فقدناهم
ألم الفقد قاسي جدًا على كل قلب، خاصة إذا فقدنا عزيز على قلوبنا كفقد قريب أو صديق أو حبيب، لا نتمالك أنفسنا إلا أن نجهش بالبكاء ألمًا بهذا الفقد، لا لأننا نخاف عليهم من القبر وظلمته، أو ما قد يواجهونه بعد رحيلهم، لأنهم ذاهبون إلى كريم رحيم لطيف أرحم بهم منا، ولكن ألمنا كما يقول الرافعي : " إننا لانبكي الميت لذهابه عنا وإنما لبقائنا دونه"
خلال الأسابيع الماضية فقدت شخصين، كل منهم له في ذاكرتي مواقف لا تنسى.
أما أول من فقدت أخي محمد
محمد ابن خالي ، لا أنسى ولن أنسى كيف كان محمد صبيحة عيد الفطر المبارك، وهو يلبس ثوبه الأبيض الجديد، باسم الثغر، يمينه معطاءه بالهدايا التي يوزعها على الأطفال بكل حب وود، وأقرانه يبادلونه الفرح والحب والسعادة، فرحين بهدايا محمد، ومحمد فرح بعطائه، غفر الله لمحمد وأسكنه فسيح جناته.
أما ثاني من فقدت جدتي
كنا في الأعياد ندخل على جدتي وهي باسمةً ضاحكةً ، لا تسمع منها إلا الكلمة الطيبة، والسؤال عن أحوال من يزورها، وإذا سُئلت عن حالها تجدها حامدة شاكرة راضية بكل ما كتبه الله لها، لا أنسى كلمتها التي لها قرع في أذني إلى الآن وهي تقول بكل لطف وهدوء " تَلَقَطُوا" بمعنى أنها تريد من الجميع أن يأخذ نصيبه من الحلوى والتمر والمكسرات التي كانت تضعها في وسط المجلس لإكرام زائريها، غفر الله لها وألحقها بالصالحين والصديقين والشهداء.
بعد هذا الفقد، لا أجد من نفسي إلا أن أقول: " والله الدنيا ما تسوى"
ما تسوى بعد فقدنا لأحبابنا وأخوننا وأقاربنا، نعم هم عند كريم رحيم ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، ولكن الحياة بدونهم لا شيء، لذلك من رحل فله منا الوفاء، والوفاء لمن فقدنا (الدعاء والصدقة).
ما تسوى الدنيا أنها تذهب ونحن نحمل في قلبوبنا الضغينة والكره لمن حولنا.
ما تسوى الدنيا أننا ننسى من نحب من الوصل والقرب حتى نعي أننا فقدناهم، ثم نعض أصابع الندم.
ما تسوى الدنيا أننا نهجر من نحب بمجرد زلة أو خطأ، كان بإمكاننا أن نصلحه بالحوار و العتاب.
ما تسوى الدنيا أننا نحسب كل صغيرة وكبيرة على الناس، فلنعيش متغافلين عن الزلات والهفوات.
((ما تسوى الدنيا أننا ....))
تطول قائمة " ما تسوى الدنيا. . ." لأنها بالفعل ما تسوى
وبما أنها ما تسوى، حافظ على هذه القائمة :
1-دينك
2-رضا والديك
3-قربك من أخوانك
4-تمسك بأصدقاءك الحقيقيين
5-حافظ على نفسك فلنفسك عليك حق