هذا الكتاب محاولة لإدراك فكرة أنَّ ما نشعر به له أهمية تعادل أهمية النعم التي نتمتّع بها، وأنَّ الصحة النفسية لها أهمية تعادل أهمية الصحة الجسدية، بل إنها جزء منها!

جميعنا مررنا بكثير من الظروف أو المشاكل النفسية، لدى الجميع أوقات عصيبة جعلت منهم أُناس متوترون على الدوام ويفرطون بالتفكير حتى على أصغر الأمور؛ لذا وقع اختياري على هذا الكتاب لأكتب عنه وأسعى في نشره لاحتوائه على نصائح مفيدة في خضم هذه الظروف، حتى وإن بدت مجرد كلمات اعتيادية لكن هي بمثابة تذكير لنا..

تذكّرنا بأن علينا التوقّف قليلاً، علينا أن لا ننسى ونترك لحظاتنا الحالية بسبب انشغالنا وقلقنا اتجاه الحياة وحول العديد من الأمور التي من المحتمل أنها لن تحدث أصلاً

علينا جميعاً أن ندرك أهمية واقعنا الآن؛ لأن الوقت لن يعود وسنندم على عدم عيش حياتنا وأننا أمضينا الوقت خائفين من المستقبل أو عالقين في الماضي بالرغم من أنه لن يفيدنا هذا التصرف بل سيجعل حالتنا أسوأ.

لذا تعلّم من ماضيك وأخطائك واستفد منهم في حياتك، ولا تفكّر في المستقبل لأنك لا تعلم كيف سيكون والتفكير والقلق لن يُحدِثوا أيَّ فارق.. ببساطة عش حياتك، لن تتكرر مرتين! 

وهذا ما يحاول مات هيغ أن يوصله إلينا من خلال كتابه وحديثه عن تجاربه السابقة، تحديداً تجربته مع الاكتئاب ونوبات القلق.

حتى في حال عدم مرورك بتجربةٍ مماثلة فأنت بحاجة لهذا الكتاب؛ لأن طبيعة الحياة الآن كونها عالم سريع ومزدحم بالنسبةِ لنا تحتم علينا التصرف بهذه الطريقة مما يؤدّي بنا إلى الوقوع في دوامة التفكير والخوف، فدائماً أي عمل نود القيام به يتطلب منا السرعة في تنفيذه وبطبيعة الحال سنكون في نهاية المطاف تحت سلطة الإجهاد والقلق من فوات الأوان، وهذا ما يمر به الأغلبية حتى من المحتمل أنَّ الجميع مر بهذه التجربة! ونحن نغفل عن ذلك ونعتقد بأننا من نعاني وحدنا ويزداد الأمر سوء أكثر من قبل.

لذا تذّكر دائماً بأنك لست وحدك، ولا تقسو على نفسك أكثر ما هو لك لن يفوتك، لو كان لك حتماً سيأتي.. توقّف عن القلق واقرأ هذا الكتاب.