إلى النسخة غير السعيدة من ذاتي..
وأنا أقرأ كتاب -كن الشخص الذي يجعلك سعيداً- مررت بجملة اكتب رسالة لذاتك الغير سعيدة، وشعرت بداخلي أن عليَّ فعلها.. ولِما لا؟
دائماً في فترات حزننا ننسى كيف نتعامل مع الأمور بالشكل الصحيح، ننسى ما هي الطريقة الأنسب للخروج من المشكلة، لذا من الجيد كتابة رسالة لمثل هذه الأوقات.
ونظراً لأن لا أحد يعرفني مثلما أعرف نفسي سأكتبُ لي، وما أفضل من كوني مرشدةً لذاتي؟
في خضم هذه الظروف تذّكر أنك مررت بمثلها كثيراً، مراتٍ لا تُعد ومع ذلك ما زلت على قيدِ الحياة ولم تكن النهاية مثلما توقعت! من الطبيعي أي شعور تمر به حالياً لأنك متعب من التفكير لكن لا تسمح له بأن يدوم طويلاً، وهذا لا يعني الهرب من مشاعرك، الهروب لا يعني سوى ألمٍ مؤجّل -تذّكر ذلك جيداً-
تعامل مع نفسك واعطِها حقها في الغضب والحزن والتعب، حاول أن تفهم نفسك قبل أي شيء، لا تهرب من مسؤولية شعورك، تذّكر أن لا أحد سواك سيُخرجُك مما أنت فيه، ولو اجتمعوا كل من حولك لمساعدتك وأنت من الداخل لم تحاول لن يُجدي ذلك.
مهما حدث ومهما كنت مشغولاً لا تؤجل شيء، سيؤدي ذلك لتراكم شعورك حتى يصبح معقداً يصعب فهمه، اكتب عندما تشعر أنك بحاجتها، تكلّم، اقرأ، اسأل، افعل ما تود المهم لا تؤجلها، أتفهم طبيعة الحياة المزدحمة لكن لنفسك عليك حق، فلا تنسى نفسك فتراتٍ طويلة ثم تجدها بحالة سيئة وتندم على هذا.. ولو حدث ذلك تذّكر أن الندم لا يفيد وابدأ حالاً بالتغيير (لا تؤجله أيضاً)
بعد أن تقضي أيام بالحزن والركود حان وقت أن تنهض لتغيّر ما تشعر به لكيلا يستمر طويلاً، جلوسك بنفس المشاعر لن يُحدِث فرق فقط ستزداد ألماً وحزناً.
لا مشكلة بأن تتوقف قليلاً عن الركض في مسارات الحياة، لن ينهار العالم لأنك توقفت عمَّ تفعله، اقضِ بعض الوقت بمُفردك فأحياناً وجود الناس حولك يزيد الأمرَ سوءاً، فلا بأس حقاً من الوحدة فقضاء الوقت مع نفسك ممتع أيضاً -تعلّم هذا-
أولاً تذّكر دائماً أنك لست وحدك حزيناً كما تعتقد فالله معك دائماً وفي كل خطوة، لا تنسى كم مرة أخرجك الله بلطفه ورحمته من عمق كربتك، الله قادر على كل شيء فلا تنسى أن تدعو في كل وقت.
لا تدع حزنك يُنسيك النِعم المحيطة بك.. وبالمناسبة كبداية سعيدة ليومك تذّكر أن تحمد الله على جميع النِعم حتى وإن بدت عادية أو اعتيادية، فوجود العائلة نعمة، الصحة، المنزل، التعليم والعمل، الجوال، الأصدقاء، الرزق وكيفما كان رزقك فهو نعمة أيضاً، أشياء لا تعد ولا تحصى تفكّر بها قليلاً فعندما تقدّر ما حولك سيتحسّن شعورك اتجاه الحياة.
بشكلٍ عام من الجيد أن تحاول دوماً رؤية كل ما هو محيط بك، ولا أعني فقط الأمور الخارجية فأحياناً يحدث لنا موقف ولا نراه إلا من جانب واحد ونحزن على ذلك، فحاول دائماً أن توسّع نظرتك للمواقف -في كل شيء يحدث لنا خيراً وإن لم نراه- إدراكك لهذه النقطة سيُساعدك كثيراً.
لمحاولة تغيير شعورك قليلاً جرّب أي شيء جديد ولو كان بسيطاً، سيُضفي ذلك شعوراً لطيفاً ومميزاً، وليس شرطاً أن يكون شيئاً كبيراً يكفي مثلاً أن تغيّر إفطارك، مشروبك الصباحي، كتاب، رياضة (أو أي شيء آخر مما تفعله) يُعد ذلك خروجاً عن المعتاد وبالطبع سيُشعرُك بتحسّن.
حتى إن شعرت بأنك لا تود الخروج من الغرفة أو المنزل افعل عكس ذلك وما هي إلا دقائق وستشعر بالطاقة مجدداً، انشغالك بالدراسة أو العمل أو أي شيء آخر سيُنسيك ما تفكر به بالإضافة إلى أنك ستشعر بالإنجاز في نهاية يومك.
إذ كنت ما زلت تشعر بعدم الراحة أو الحزن اكتب ما يجول بخاطرك سواء جمل أو كلمات فقط اكتب أي شيء يساعدك في إخراج أفكارك من رأسك أو يقلل من وقعها عليك، أحياناً حتى الرسم يُعطي نفس النتيجة، وليس شرطاً أن تكون الكتابة والرسم موهبتك فبعض الكلمات والألوان تفي بالغرض.
في هذه الأيام خاصةً حاول عدم خوض أي نقاش من الممكن أن يتسبب في إثارة غضبك أو حزنك، تجاهل الأحاديث وخذ قسطاً من الراحة، وأيضاً تجنب أخذ قرارات كبيرة؛ لأنك في حالة تشتت وقد يؤدي ذلك لأخذ القرار الخاطئ، وافعل ما ترغب به فقط واسعى لإسعاد نفسك ولا تنتظر أحداً ليفعلها عنك.
أخيراً تذكير مهم
ما تفكر به لن يحدث فهي مجرد أفكار نتجت عن تعبك وخوضك هذه المرحلة، واترك الندم فلا نفع منه ولن يغيّر شيء ولن يُعيد ما فات.
-كل شيء سيمر لا محالة وإن طال-
تعلّم من ذلك فقط وامضِ.
بالمناسبة.. هذه الرسالة لي ولكم🤍
واكتبوا رسالة لذواتكم الحزينة..
lq998