي كان سببها مشاكل نفسية ظهرت نتيجة صدمات سابقة، أو معاناة الطفولة. وهناك العديد من الوثائقيات التي توثّق هذه الجرائم فهي ليست مجرد رواية خيالية.
-بالطبع في حالات أخرى قد يكون الأمر أقل من ذلك، فليست جميع الصدمات ينتج عنها عنف أو قسوة- لكن في جميع الأحوال يجب على كل شخص الانتباه لصفاته أو تصرفاته التي اكتسبها نتيجةً لذلك. وفي حال رؤيتك هذه التصرفات في شخصٍ ما تعرفه حاول قدر المُستطاع أن تنبهه على ذلك، وإن استطعت قدّم له المساعدة.
-تحمّلوا مسؤولية تصرفاتكم اتجاه أطفالكم-
والعائلة بالذات يجب عليهم الانتباه سواءً الوالدين، أو الإخوة.. تذكروا أنكم الأساس والمحيط الأول، تذكروا أنكم الاحتواء والأمان.
المساعدة دائماً تبدأ من المنزل وفي حال لم تُقدّموها لبعض سيعني هذا المزيد من المعاناة لمن مر بصدمات أو مشاكل في الطفولة.
دعواتكم لوالدتي بالرحمة والمغفرة.
_lq998