الأحبة والكتابة ومفهوم الخصوصية 


في كثير أشياء أخاف منها بهذا العالم، ومنها هو أنني أحب الأشخاص أكثر مما يحبوني، الخوف الدائم من أنني أكون عبئ أو شخص ثقيل على النفس لدى أشخاص أعزهم وأغلييهم، الحقيقة أنه أقرب بكابوس من أنه خوف عادي. 

هذا الرعب يخليني أركز على نقاط في علاقتي معهم، حتى أتجنب الميلان الزائد أو حتى الصدود. 

إحدى هذي النقاط هي السرية، افترض أن العلاقة جيدة بارتباطها طرديًا مع مستوى المشاركة ، وما أقصد المحتوى العابر اللي تشاركه مع أي أحد، إنما المشاركة الخاصة اللي تفرق بين درجات الناس ومواقعهم الحقيقة لمسافة القلب. 


لذلك لما أعرف عن شخص أحبه شئ هو ما شاركه معي ، أحبط جدًا وأتسائل عن مدى جودتي كصديق محب، لكن سرعان ما أتخطى هذي المرحلة إلى لوم الطرف الآخر لأنه غلطته أنه ما شاركني وأنا أروع شخص متفهم بالعالم! 

لكن صوت الحقيقة يعلمني أن حتى الأشخاص اللي أحبهم ويحبوني لابد يكون عندهم درجة من الخصوصية، مساحتهم الخاصة اللي يكونون فيها ما يبغون،رغم أنني أجد صعوبة عاطفية في تقبل الأمر، إلا أنني أعرف تمامًا أنه حقهم، وحقهم أيضًا أنني أتفهم…..


لكن I can't help but wonder، 

عن قد المساحة المشروعة اللي نقدر نمارس فيها خصوصيتنا بدون ما يكون مؤشر لركاكة علاقتنا مع أشخاص معينين، وهل فعلًا مستوى المشاركة يوازي قوة العلاقة؟!، هل حنا نخاف أن تختلف نظرة الأشخاص فينا بعد ما يعرفون أكثر عننا.؟؟، 


أعتقد أنني أقدر أجيب عن نفسي لكن في مجال آخر وهو الكتابة، أنا مؤمنة أن الكتابة نوع من التعري وهو فعل خاص وفيه حرج كبير على الكاتب في كثير من الأحيان، لأنها تسمح للآخرين بالإطلاع على مكنوناتك، وكثير أشياء مستحيل تقولها كسالفة إلا أنه يمديك تكتب من محتواها أفضل نص! 

بالنسبة لي ما أسمح لبعض الأشخاص اللي أحبهم جدًا وأحترمهم أنهم يقرون كتاباتي، على عكس من عدم تحرجي التام أنني أنشرها في مدونة عامة يقرأها من يريد ويتركها من لا يريد ...

ورغم أنني أفهم هذا المنطق لأنني أمارسه ، إلا أنني كما ذكرت سابقًا ما زلت أشكك في حبي لدى الأشخاص اللي ما يشاركوني حساباتهم الخاصة مثلًا :)..


ولعلها في نهاية الأمر مجرد مشاكل شخصية عندي في الثقة وتقدير الذات، وربما أنني أملك شخصية حشرية وأغطيها بغطاء الحب و الله أعلم …. 



Join