“ والله كنت مشغول”
قبل عدة أسابيع ، عندما نشرت أحد المقالات في مدونتي ، قام أحد أصدقائي الأعزاء بالمدح والثناء على هذه المقالة ، ثم أردفها بقوله أنه يريد أن نلتقي في أقرب وقت ممكن . فاعتذرت منه آسفاً بحجة أني في الوقت الحالي منهمك في عدة أعمال ، وعندما أنتهي منها سوف أتصل به ، و في الحقيقة كان لدي ما يشغلني في تلك الفترة .
مرت الأيام ...... و صدفةً في إحدى المباني الأكاديمية بجامعتي ، وإذا بعيني تلمح صديقي صاحب المدح والثناء ، والطلب ، سلمت عليه سلاماً حاراً ، ثم طَرح السؤال المعتاد "وين الناس" معاتباً لي على عدم وفائي بالإتصال الموعود ، فكان ردي " والله كنت مشغول" ، ثم وعدته بأن يكون لنا لقاء بعد فترة الإختبارات .
من عادتي بعد كل لقاء ، تحليل كل موقف ، وجدت أنني في الموقف الأخير جانبت الصواب في زعمي أنني لم أستطع الخروج ، وكنت تحت ضغط عمل مضنٍ ، في حين أنني كنت في إجازة اليوم الوطني ، وقبل تلك الإجازة لم تكن لدي الكثير من الواجبات والمهام التي يجب علي إتمامها ، و كان يجب علي أن أعترف أنني نسيت هذا الوعد ، و أن أقوم بالإعتذار عن هذا الفعل .
لن أبالغ أنني اليوم تلقيت درساً قاسياً وفي نفس الوقت رائعاً من صديقي العزيز ، أن شماعة " والله كنت مشغول " هي خرافة وعذر باهت لا أصل له يقوم به كثير من الناس ، حتى يخبئون أعذارهم الواهية ، التي لا يستطون أن يفصحوا عنها .
والآن يجب علي إصلاح ما فعلت ......
إلى صديقي العزيز ..........أعتذر عن عدم وفائي بوعدي ، وأعتذر عن العذر الذي لم يكن في حقيقة الأمر موجوداً ، وكان عذري الحقيقي أنني نسيت هذا الوعد ، ونسياني إياه لم يكن للتقليل من قدرك ، وإنما كان بدون قصد ، و ما يرضيك سيأتيك ، ولو كان من أرض السند أو الهند .
أبشركم قُبل عذري ، وسلم جيبي 😄.